مشروع لبناء خط أنابيب لنقل الغاز بين نيجيريا والمغرب..

admin
أخبار
admin11 يونيو 2022آخر تحديث : منذ سنتين
مشروع لبناء خط أنابيب لنقل الغاز بين نيجيريا والمغرب..

وكالات

 تسارع نيجيريا والمغرب الخطى لتدشين مشروع بناء خط أنابيب الغاز الرابط بين البلدين، الذي سيمتد على طول يناهز 5660 كلم، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في أوروبا. وسيتم تشييد الأنبوب على عدة مراحل، ليستجيب للحاجة المتزايدة للبلاد التي سيعبر منها. ويأتي ذلك، في وقت يبحث المغرب عن مصادر للغاز الطبيعي، وإيرادات نقدية من شراكات عبور مصادر الطاقة، بعد تعليق الجزائر لخط أنابيب كان ينقل الغاز إلى أوروبا عبره في 2021. وكان المغرب يحصل على رسوم عبور للغاز الجزائري، إضافة إلى حصة من الغاز لسد احتياجات الاستهلاك المحلي، قبل أن تقرر الجزائر نهاية أكتوبر الماضي، عدم تجديد عقد توريد الغاز إلى إسبانيا عبر الأنبوب. لكن نيجيريا، كانت محور تحالف آخر يعود لمطلع الألفية الحالية، ينص على تدشين خط يصل بينها والجزائر لنقل الغاز إلى أوروبا، في إطار ما يعرف «الأنبوب العابر للصحراء».

وصفه ناصر بوريطة بأنه «أنموذج للاندماج الإقليمي الذي سيغيّر ملامح افريقيا الأطلسية»

