“المدينة التي ليست لها كلاب حراسة
يحكمها ابنُ أوى ”
بلغنا كأيتها خلق الله من ساكنة هذه المدينة المنكوبة – في الوقت الذي كان من المفترض فينا نحن من يبلغكم من عين المكان – أن لجنة شكيب بنموسى عقدت اجتماعا ضيّقا غير موسع، خلال اليومين الماضيين بأحد الفادق المصنفة بمدينة وجدة “حسي مسي”، وقد علمنا أن من نسّق لهذا اللقاء المهزلة، وضع في حسبانه أسماء بعينها، الكثير منها اسماء محروقة هي محلّ تندّر وسخط من لدن الشارع الوجدي، وبحضور جمعيات الكثير من رؤسائها هم في الأصل من الطبقات المخملية المحظوظة، أي الطبقة التي تعتبر العمل الجمعوي هو مجرّد ترف وزهو وتباه و”فوحان”. وقد بلغنا فيما بلغ غيرنا أن هذه اللجنة كانت موجهة ومؤطرة بمداخلة للوالي الجامعي، هذا المسؤول الترابي الذي لا ندري ما موقعه في هذا الإجتماع البئيس، علما أن هذا المسؤول يشكل المعادل الموضوعي، للفشل والرداءة والنقص الفظيع في الخبرة والتجربة، وهذه الصفات لها تبعاتها على واقع حال الجهة وإلا سنكون في وضع “داويني بالتي كانت هي الداء”.لأن هذا المسؤول الذي يعشق الدندنة حتى النخاع الجميع يعرف أن شعاره “قضاء الأشياء بتركها”، اشرافه على تدبير الحوار هو في حدّ ذاته من الاختيارات المجانبة للصواب، من عدّة زوايا وأوجه نلخصها في كون الرجل، ليست له أية بصمة إيجابية على أي قطاع يذكر، وأكثر من ذلك لم يقدم أي مقترحات أو صيّغ للنهوض بجهة الشرق -التي يجثم على أنفاسها منذ سنوات خلت-، التي تعيش سنوات ضوئية من الفقر والهشاشة والتخلف، الوالي المذكور البارع في إغلاق الأبواب في وجه الجميع( مستثمرين،صناعيين، تجار، حرفيين، نُخب،و فاعلين….) فكيف لمسؤول من هذه الطينة ومن هو على هذه الشاكلة أن يقدم نموذجا تنمويا يُحتدى به؟ وكيف سنعاوده “وهذا أثر بأسه علينا”؟، وكيف له أن يقدم نموذجا تنمويا مقنعا يليق بجهة لا يعرفها إلا عبر ما تزوّده به مندوبية الحليمي ،التي تضعنا جزاها الله خيرا دائما في ما وراء مؤخرة الترتيب الوطني في الفقر والهشاشة والحرمان والبطالة…
مسؤول قابع في برجه العالي بولاية جهة الشرق غير حافل بما يحيط به من حرائق في وضع شبيه بنيرون الذي أحرق روما وجلس في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذي خلب لبّه وبيده آلة الطرب يغني أشعار هوميروس.
في الحقيقة حين تابعت من بعيد مداخلة هذا الوالي وهو يتحدث بلغة الخشب، أشفقت لحاله لأنه مفتقر للزاد المعرفي والعلمي خاوي الوفاض من كل ما له علاقة بالإجتهاد وإبداع الحلول لا حظّ له في الإستشرف و الرؤيا، لذلك توجست خيفة من هذا الجمع والمجلس، ولم أفترض حسن النية ولا نبل القصد، من وراء هذه المبادرة التي كان من الأجدر لها أن لا تكون بهذه الطريقة الحاطّة من قيمة و مكانة جهة تعيش أصعب وأشرس وأحلك الظروف والسياقات الإقتصادية والإجتماعية …
السيد بنموسى معدورا – ربما – نذكّره أن اجتماعه الضيّق هو مردود عليه ولا يلزمنا في شيء ونحن في حلّ من أمره، لأنه جاء مجانبا للفلسفة التي على أساسها تمّ احداث هذه اللجنة المخوّل لها بحث الوضع الراهن بصراحة وجرأة وموضوعية…فأين غابت هذه المعايير في اجتماع وجدة؟ وأين هذا الإجتماع من خطاب جلالة الملك –ثورة الملك والشعب 2019- الذي حثّ على “جعل المواطن المغربي في صلب عملية التنمية، والغاية الأساسية منها، واعتمدنا دائما-يقول جلالة الملك- مقاربة تشاركية وادماجية في معالجة القضايا الكبرى للبلاد، تنخرط فيها جميع القوى الحيّة للأمة وهذا ما نتوخاه من احداث اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي” بل وأين رهانات جلالة الملك وتطلعاته من مثل هكذا إجتماع لم يستنر بالفلسفة من انشاء هذه اللجنة التي من أهم الرهانات الموكولة إليها أن تشكل “قاعدة صلبة لإنبثاق عقد اجتماعي جديد ينخرط فيه الجميع، الدولة ومؤسساتها، والقوى الحيّة للأمة، من قطاع خاص، وهيئات سياسية ونقابية، ومنظمات جمعوية، وعموم المواطنين…” ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وفي الأخير وبصوت هادئ نقول: يجب محاسبة من فوّت على هذه المدينة فرصة إيصال أوجاعها وآلامها ومن تسبب في مصادرة حقها في النحيب والبكاء والشكوى ومن أجهض حقّ مشاركة فعالياتها الحقيقية في نقاش كان سيكون مثمرا وفاعّلا ومجديا بحضورهم…
يجب محاسبة من وضع الجدران ومن عزل اللجنة عن واقع الحال وسيّجه بالحواجز المرئية واللأمرئية لطمس الحقائق وتسويغ آليات التزوير والتضليل والبهتان…
يجب وضع حدّ لمن لا يزال يتمنطق بهواجس “بروكرست” الذي ينتصر للدلالة والفكر والتأويل الوحيد والأوحد ويُفضل الزج وتكديس الجميع دائما وفق مقاس ومقاص “سريره”.
انتهى زمن اختيار الضيوف على الهوى والمزاج، لأنه لن يفرز إلا النتائج السمجة والخاسرة والمخفقة
…والسلام
Mohammedمنذ 5 سنوات
أتساءل أين هو الإعلام الجهوي أين هو دور الصحافة الجهوية في فضح هذه الممارسات وهذه المخالفات أتوجد جريدة واحدة ووحيدة بالجهة؟ لماذا يتم التكتم على ممارسات الوالي .
وجدية وافتخرمنذ 5 سنوات
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا . . ربّ لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا . .
نبيل داديمنذ 5 سنوات
المدينة لم تعرف أي تغيير يذكر غير إضافة والي قاصر لن أضيف شيء
حياةمنذ 5 سنوات
لقد قلتم المدينة المنكوبة.. منكوبة في ظل هذه التحولات الاقتصادية التي تعرفها المملكة.. منكوبة في ظل المشروع المولوي للتوجهات نحو الجهوية المنفتحة والموسعة.. منكوبة في ظل المبادرات التنموية ووووكل هذا ومنكوبة لأنها فقط محاطة بكلاب وذئاب وثعالب وأفاعي وأخيرا حمير حشاكم