رسبريس – وكالات
بسخاء غير مسبوق، أنفقت الأحزاب السياسية على دعاية الانتخابات التشريعية والجماعية، المقرر إجراؤها الأربعاء، في محاولة لجذب قطاعات واسعة من الناخبين إلى صناديق الاقتراع.
وعلى مدى أسبوعين، استخدمت الأحزاب السياسية كافة وسائل الدعاية الانتخابية، أبرزها الرقمية عبر منصات التواصل الاجتماعي، تحت ضغوط قيود فرضها تفشي فيروس كورونا.
ورغم سباق الأحزاب الكبرى في ماراثون الوصول إلى صناديق الاقتراع، تشهد الانتخابات فتورا شعبيا ملحوظا، ما يثير المخاوف من عزوف الناخبين.
إنفاق سخي
ووفق سياسة إفصاح تعتمدها شركة فيسبوك بشأن تمويل الإعلانات عبر شبكتها للتواصل الاجتماعي، يتصدر حزب التجمع الوطني للأحرار، حجم الإنفاق على دعاية الانتخابات بالمغرب.
والحزب الذي يتزعمه وزير الفلاحة عزيز أخنوش، أنفق خلال 6 أشهر مضت أكثر من 270 مليون سنتيم، على منشورات دعائية عبر منصتي فيسبوك وإنستغرام.
وخلال أسبوع واحد من الفترة المخصصة للدعاية الانتخابية، أنفق الحزب الطامح في تصدر نتائج الانتخابات حوالي 65 مليون سنتيم.
بفارق كبير في الإنفاق تكلف حزب الاستقلال حوالي 29 مليون سنتيم في 6 أشهر مضت، بينها نحو 9 ملايين سنتيم خلال أسبوع من الفترة المخصصة الدعاية الانتخابية.
أما الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، وهي منظمة شبابية موازية لحزب التجمع الوطني للأحرار، أنفقت على الدعاية الانتخابية أكثر من 9 ملايين سنتيم.
فيما لم يتجاوز إنفاق 7 أحزاب مجتمعة، حوالي 26 مليون سنتيم، بواقع 8 آلاف لحزب الأصالة والمعارضة، وحزب العدالة والتنمية بواقع ألف دولار.
أما حزب التقدم والاشتراكية ، بلغ إجمالي ما أنفقه حوالي 50 ألف درهم، ونفس الأمر ينطبق على حزب الاتحاد الاشتراكي الذي أنفق حوالي 60 ألف درهم..
كما أنفق حزب الإتحاد الدستوري حوالي 26 ألف درهم ، وحزب الحركة الشعبية نحو 15 ألف درهم، يليهما فدرالية اليسار -تحالف يضم حزبي الطليعة الاشتراكي الديمقراطي والمؤتمر الوطني الاتحادي (اليساريان) بواقع 8500 درهم.
هوية بصرية
بدوره قال محسن قضاض، الباحث في تكنولوجيا الإعلام وتحليل الشبكات الاجتماعية، إن منصة فيسبوك هي الأكثر تداولا بين جموع المغربيين.
وأوضح قضاض أن زيادة الطلب السياسي على منصات التواصل الاجتماعي جاء بسبب القيود التي فرضها تفشي فيروس كورونا، ما دفع السياسيين إلى الإكثار في استخدامها خلال الانتخابات.
ووفق استطلاع للرأي أجرته مجموعة “سونيرجا” (خاصة) في ماي الماضي، فإن 3 من 4 مغاربة يستخدمون “فيسبوك”، كما ارتفع عدد مستخدمي منصة “انستغرام” من 10 ملايين في 2020 إلى 15 مليونا في 2021.
من جانبه، أوضح عبد الحق صبري، الباحث في شبكات التواصل الاجتماعي، أن حزب التجمع الوطني للأحرار بدأ السياسية الرقمية خلال العامين الماضيين.
وأضاف: “خصص الحزب، الذي يتزعمه وزير الفلاحة عزيز أخنوش، ميزانية ضخمة من أجل بلوغ 500 ألف متابع على حسابه عبر منصة فيسبوك، إضافة إلى منصة انستغرام”.
وتابع: “معظم الأحزاب السياسية الأخرى ليس لها نفس الإمكانيات من أجل الإنفاق على الدعاية عبر منصات التواصل الاجتماعي”.
واستطرد قائلا: “الأحزاب التي اهتمت بالدعاية الرقمية مبكرا نجحت في صناعة هوية بصرية اعتادها جمهور المغرب عبر منصات التواصل، ما منحها قوة إضافية في التأثير على قطاع الناخبين مقارنة بالأحزاب الأخرى”.