تمكّن باحثون من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بالمغرب ومتحف علم الحفريات التابع لجامعة ميشيغان بالولايات المتحدة، في اكتشاف حفريات جديدة لمجموعة “سيرينيا” المعروفة باسم “أبقار البحر”، تعود إلى ما يقرب 40 عاما.
وبحسب الموقع العلمي “Phys.Org”، فإن العلماء الثلاثة، أيوب أمان وسمير زهري وفيليب جنجريتش ، عثروا على حفريات لجمجمة وهيكل عظمي جزئي، تعود إلى أواخر العصر الجيولوجي “الأيوسين” (قبل 35 و40 عام)، وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في كونه يكشف جوانب من تطور كائنات برية إلى مائية.
ونسبت الحفريات التي عثر عليها، إلى عائلة “الباسيلوصوريات”، وهي عائلة من الحيتان القديمة التي كانت موجودة على اليابسة، ولكنها تطورت وتكيفت مع الحياة في الماء، ويحتمل أنها من أولى الحيتان المائية بشكل كامل.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن هذه الحيتان القديمة، عاشت حول ما يعرف الآن بأفريقيا وأميركا الشمالية وأوروبا.
وتعد الحيوانات السيرينية أو “أبقار البحر”، الثدييات البحرية العاشبة الوحيدة التي تحولت إلى كائنات مائية، وتعيش اليوم في المناطق الاستوائية، على ضفتي إفريقيا والمحيط الهادئ، بحسب توضيحات قدمها رئيس قسم الجيولوجيا بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، سمير زهري.
وأضاف الباحث لوكالة الأنباء المغربية، أن فصائل السيرينيين التي تم اكتشافها، جنوب مدينة، الداخلة، نوع جديد لم يعرف من قبل، ويمثل شكلا بدائيا سيرينيا قديما يختلف عن الأشكال الحالية.
وتابع أن أهمية هذا الاكتشاف، تتمثل في أن الحيتان والسيرينيين كانت في الأصل حيوانات برية، تكيفت بعد ذلك مع الحياة في بيئة مائية.
وتساعد دراسة هذه الحفريات، بحسب الباحث المغربي، في تتبع وفهم كيف تتم عملية التطور للتكيف مع التغييرات الفسيولوجية لهذه الحياة الجديدة، مؤكدا أن هذا “مهم جدا لدراسة وتتبع تطور هذا النوع من الحيوانات مع مرور الوقت”.