نظم المركز الجامعي للدراسات والبحوث الإفريقية التابع لرئاسة جامعة محمد الأول بوجدة بمناسبة انطلاقته، الأربعاء بقاعة الندوات بكلية الطب، الدرس الافتتاحي الأول في موضوع “الكتاب العربي المخطوط في دول إفريقيا جنوب الصحراء”. حيث قام بتأطير الدرس الأول الدكتور أحمد شوقي بنبین، مدير الخزانة الملكية بالرباط، وذلك تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لإفريقيا، الذي يخلد ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية بتاريخ 25 ماي 1963.
وفي كلمته بالمناسبة، اعتبر رئيس الجامعة الأستاذ ياسين زغلول، انطلاقة المركز الجامعي للدراسات والبحوث الإفريقية التابع لرئاسة الجامعة، “فضاء أكاديميا من شأنه أن يسهم في تعزيز المبادرات التي أطلقها المغرب نحو القارة الإفريقية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره ﷲ”. مضيفا أنه في سياق هذه التحولات المهمة، “بادرت جامعة محمد الأول إلى إحداث مركز جامعي برئاسة الجامعة، يعنى بالدراسات والبحوث الإفريقية، يضم خيرة الخبراء والباحثين في الشؤون الإفريقية، فضلا عن تقديم مشروعِ بكالوریوس خاص بالدراسات الإفريقية، سيعزز ولا ريب مشاريع المركز العلمية”. وأكد ياسين زغلول أن مختلف مؤسسات جامعة محمد الأول وأطرها “عاقدون العزم على السير قدما في سياسة البناء الجامعي، والإسهام بفعالية في إحياء الأمجاد العلمية والثقافية لمنطقة دول افريقيا جنوب الصحراء، وترسيخ نهضتها التنموية، والتعريف بأعلامها، والاهتمام بالقضايا العلمية المرتبطة بالمهام الموكلة للجامعة في علاقتها بمحيطها.
في حين ألقى الدكتور أحمد شوقي بنبين؛ مدير الخزانة الملكية بالرباط، درسا بعنوان “الكتاب العربي المخطوط في دول إفريقيا جنوب الصحراء”. واستهل الخبير بالمخطوطات محاضرته، بعرض الوضعية التّاريخية للكتاب العربي المخطوط، خاصة في دول افريقيا جنوب الصحراء. لافتا إلى أن الكتاب العربي المخطوط لم يحظ بعناية الباحثين في هذا المجال إلى يومنا هذا. داعيا إلى إنشاء مركز لدراسة الكتاب العربي المخطوط في العالم العربي أو الإسلامي. بعد ذلك، انتقل الدّكتور شوقي بنبين للحديث عن الجانب التاريخي للكتاب الافريقي المخطوط، مشيرا إلى أن ظهور الكتاب العربي في إفريقيا الغربية، مرتبط بظهور الإسلام الذي استقر في هذه الربوع بعد القرن السادس للهجرة عن طريق التجارة. وبوجه عام قال مدير الخزانة الملكية بالرباط أن التراث الافريقي في مرحلة الجمع والتجميع، وحمل مسؤولية ضياع وإتلاف التراث في العصر الحديث للاستعمار الأوربي، وذكر بالاسم فرنسا. “لم يكن لدى الاستعمار الأوروبي سياسة لجمع هذا التراث وصيانته وحفظه من الضياع، بل إن الأجانب من الغربيين، قد أساؤوا إلى هذا التراث، حيث أحرقوا بعضه، واستولوا على البعض الآخر، وحملوه إلى الغرب” حسب تعبيره.