في النسخة الخامسة من مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي 2023، حل المغرب في المرتبة 79 من أصل 83 دولة شملها التصنيف. وعلى الرغم من هذا الترتيب، يُظهر المغرب تقدما في بعض الركائز الفرعية، مثل المواهب حيث جاء في المركز 67، وهو مؤشر على توفر المهارات البشرية في مجال الذكاء الاصطناعي داخل البلد، الذي احتل كذلك المرتبة 63 في البنية التحتية لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وفقا للتقرير الصادر عن مؤسسة “تورتويز ميديا” البريطانية، يأتي المغرب في المرتبة 60 في بيئة التشغيل، مما يشير إلى الحاجة إلى تحسين المناخ التنظيمي وتعزيز ثقة الجمهور في تقنيات الذكاء الاصطناعي. في مجال البحث، يحتل المغرب المركز 57، بينما في التطوير جاء في المرتبة 50، مما يشير إلى وجود جهود ملموسة لكن محدودة في تطوير المنصات والخوارزميات التي تدعم الابتكار في الذكاء الاصطناعي.
كما تواجه الشركات الناشئة والمبادرات التجارية تحديات في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطويرها، وهو ما تعكسه المرتبة 79 التي حل بها المغرب على مستوى النشاط التجاري. ويشير التقرير أيضا إلى وجود حاجة ماسة لتحفيز الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتعزيزه نطاقه وانتشاره التجاري، حيث حل المغرب في المرتبة 79 و75 على التوالي، في مؤشر النطاق والتركيز.
على الصعيد العالمي، تظل الولايات المتحدة والصين في صدارة مؤشر الذكاء الاصطناعي، حيث تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الأولى بدرجة 100/100، وهي متفوقة في كل من الركائز الرئيسية الثلاث: التنفيذ، الابتكار، والاستثمار. الصين تليها بفارق كبير، حيث حصلت على 62/100، لكنها تحقق أداء جيداً في الابتكار، لا سيما في تطوير المنصات والخوارزميات الأساسية.
دول مثل سنغافورة، المملكة المتحدة، وألمانيا تحتل مراكز متقدمة أيضاً، مع تركيز سنغافورة على الأداء الشامل، وتفوق المملكة المتحدة في البحث والاستثمار التجاري، بينما تتميز ألمانيا في التنفيذ.
أما على مستوى القارتين الأفريقية والأمريكية الجنوبية، فإن هذه المناطق متأخرة بشكل كبير مقارنة بباقي العالم، مع احتلال نيجيريا وكينيا المرتبتين الأدنى في التصنيف. ويعكس ذلك الفجوة المتزايدة بين الدول المتقدمة والنامية في استثمار وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.