الرباط: عبد الله الشرقاوي
واصل رئيس غرفة جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط مواجهة الدركيين المتابعين في تداعيات التهريب الدولي للمخدرات المحجوزة بميناء طنجة المتوسط، وذلك من خلال، أولا استعراض مضمون المكالمات الهاتفية بين بعض المتابعين وبارونين من المخدرات، وثانيا بتصريحاتهم المضمنة بالملف.
وهكذا نفى متهم تسهيل عملية تهريب القوارب المطاطية مقابل رشاوى، أو مشاركته في أية عملية، أو التغاضي عن هوية المهربين، أو الاستحواذ على محجوزات المخدرات وتغييرها بالأقل جودة ثم إعادة بيعها.
وقد استغرقت هذه النقطة حيزا هاما من استنطاق متهمين اثنين خلال جلسة يوم الاثنين 27 ماي 2019، حيث تركزت أسئلة الأستاذ محمد كشتيل رئيس الهيئة القضائية، حول ظروف حجز المخدرات وطريقة وزنها وتخزينها ثم حرقها.
واستغرب رئيس الجلسة لإنكار بعض المتهمين معطيات اعتبرها من البديهيات بحكم المسؤولية المهنية، بعد محاصرتهم بمحاضر تسجيل مكالماتهم الهاتفية التي أنجزت حولها خبرة تقنية.
وأمام توالي إنكار الأظناء هذه المكالمات الهاتفية تساءل رئيس الهيئة القضائية كيف لمنجزي البحث أن يأتوا بمعطيات تسلسلية ودقيقة «بزّاف على الخيال»، وهل هناك عداوة مع محرري المحضر.
تمسك المتابعون بالانكار مع الإقرار بعدم العداوة مع محرري المحضر، وطالب واحد منهم بخبرة صوتية مضادة.
وتمت مساءلة متهمين حول علاقتهم ببارونين اثنين للمخدرات وعلاقتهم ببعضهم وشخص معتقل في قضية تزوير السيارات بأكادير، مع مطالبة بعضهم بفك مكالمات هاتفية مجراة باللغة الدارجة من قبيل: تَخْرُج الفلوكة ضاحكة لاَعْبة».. «لكْبير دْيالْ البويضْ».. «ونْشوفُ معه قبل ماياتي الخُضرْ نتوكلو على ربي ونخَرْجو داكْ شي بزَّرْبا قبل المغرب».. و«عندي المحضر ولي بْغيتْ نصيفْطو نقْلبْ ليهْ كل شي على ظهرو».. «قادْ مع الناس دْيالَكْ رَاهْ كُُلْشي مْريكلْ».. و«صاحبنا راهْ مجْبودْ في كازا وْراهْ مشْدود».. «طرَّفْتْ ليك جوجْ صْندْقات مزيانين وماتْجيشْ خاوي».. أصحاب لامارينْ هابْطين التَّحتْ ونحن موجودين».. «جيبْ لي رَزْقي مابغي نْشوفْ حادْ»..
وواجهت المحكمة متهم بتصريحه المدون لدى قاضي التحقيق بشأن معرفته لدركي بالاسم في الوقت الذي أكد أنه كان يؤدي التحية للمارين من أمامهم دون معرفتهم، مضيفا انه بعد 37 سنة من «السَرْبيسْ» يخرج بحساب بنكي به 29 درهما وشقة من 55 مترا اشتراها بقرض مع زوجته والتي لن ينتهي قرضها إلا سنة 2023 .
وللإشارة فإن جميع المتابعين الذين استمع إليهم لحد الآن نفوا المنسوب إليهم جملة وتفصيلا في هذه النازلة المتابع فيه 26 متهما، من بينهم مسؤولون برتبة «كولونيل» و«اليوتنان كولونيل»، ومتقاعد في صفوف البحرية ومسير وكالة أسفار، ودركيون برتب مختلفة.