أعلن الديوان الملكي المغربي، مساء السبت، وفاة الطفل ريان، بعد بقائه عالقا أكثر من 100 ساعة في بئر شمالي المملكة.
وكانت فرق الإنقاذ المغربية، أخرجت جثمانه من النفق الموصل إلى البئر، ووضعه في سيارة إسعاف قبل تأكيد بيان االديوان الملكي لوفاته.
وجاء في بيان الديوان “أنه على إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان اورام، أجرى الملك محمد السادس، اتصالا هاتفيا مع السيد خالد اورام، والسيدة وسيمة خرشيش والدي الفقيد، الذي وافته المنية”.
وأشار البيان إلى أن الطفل “توفي بعد سقوطه في البئر”.
وجاء في البيان أن “الملك عبر عن أحر تعازيه وأصدق مواساته لكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، داعيا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء، في فقدان فلذة كبدهم.”
وكانت فرق الإسعاف قد دخلت، بعد ظهر السبت، النفق الذي عملت على حفره، أملا بالوصول إلى ريان.
وفي وقت سابق قال المسؤول في اللجنة المشرفة على عملية الإنقاذ، عبد الوهاب الثمراني، مساء السبت، أنه لم يكن يفصل المنقذين نحو 80 سنتمترا عن الوصول إلى ريان، لكن العملية دقيقة جدا وأي خطأ قد يؤدي إلى انهيار النفق”.
وأشار إلى انهيار خفيف للحجار داخله “لكنه لم يلحق ضررا”، فيما أوضح مصدر في السلطات المحلية أن ما تبقى من الحفر، “يتم بشكل يدوي وبحذر شديد لتفادي أي انجراف”.
وشرح المهندس المشرف على عملية الإنقاذ سبب تأخر عملية إخراج ريان، موضحا أنه يتم حفر 20 سنتمترا في كل ساعة خوفا على سلامة ريان داخل البئر لأن نوعية التربة هشة وسريعة الانهيار.
وبذلت جهود مضنية منذ الأربعاء للتمكن من إخراج ريان حيا. وبقي والداه ينتظران اليوم داخل سيارة إسعاف وضعت رهن إشارة الطفل على أمل إخراجه حيا.
وكان الطفل البالغ خمس سنوات سقط عرضاً بعيد ظهر الثلاثاء في هذه البئر ذات القطر الضيق والتي يصعب النزول فيها، في قرية بمنطقة باب برد قرب مدينة شفشاون (شمال)، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وروت والدته لوسائل إعلام محلية “تجندنا جميعا للبحث عنه بمجرد أن اختفى (…) إلى أن علمنا أنه سقط في البئر”، وأضافت بتأثر شديد “لا أزال مصدومة لكنني أرجو من الله أن يخرجوه حيّاً. لم أفقد الأمل”.
وقال والده لقناة التلفزيون العامة الثانية، الجمعة، “لا يزال لدي الأمل في رؤية ابني يخرج حيا، أشكر كل الناس الذين يعملون على إنقاذه وكل الذين يدعموننا في المغرب وخارجه”.
وحاول متطوعون من أبناء القرية وفرق الإنقاذ في البداية النزول إلى البئر لانتشال الطفل لكنّ قطرها الضيق حال دون ذلك.
وجرى التفكير أيضا في توسيع قطر البئر لكن المخاوف من انهيار التربة جعلت المنقذين يعدلون عن هذا الخيار، ليتم العمل على حفر نفق مواز وسط صعوبات وحذر شديد لتفادي أي انهيار.
ويثير الحادث متابعة وتعاطفا على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، في المغرب والخارج. وغرد مدونون من بلدان كثيرة مثل الجزائر والعراق واليمن وكندا والولايات المتحدة بلغات متعددة للتعبير عن رجائهم إنقاذ الطفل.
وكتب أحدهم على “تويتر”، “الملايين عبر العالم يحبسون أنفاسهم في هذا السباق مع الزمن لإنقاذ ريان”. بينما وجه مدون آخر التحية لفرق الإنقاذ “الأبطال الحقيقيون (…) واصلوا هكذا العالم أجمع يعول عليكم”.
وأعاد إلى الأذهان حادثا مماثلا في إسبانيا العام 2019 حين سقط طفل يبلغ عامين عرضا في بئر، انتهى بمأساة اذ عثر عليه ميتا بعد 13 يوما من عمليات البحث، مسببا حزنا كبيرا في البلاد.(وكالات)
مواطنمنذ 3 سنوات
و إنا لمحزونون على فراقك يا ريان!!!! تعازينا الحارة للأسرة المكلومة و لكل من ترقب نجاته من ظلمة ذاك البئر .فلترقد روحك في سلام يا طائر الجنة .