تساءلت صحيفة “لوبينيون” الفرنسية إلى أين يمكن تذهب الجزائر في تصعيدها ضد المغرب، وقالت في تقرير لها تحت عنوان: “بعد القطيعة الدبلوماسية.. الجزائر تصعد حربها الاقتصادية ضد المغرب”، إن إغلاق الجزائر لمجالها الجوي في وجه الطائرات المدنية والعسكرية المغربية وتلك التي تحمل رقم تسجيل مغربيا؛ يهدف قبل كل شيء إلى معاقبة شركة الخطوط الملكية المغربية، التي توفر العديد من الطرق في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.
وأوضحت “لوبينون” أن التبعة الأولى لهذه الخطوة الجزائرية، التي أتت بعد خطوة قطعها للعلاقات الدبلوماسية مع الرباط؛ هي أن شركة الخطوط الملكية المغربية ستضطر إلى تحويل مسار رحلاتها إلى دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط عبر البحر الأبيض المتوسط وتتفادى، من الجنوب، الأراضي الجزائرية بالنسبة لرحلاتها إلى منطقة الساحل. كما أن القرار الجزائري سيؤثر على مزدوجي الجنسية أو العائلات المختلطة أو رجال الأعمال الذين يسافرون بانتظام بين البلدين.
وتابعت “لوبينيون” القول إنه في الجزائر، يتم فعل كل شيء الآن لإضعاف المغرب تجاريًا في إفريقيا، حيث يريد النظام الجزائري أن يجعل من ميناء شرشال المستقبلي، غير البعيد عن الجزائر العاصمة، منافسا لميناء طنجة المتوسط. كما أنه يسعى إلى استخدام الطريق العابر للصحراء لنقل المنتجات الجزائرية إلى المناطق النائية الأفريقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التبادل التجاري بين البلدين الآن في أدنى مستوياته، حيث انتقلت من أقل من 800 مليون يورو في 2016 إلى 500 مليون في عام 2020، ومن المفترض أن تنخفض أكثر خلال العام 2021 مع عدم تجديد عقد خط أنابيب الغاز بين الجزائر وإسبانيا. ومع ذلك، كان الميزان التجاري يصب في مصلحة الجزائر، التي تصدر الغاز والنفط ومنتجات الكهرباء إلى جارتها، بينما يشحن المغرب المنتجات الحديدية والأغذية والأسمدة والمنسوجات.