منتصف كل عام كما في شهر دجنبر، يقصد آلاف اليهود حول العالم من الأصول المغربية العديد من المدن المغربية فيما يعرف بـ”موسم الحج” أو الهيلولة.
تقام في الموسم العديد من الفعاليات الدينية التي تتضمن زيارة ما يعرف بـ”الصديق” أو الولي، وهي الأضرحة التي يتبرك بها اليهود، إضافة إلى إقامة شعائر دينية أخرى، وتقام الفعاليات حسب تواريخ وفاة ما يعرف “بالصديق” وتشمل ثلاثة أشهر “ماي، وغشت، ودجنبر”.
ولم يتمكن اليهود المغاربة من إقامة الفعاليات التي كانت تقام بشكل سنوي في شهر دجنبر خاصة في ظل الإغلاق الذي مدده المغرب حتى نهاية يناير المقبل.
الهيلولة
الهيلولة هي
كلمة مشتقة من عبارة “هاليلو يا” الواردة كثيرا في مزامير داوود، ومعناها “سبحوا
الله”، إذ أطلقت على هذه الاحتفالات الدينية، نظراً لاستغراق المُشاركين فيها في
التسبيح والدعاء لله، وأيضاً الاحتفال بالعطاء.
من الملفت أن الأضرحة أو ما يعرف بـ”الصديق” لدى اليهود يقصده الجميع للتبرك به، سواء في موسم الحج أو في غيره.
من ناحيتها قالت شامة درشول الباحثة في الشؤون الإسرائيلية، إن عدد الأضرحة اليهودية في المغرب تبلغ نحو 600 ضريح في أنحاء المغرب.
خريطة الأضرحة
وأضافت في حديثها لـ”سبوتنيك”، أن أغلب هذه الأضرحة تقع في الجنوب المغربي، إلا أن ثلاثة منهم هم الأبرز وهم: ضريح ربي ديفيد بن باروخ يوجد في منطقة برحيل بتارودانت، جنوب المغرب.
كذلك ضريح عمران بن ديوان يوجد بمنطقة اشجن بوزان شمال المغرب، وضريح “ربي بنتو” في منطقة الصويرة.
وأشارت إلى أن بعض الأضرحة في المغرب يقصدها المسلمون هي أضرحة “يهودية”، حيث أن ما يعرف بـ “الصديق” أو “الولي” هو في الأصل يهودي، في حين أن البعض يعتقدون أنه من المسلمين.
وأوضحت أنه من بين الأضرحة المختلف عليها في المغرب بين اليهود والمسلمين، ضريح “سيدي يحيى” بمدينة وجدة، ضريح “ابراهام مولونيس”بمدينة أزمور، ضريح “سيدي مخلوف” بالرباط.
رغم وجود الأضرحة المختلف عليها إلا أن البعض من المسلمين في المغرب يذهبون للأضرحة اليهودية قصد “التبرك” بها، أي الحصول على بركة الولي، وهو اعتقاد سائد عند طوائف مختلف الأديان.
بحسب الباحثة المغربية فإن الإسرائيليين واليهود المغاربة في إسرائيل وفي جميع أنحاء العالم يقصدون هذه الأضرحة، خاصة في ما يعرف بـ “مواسم الحج”، وهو لقاء ديني بطابع اقتصادي واجتماعي، يتم فيها تدبير لقاءات الزواج، ويطلب فيها الزائر الشفاء من مرض أو الإنجاب، كما تتم فيها صلة الرحم والتعارف وتقوية العلاقات الاقتصادية أيضا، بحسب الباحثة.
تقام الزيارات في مناسبة دينية تعرف بـ”الهيلولة” وهي اليوم الذي توفي فيه الصديق، (الولي الصالح ) يسمى الصديق عند يهود المغرب.
بحسب الدكتور عمر لمغيبشي، الباحث في التاريخ المغربي، فإن دراسة للباحث اليهودي إسخار بن عمي حول أولياء اليهود “الصِّدِّيقِين” وطقوس الأضرحة بالمغرب، كشفت وجود 656 وليا بالمغرب.
كما توصلت الدراسة إلى لائحة تضم 126، وليا، منهم: “الربي إسحاق بن الوليد”، والربي المعروف عند المسلمين بـ “إبراهيم أوريور”، و”سيدي إبراهيم” المعروف عند المسلمين بـ”سيدي قاضي حاجة”، و”يحيا بن يحيا” المعروف بـ”سيد ليهود”.
وأشار في حديثه لـ”سبوتنيك” إلى أولياء مسلمين يزورهم اليهود منهم “للا جميلة” في طنجة، و”سيدي بلعباس” في سلا، و”سيدي رحال” و”مولاي المكي بن محمد” بالرباط”.
كما لفت إلى أولياء يتنازعهم اليهود والمسلمون، وعددهم 36 وليا، منهم: “سيدي
مخلوف”، و”سيدي إبراهيم”، و”سيدي بو الذهب” الذي يعرف عند المسلمين بـ”سيدي بو
أدهم”، و”الربي يحيا بن موسى” المعروف عند المسلمين بـ”سيدي يحيى بن يونس”.
وبحسب الباحث
لا يزال اليهود المغاربة يقومون بطقوس “الهيلولة” مرتين كل سنة، إلى العديد من
المزارات أهمها على الإطلاق: ضريح عمران بن ديوان بمدينة وزان، وضريح الربي إسحاق
بن الوليد بمدينة تطوان، ضريح الربي إبراهيم أوريور بمدينة سطات.
(سبوتنيك)