(أجرى الحوار هشام بومهدي – و م ع )
قد يكون من العادي أن يتأثر سلبا نشاط نقطة بيع تعاونية مخصصة للمنتجات المجالية بسبب جائحة فيروس كورونا، التي وصلت للمغرب بعد أشهر قليلة من افتتاحها. لكن ليس هذا هو حال منصة “نحن شباب الشرق” الواقعة بوجدة، والتي استفادت ربما من النوعية الخاصة للبضائع المعروضة.
ولا يخفي الحسين معضاضي، المؤسس والمدير التنفيذي للمنصة، اعتزازه بالحصيلة المسجلة خلال سنتها الأولى. ويتعلق الأمر بتجمع للتعاونيات التي أطلقت “متجرا تشاركيا” لتمنح للمنتجين التقليديين فضاء دائما ومنظما للبيع، يتمحور بالأساس حول المنتجات الغذائية والمجالية.
وقال معضاضي، إن “الهدف من المبادرة يتمثل في توحيد جهود مجموعة من التعاونيات لتقديم شريحة واسعة من المنتجات المجالية التي تستجيب لحاجات ومتطلبات الزبائن، مع إحداث فرص الشغل والمساهمة في التنمية المحلية”.
وتابع “برزت الحاجة إلى فضاء عرض وبيع دائم، لأن جل التعاونيات المشاركة لا تحقق مبيعات إلا خلال المعارض المخصصة للاقتصاد التضامني والاجتماعي، أي فقط لمرة أو مرتين في العام”.
لكن كيف تمكنت هذه التجربة الناشئة من مقاومة صدمة كوفيد 19 التي قوضت وضعية العديد من القطاعات والأعمال؟ يجيب معضاضي بأن من بين آثار الجائحة زيادة اهتمام الناس بالمنتجات الغذائية العضوية والطبيعية والمجالية، والتي لها قيمة غذائية كبيرة وتعتبر مفيدة جدا لتقوية جهاز المناعة.
وانطلقت منصة “نحن شباب الشرق” سنة 2018 كجمعية قبل تبني نموذج تعاونية، حيث كان الهدف إحداث جسر بين الشباب الحامل للشواهد وسوق الشغل، بهدف محاربة البطالة والاندماج في الدورة الاقتصادية.
وذكر الحسين معضاضي بأنه “تمكنا من إحداث العديد من الأنشطة المدرة للدخل لفائدة مجموعة أولى من الشباب المستفيدين من التكوين، وتطورت هذه الأنشطة على مر السنين لتقود لهيكلة أربع تعاونيات، كل واحدة منها متخصصة في مجال معين كالزراعة العضوية، والخياطة والموضة، والتكوين، والتصميم”.
وقال إن منصة “نحن شباب الشرق” أصبحت علامة حقيقية، حيث دخلت العديد من التعاونيات، من جهة الشرق وباقي جهات المغرب، في مشاريع تعاون معنا لمساعدتها على ترويج منتجاتها.
وسجل “أننا وجدنا أنفسنا على اتصال مع تعاونيات تنشط في مجالات غير متجانسة ما زاد من صعوبة التنسيق، لهذا قررنا التركيز على مجال واحد، أي المنتجات المجالية، لأن لهذه الأخيرة حمولة ثقافية وحضارية وإنسانية واجتماعية، بالإضافة إلى عائدها الاقتصادي”.
كما عزا الحسين معضاضي نجاح هذه التجربة إلى روح المقاولة التي تحكم تدبير منصة “نحن شباب الشرق”، وهي المقاربة التي قلما تعتمدها التعاونيات، لافتا إلى أن “العديد من التعاونيات تقتصر على نشاط موسمي وتحصر مشاركاتها في المعارض والسعي للحصول على الدعم والمساعدات المقدمة من قبل الجماعات المحلية”.
في هذا السياق، نوه بأن المنصة تؤكد على ضرورة تطوير روح المقاولة باعتبارها ركيزة لتنمية القطاع التعاوني، مع التمسك بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني والمنتجات المجالية.
وأوضح أن روح المقاولة هاته تقوم على الاستثمار، ليس فقط في الموارد المالية ولكن أيضا في الكفاءات البشرية، بهدف الاندماج في الدورة الاقتصادية والمساهمة في تنمية هذه الجهة التي تسجل معدلات بطالة مرتفعة.
وحاليا، تتعاون منصة “نحن شباب الشرق” مع حوالي 30 تعاونية بجهة الشرق وخارجها، وهي بصدد إقامة شراكات لتقديم مزيد من المنتجات، خاصة مع تعاونيات بجهة الشرق.
وختم الحسين معضاضي حديثه بأننا “لا ننوي التوقف عند هذا الحد، فهذا الإطار التعاوني يسعى إلى فتح نقط بيع جديدة بوجدة ومدن أخرى بالمملكة. نتوفر حاليا على محلين، واحد بوجدة والثاني بتكَافايت بإقليم جرادة، ونستعد لفتح محل ثالث بفجيج، حالما تسمح الوضعية الوبائية بذلك.