كشف حبوب الشرقاوي مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية المعروف اختصارا بـ(البسيج / BCIJ) عن معلومات تفصيلية تخص خلية “الأشقاء الثلاثة” بحد السوالم، التي جرى توقيف أفرادها الأحد المنصرم، كان في مرحلة التحضير للتنفيذ المادي لعمليات تفجيرية.
وأبرز حبوب الشرقاوي، خلال ندوة صحفية بمقر المكتب بسلا لتسليط الضوء على عملية تفكيك خلية حد السوالم الإرهابية، إلى أن “أمير خلية حد السوالم الإرهابية وهو الشقيق الأكبر استطاع تحويل أسرته الصغيرة كحاضنة للتطرف والتجنيد والاستقطاب لفائدة مشروعه الإرهابي، مستغلا بذلك سلطته المعنوية وقدرته على التأثير السلبي في محيطه المجتمعي القريب”.
كما كشف المسؤول عينه أنه “تم اكتشاف أن هؤلاء قاموا برسم تصاميم تقريبية للمسالك والمسارات المؤدية إلى بعض تلك الأهداف وممرات الهروب المرتقبة والتي كانوا يستعدون للاسترشاد بها. كما أنهم يتشاركون في معطى أساسي يتعلق بتدني المستوى الدراسي، إذ ثلاثة منهم المستوى السادس ابتدائي؛ في حين أن واحدا منهم وصل إلى درجة البكالوريا. أما بالنسبة للحالة الاجتماعية لهم فإن اثنين منهم متزوجان. وتتشابه وضعياتهم المهنية، إذ يزاولون مهنا عرضية؛ في حين أن واحدا منهم انقطع مؤخرا عن العمل”.
وأوضح الشرقاوي، أن “هذا الخطر يتمثل في انزلاق أسر بأكملها في شراك التطرف الفكري وتشكيل جيوب مقاومة للأعراف والتقاليد المغربية ووحدة المجتمع والمذهب والعقيدة، وذلك بسبب التأثير الذي يمارسه بعض أفراد الأسرة الحاملين للفكر المتطرف على محيطهم الأسري والإجتماعي”.
كما ذكر أن “الأشقاء قاموا بمحاولة استغلال الرابط العائلي بينهم. كما أن العمليات الميدانية كشفت أن هؤلاء كانوا يحضّرون للقيام بعمليات تفجيرية لمقرات أمنية ومحلات عمومية وأسواق. ولذلك قاموا بالانخراط في عملية سرية، ثم تحديد رسوم تقريبية للمسارات المؤدية إليها، والتي يمكنهم أن ينسلّوا من خلالها بعد القيام بمخططاتهم”.
وأضاف الشرقاوي، أن “الأشقاء الثلاثة كانوا يرغبون في الالتحاق بمعسكرات داعش في منطقة الساحل، فور الانتهاء، من تنفيذ مشروعهم الإرهابي، وأن الشقيق الأكبر كان يعتزم نقل أبنائه الخمسة إلى هذه المنطقة”.
وأوضح مدير البسيج، أن هذه الخلية تستعمل كذلك تقنيات الإرهاب الفردي، وفقا للمعطيات الاستخباراتية الدقيقة التي تم توفيرها؛ بما مكّن من إحباط مخطط إرهابي خطير”، متابعا: “هؤلاء أفراد الخلية سبق أن وثقوا بيعتهم المزعومة لتنظيم داعش في شريط فيديو، ثم إعلانهم عن مسؤوليتهم عن الاعتداءات التي كانوا يخططوا للقيام بها قبل إجهاضها”.
وأشار المتحدث نفسه، أن “مصالح الأمن أوقفت 600 متطرف منذ سنة 2016 من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ممن كانوا على نمط الذئاب المنفردة”.
وعند حديثه عن مخاطر منطقة الساحل، أشار إلى أن “130 متطرف مغربي انتقل إلى الساحات التي تسمى “الجهاد الإفريقية في الصومال والساحل، منهم معتقلون سابقون في قضايا الإرهاب”.
وذكر المتحدث ذاته أن “منطقة الساحل، أصبحت تشكل مصدر تهديد حقيقي بالنسبة للمملكة المغربية نظرا لبروزها كعلامة مشتركة بين أغلب المتطرفين المعتقلين منذ سنة 2022، ومعظهم خطط للقيام بمشاريع إرهابية بالمغرب قبل الالتحاق بمنطقة الساحل، كما أن قياديين بازرين في تنظيم داعش في منطقة الساحل كانوا يقومون بعملية التوجيه، والتأثير عن بعد، مثلما وقع مع خلية حد السوالم”.