كرم اليوم ، قسم علوم الإعلام و الاتصال ، بجامعة مستغانم – الجزائر- ، وبحضور وجوه ثقافية و جمعوية ، أحد أعمدة الصحافة الجزائرية ، الصحفي و مقدم برامج التلفزة الوطنية ” أحمد بن صبان”، تقديرا لمشواره الطويل الذي أفناه في خدمة مهنة المتاعب.
وقد كان حضور الصحفي ” بن صبان” ، بناءا على دعوة خاصة وجهت له من قبل رئيس قسم الدكتوراه العربي بوعمامة ، المعروف باستقطابه للنماذج الصحفية الجزائرية المشرقة والناجحة ، و سعيا منه كذلك لمد جسور التواصل مابين الأكاديميين و المهنيين في مجال الإعلام و الاتصال ،وهذا ما عبر عنه الدكتور ” بوعمامة ” من خلال كلمته الافتتاحية، حيث أكد أنه ” لابد لطالب الإعلام الاستفاذة من التكوين المهني إضافة للتكوين الأكاديمي الذي يتلقاه في الجامعة “،ولعل هذه هي المهمة التي تضطلع بها الجامعة وتسعى لتحقيقها من خلال خلق فرص للاحتكاك بصحفيين ذوي خبرة في الميدان ، ذلك أن الميدان هو الامتحان الذي قد يكرم فيه الصحفي أو يهان .
وقد كان ” بن صبان ” تجربة ثرية في هذا المجال ، وخاصة أن له مشوارا مهنيا ،و رحلة كفاح طويلة اعترضتها العديد من العقبات لكنها في الأخير كللت بالنجاح، فمابين الإذاعة و التلفزة الوطنية الجزائرية ، رحلة مد وجزر امتلك من خلالها الصحفي ” بن صبان ” كل مقومات و مفاتيح الصحفي الناجح.
وقد كانت له كذلك تجربة في تنشيط فعاليات مسرح الهواة بمستغانم ،وهو ما ساعده على وولوج عالم الإعلام ، فمن خلال موهبته في إجادة فنون الإلقاء و التنشيط ، وبعفويته و ابتسامته المشرقة ، استطاع “بن صبان” أن يكسب قلوب المشاهد الجزائري من خلال برنامجه ” بين الثانويات”، كما أن اكتسابه لمهارات الإدارة مكنته من تولي منصب مدير المحطة الجهوية للتلفزة الجزائرية بوهران ، ويعد” بن صبان” من القلائل الذين يتيحون فرصة البروز للطاقات الجزائرية الشابة في مختلف المجالات ، من خلال برنامجه” أنتم أيضا”، الذي استطاع من خلال تسليط الضوء على مختلف القصص الناجحة ، والتي كانت بمثابة الملهم والحافز للعديد من الشباب للتمسك بأحلامهم و تحقيقها ، ذلك أن تبوء القمة ليس بالأمر الهين ، لكنه يحتاج لإرادة و عزيمة ، والفشل و الظروف ليست سوى شماعة للفاشلين و المتخاذلين.
ويعد “بن صبان” في حد ذاته نموذجا يقتدى به ، ومدرسة في الإعلام ،خاصة أنه يمثل نموذجا للصحفي الناجح ذو النظرة الايجابية الثاقبة للأشياء ، انه يمثل الصحفي الإنسان ، الذي يحمل على عاتقه هموم وقضايا مجتمعه ، إيمانا منه أن الصحافة إن لم تكن حرية فهي مسؤولية ، و الحرية تتأصل و تنبع من داخل الصحفي ، ولعل هذه المعادلة الصعبة هي التي استطاع ” بن صبان” تحقيقها.
وقد استطاع فعلا تحقيقها من خلال نشره للأمل ،و للصورة الجميلة للجزائر البهية ، نعم استطاع أن يكون سفيرا للجزائر أينما حل و ارتحل ، يحمل حب وطنه الجزائر الحبيب بين ضلوعه ،ولسان حاله القائل: ” أعلم أن أمي ليست أجمل النساء لكنها تبقى أمي “، فإسقاطا على أمه الجزائر ، يبقى الوطن هو الأول و الأخير وفوق كل اعتبار ، فبالرغم من كل مايعتريه من مشاكل .لكن “بن صبان ” بقي يتغنى وطني وطني ، غير ناكر لجميل قدمه له الوطن في وقت رخاء ، فكيف لا يقدم له المثل في وقت شدة وشقاء، ولعل هذا من شيم العظماء .
التغطية من انجاز فريدة بن سليم /خاص ب رسبريس