افتتحت الأيام الأوروبية للتنمية، التي تعد أحد أهم المنتديات العالمية للتعاون من أجل التنمية، امس الثلاثاء في بروكسيل، وذلك بمشاركة المغرب الذي يمثله رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
وتتمحور نسخة 2022 من هذا الحدث، الذي أطلقته المفوضية الأوروبية، حول موضوع “البوابة العالمية.. بناء شراكات مستدامة من أجل عالم متصل”. ويتعلق الأمر باستراتيجية الاتحاد الأوروبي الجديدة الرامية إلى الاستثمار في البنيات التحتية “الذكية، النظيفة والآمنة”، وذلك في القطاعات الرقمية والطاقة والنقل، وتعزيز منظومات الصحة، التعليم والبحث عبر العالم، حيث تنكب على معالجة مظاهر عدم المساواة وتضع أهداف التنمية المستدامة على مسارها الصحيح.
وبالنسبة لرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي أعطت انطلاقة أشغال الأيام الأوروبية للتنمية، فإن “البوابة العالمية” هو عرض تقدمه أوروبا لعالم في حاجة ماسة للاستثمارات”، مشيرة إلى أن هدف هذه المبادرة يتمثل في تعبئة 300 مليار يورو في أفق العام 2027، منها 150 مليار يورو في إفريقيا.
وأشارت إلى أن “هذه الإستراتيجية قادرة على تحقيق الفارق، وتقترح من جهة أخرى مقاربة جديدة للمشاريع البنيوية الكبرى”، معتبرة أنه “لا ينبغي وضع أي بلد في موقف يكون فيه الخيار الوحيد أمامه لتمويل بنيته التحتية الحيوية هو رهن مستقبله”.
وبحسبها، فإن الاستثمارات المنجزة في إطار “البوابة العالمية” ستكون مستدامة، سواء بالنسبة للبيئة أو لمالية شركائنا.
وسلطت رئيسة المفوضية الأوروبية الضوء على ثلاثة أهداف، التي يمكن بلوغها بفضل إستراتيجية “البوابة العالمية”، والتي تعد ضرورية للتنمية المستدامة، لاسيما المرونة، الاستدامة والتعاون مع جيران الاتحاد الأوروبي ومع الشركاء الذين يتشاركون نفس القيم.
وقالت إن من شأن إستراتيجية “البوابة العالمية” المساهمة في سد فجوة الاستثمار على المستوى العالمي. لكنها أكثر من ذلك بكثير، فهي فرصة لإنهاء مظاهر الإدمان غير الصحية والاستثمار في شراكات متكافئة، مضيفة “إنها مستقبل تعاوننا التنموي”.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، أن أوروبا “ستظل دائما شريكا للتنمية، التقدم، السلام والاستقرار”، مشيرا إلى أن 46 في المائة من مساعدات التنمية العالمية يؤمنها الاتحاد الأوروبي، أي أزيد من 70 مليار يورو كل سنة “لتمويل المزيد من السلام، الازدهار والتنمية”.
وقال “نحن بحاجة إلى تغيير برنامجنا ونموذجنا وتملك ثقافة التقييم، من أجل تعميق مجالات النجاح وتصحيح ما يحتاج إلى تصحيح، بالنظر إلى أن وصفات الماضي لا تعمل أو أنها لا ترقى إلى مستوى الانتظارات”.
وشدد رئيس المجلس الأوروبي خلال الجلسة الافتتاحية، التي تميزت بمشاركة الملكة ماتيلد لبلجيكا، المدافعة عن أهداف التنمية المستدامة بالأمم المتحدة، وملك ليسوتو ليتسي الثالث، ورؤساء دول وحكومات أفارقة ومسؤولي مؤسسات الاستثمار الأوروبية، على أن “الشراكة المتكافئة لا يمكن أن تكون فقط عنصرا من عناصر اللغة، لكن مطبوعة بالصدق وتستند إلى التصور المشترك بأن العالم يتغير أمام أعيننا، بما في ذلك الاحتباس الحراري والتحول الرقمي”.
ويشارك قادة سياسيون، ممثلون للمجتمع المدني وفاعلون ينتمون للقطاع الخاص من جميع أنحاء العالم في الأيام الأوروبية للتنمية. ويستقبل هذا الحدث المنظم وفق نمط هجين 2500 مشاركا حضوريا فضلا عن 10 آلاف مشارك بكيفية افتراضية.
وعلى مدى يومين، سيكون بوسع المشاركين حضور 90 جلسة، بما في ذلك ندوات رفيعة المستوى حول المواضيع الخمسة الرئيسية لـ “البوابة العالمية”: المجال الرقمي، المناخ والطاقة، النقل، الصحة، التعليم والبحث. وسيتم تنظيم جلسات خاصة تركز على السياق الجيوسياسي والحاجة إلى تدفقات تمويل مستدامة، إلى جانب جلسات مخصصة لكل منطقة.
وإلى جانب النقاشات، ستتيح “القرية العالمية” للمشاركين تقديم مشاريع مبتكرة تتعلق بمواضيع الأيام الأوروبية للتنمية، ومشاطرة تجاربهم حول مبادراتهم.
وتجمع الأيام الأوروبية للتنمية، التي تعتبر المنتدى الأوروبي الرائد حول الشراكات الدولية منذ 15 عاما، أطرافا مشاركة من جميع القطاعات قصد الوقوف عند التحديات الأكثر إلحاحا في وقتنا الراهن.