هذا الأنبوب الذي يمر – وفق المخططات – من أدغال إفريقيا إلى القارة العجوز، ينطلق من لاغوس النيجيرية مرورا بدولة النيجر، ووصولا إلى الجزائر العاصمة على مسافة 4600 كيلومتر. ووقعت الشركة الجزائرية للمحروقات سوناطراك (حكومية)، على أول مذكرة تفاهم لتنفيذ المشروع مع شركة النفط الحكومية النيجيرية عام 2002، لمد خط الأنابيب. وقدرت التكلفة الأولية للمشروع عند توقيع مذكرة التفاهم بين الجزائر ونيجيريا، بـ 13 مليار دولار لنقل 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا. وفي سبتمبر الماضي، كشف وزير الطاقة النيجيري، تيميبري سيلفا، أن حكومة بلاده «شرعت في تنفيذ بناء خط أنابيب لنقل الغاز إلى الجزائر، والتي ستقوم بدورها في مرحلة لاحقة بنقله إلى دول أوروبية». والأربعاء 8 يونيو الجاري، قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إن مشروع أنبوب الغاز النيجيري، «يشكل نموذجا للاندماج الإقليمي الذي سيغير ملامح افريقيا الأطلسية».
وأوضح، في ندوة صحافية مع نظيره وزير الخارجية النيجيري، جيوفري أونياما، أن مشروع أنبوب الغاز النيجيري، «يحقق تقدما، وسيكون نموذجا للاندماج الإقليمي، ويغير ملامح المحيط الأطلسي وافريقيا الأطلسية». ويرجع الاتفاق على إحداث مشروع أنبوب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا، خلال زيارة الدولة التي قام بها الملك محمد السادس إلى نيجيريا، في ديسمبر 2016. وعلى الرغم من عدم تطرق أي وثيقة حكومية لمدة إنجاز المشروع، إلا أن نماذج إمدادات خطوط أنابيب الغاز بين روسيا وأوروبا، تشير الى أن المشروع النيجيري المغربي قد يحتاج لمتوسط 3 سنوات من التنفيذ. وفي مطلع يونيو الجاري، صدقت نيجيريا على دخول شركة البترول الوطنية في اتفاقية مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا «سيدياو»، لبناء خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب.
جاء ذلك، في تصريح لوزير الدولة للموارد النفطية تيميبري سيلفا، عقب اجتماع للمجلس التنفيذي الفدرالي النيجيري (مجلس الوزراء). وقال سيلفا إن المشروع وصل مرحلة التصميم الهندسي الأولي، مضيفا: «خط الأنابيب سينقل الغاز عبر عدة دول في غرب إفريقيا، إلى المغرب، ومن خلاله إلى إسبانيا وأوروبا». وسيمر الأنبوب بكل من بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا. وتضم المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إيكواس أو سيدياو)، التي تأسست في 25 مايو 1975، في عضويتها 15 من دول غرب افريقيا، وهي: بنين، بوركينا فاسو، الرأس الأخضر، ساحل العاج، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، ليبيريا، مالي، النيجر، نيجيريا، السنغال، سيراليون، توغو.
وفي 5 مايو ، قالت الحكومة المغربية عبر المتحدث باسمها مصطفى بايتاس، إن مشروع خط الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب «يسير في الاتجاه الصحيح». وأضاف: «الدراسات المتعلقة بالهندسة في طور الإنجاز. هناك دراسات جديدة مرتبطة بالأثر البيئي والاجتماعي سيتم إعلانها قريبا». وفي 29 أبريل الماضي، أعلن المغرب وصندوق (أوبك) للتنمية الدولية، توقيع اتفاق تمويل جزء من الشطر الثاني من الدراسات القبلية المفصلة لمشروع خط أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب. وقال بيان لوزارة المالية المغربية آنذاك، إن «وزيرة الاقتصادية والمالية قامت، من خلال تبادل مراسلات مع عبد الحميد الخليفة المدير العام لصندوق (أوبك) للتنمية الدولية والمديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن أمنية بنخضرة، بالتوقيع على وثيقة قانونية تتعلق بتمويل قيمته 14.3 مليون دولار».
يشكل مشروع أنبوب الغاز النيجيري، شريان طاقة حيوي، تنتظره أوروبا، وأيضا المغرب لتأمين أمنه من الطاقة في وقت أعلن أنه دخل رسميا إلى السوق الدولية للغاز الطبيعي. وقالت وزيرة الانتقال الطاقي المغربية ليلى بنعلي، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الرباط، في 14 أبريل الماضي، إن بلدها سيشرع في استيراد الغاز من السوق الدولية عبر أنبوب الغاز «المغاربي- الأوروبي».
وزادت: «سنستعمل البنيات التحتية المتعلقة بتوريد الغاز الطبيعي لإسبانيا والبرتغال، لتحويل الغاز الطبيعي إلى غاز طبيعي مسال». ويصل حجم استهلاك المغرب من الغاز إلى حوالي مليار متر مكعب سنويا. وبدأ المغرب في 5 يناير الجاري، استدراج عروض لإنجاز الدراسات المتعلقة بمشروع محطة لاستقبال بواخر الغاز الطبيعي المسال، بميناء المحمدية شمالي البلاد. وحسب الوكالة المغربية للموانئ (حكومية) تصل كلفة إنجاز الدراسة إلى 4 ملايين درهم (401 ألف دولار)، دون الكشف عن المبلغ المرصود لتشييد محطة استقبال بواخر الغاز والوحدة العائمة للتخزين. وفي 16 مارس الماضي، أعلن المغرب توقيع عقد مع شركة «ساوند إنيرجي» البريطانية، لتوريد الغاز من حقل تندارة المحلي إلى أنبوب «المغرب العربي- أوروبا».
وتقدر الشركة البريطانية احتياطيات الحقل بنحو 5 مليارات متر مكعب من الغاز. وقال المغرب في 13 أبريل الماضي، إن إجمالي الاستثمارات في التنقيب عن الغاز والبترول في البلاد بلغت 28 مليار و845 مليون درهم (2.94 مليار دولار)، منذ عام 2000 حتى نهاية 2021. ويتم تمويل 96 في المئة من الاستثمارات للتنقيب عن الغاز والبترول في المغرب، كليا من طرف الشركات. وشملت عمليات التنقيب عن البترول والغاز في المغرب خلال 2021، مساحة إجمالية تناهز 283 ألف كيلومتر مربع. وتم منح 9 رخص استغلال و53 رخصة تنقيب، منها 26 في المجال البحري و3 رخص استكشافية، وفقا لوزيرة الطاقة المغربية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.