بفضل العولمة أصبح العالم قرية صغيرة، تبوأت فيه وسائل الإعلام المكانة المفصلية، وغدت ماتسمى الأرضيات الاجتماعية منصة للتعبير عن الآراء والتأثير في القرارات المصيرية للدول والحكومات، وتنتج محتويات أصبح يعتد بها في الدراسات العلمية، وتشكل جنسا صحفيا جديدا على شاكلة مايسمى بالمدونات.
لكن هذه الطفرة في تكنولوجيا المعلومات لم تغن عن استعمال الوسائل “التقليدية” في الإعلام، ولم تعد تغني القارئ أو المتتبع عموما عن تصفح جريدة ورقية،أو الاستماع إلى المحطات الإذاعية ، أومشاهدة البرامج التلفزيونية، أو حتى استقاء المعلومات والأخبار من وكالات الأنباء. هذه الأخيرة، أكانت متخصصة أو ذات طابع شامل، لازالت المصدر الرئيسي لوسائل الإعلام من أجل الحصول على الخبر واستعماله حسب الحاجة.
فوكالات الأنباء الرسمية منها والخاصة يكون همها نشر الخبر وترك التعليق حرا حسب قناعات الجهات التي تستقبله أو تستعمله ، والتركيز على تحيين المعلومات حتى يكون لها الوقع المنتظر، فبات من الضروري يوما عن يوم التركيز على جهات معينة أوعلى قطاعات معينة، أو حتى مواضيع معينة.
من هنا جاءت فكرة إطلاق وكالة الأنباء الأوروآسيوية (EURASIA PRESS AGENCY)، والتي ستبث باللغة الانجليزية كمرحلة أولية، والانفتاح بعد ذلك على لغات أخرى كالاسبانية والعربية.
كما يعلم الجميع فقارة أوراسيا تحتل الحيز الأكبر جغرافياً في الكرة الأرضية، وتضم الدول الأكثر أهمية على كل المستويات: الاقتصاد، السياسة ، الجيوستراتيجية….لذلك فهي المنطقة الأكثر غنى بالأحداث المهمة والتي من شأن تخصيص وكالة لها، المساهمة في تقريب المواطن العالمي من حقيقة ما يحدث وتبعات القرارات المتخذة.
ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف، ستتم الاستعانة بمراسلين لينقلوا الخبر كما هو وفي حينه ، مع الانفتاح على وكالات مماثلة من أجل تبادل الأخبار والتجارب، وعلى الفاعلين المؤسساتيين والخواص ممن يسعون إلى تشجيع مثل هذه المبادرات البناءة، ناهيك عن تدريب الشباب الراغبين في ممارسة مهنة المتاعب وتنظيم الندوات والأيام الدراسية.
لاشك أن خروج هذا المولود الجديد إلى الساحة الإعلامية يتوخى إعطاء دفعة جديدة للعمل الإعلامي الجاد والمهني الذي يبتغي نشر الخبر بكل حرفية مع السعي إلى التركيز على ما هو اقتصادي واجتماعي بالدرجة الأولى، دون إغفال حقوق الإنسان في أبعادها الكونية ،خاصة بالنسبة للمرأة.
وبهذه المناسبة يتقدم موقع “رسبريس” بخالص التهاني إلى الزملاء في “بلادي أون لاين” متمنين لمولودهم الجديد التألق والنجاح والمسيرة الموفقة، وليس ذلك بعزيز عليهم.
