عرفت جهة الشرق ابتداء من الليلة الماضية أمطارا قياسية، أدت إلى فيضانات مُهولة وغير مسبوقة شملت مرافق وأمكنة حيوية من قبيل مطار وجدة أنجاد، وسوق مرجان بوجدة، وغيرها، مما تسببت في شلّ الحركة في عدة أحياء وطرق .
وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي تمّت تعرية وفضح ضعف البنية التحتية بالمنطقة، مع انتقادات واسعة من طرف الساكنة التي عانت الويلات من جراء، عبث واستهتار من بيدهم الأمرمن المسؤولين. .
فعلى سبيل المثال تمّ بث صور و مشاهد فيديوهات مطار وجدة أنجاد يغرق في مياه الأمطار والأوحال، واستهجان وسخط واسع من قبل المسافرين، خاصّة وأن المرحلة تعرف ذروة عودة جاليتنا إلى أراضي المهجر، والسؤال : كيف لمطار أنفقت عليه الدولة الملايير لا يتوفّر على مجاري مياه في حجم معلمة لا تحمل من المعلمة إلا الإسم بعد الذي حدث؟؟
ناهيك عن الوضع الكارثي الذي عرفته بعض الطرقات والأحياء بمدينة وجدة، حيث حاصرت مياه الأمطار العشرات من السيارات والمواطنين، خاصّة وأن المدينة تشهد العديد من الحفر والبالوعات المختنقة، التي تتسبب فيها الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بوجدة من خلال تمديد شبكاتها وقنواتها، دون الإلتزام بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه قبل الحفر ، نعم هذه الوكالة التي يظهر أنها أصبحت اسما على مسمّى، أي مستقله عن تقديم الحدّ الأدنى مما هو موكول لها من مسؤوليات وتجويد الخدمات ، -إن وجدت – علما أن هذه الوكالة يرأس مجلسها الإداري الوالي – الغائب بإمتياز – والذي لاحظت الساكنة غيابه المطلق في ظل هذه الكارثة الإنسانية، وفي غيرها من المحطات، في الوقت الذي كان فيه من سبقه من الولاة في ظل مثل هكذا كوارث، يغوصون في الوحل بأحذيتهم الطويلة وبزاتهم المهنية، للتعبير عن تضامنهم ومواساتهم للضحايا وإيجاد الحلول العاجلة والأنية للمنكوبين ..
نعم، مدينة وجدة التي تعيش افلاسا وتردّيا غير مسبوق في بنياتها وهياكلها وغياب منقطع النظير لمسؤوليها ومنتخبيها الذين فضلوا الأبواب الموصدة، في وجه ساكنة تعيش وضعا استثنائيا على مستوى الفقر والهشاشة والبطالة ، في ظل غياب تفعيل الخطاب الأخير لجلالة الملك الذي حث فيه على “الجدية” كقيمة نموذجية ومركزية لأي نهوض أو اقلاع..
لكن أين “الجدية” في العمل وأين الصرامة في احترام المسؤوليات و الآمانات.. ؟؟؟؟
معلممنذ سنة واحدة
العبث و العبث ثم العبث يطال مدينة وجدة دون حسيب و لا رقيب . ما نراه في وسائل التواصل الاجتماعي عند هطول الأمطار بغزارة يدمي القلب. مدينة حديدية منكوبة و ستظل هكذا إن لم تصح ضمائر المسؤولين.