الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : المس بالمقدسات حقد إرهابي واستفزاز بغيظ..

admin
كتاب واراء
admin29 يناير 2023آخر تحديث : منذ سنتين
الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : المس بالمقدسات حقد إرهابي واستفزاز بغيظ..

 عبد اللطيف مجدوب

يحبل عالم اليوم بتيارات يمينية متعصبة ومتطرفة، تسعى بكل الطرق والوسائل الخسيسة للإجهاز على العقيدة الإسلامية واستهداف رموزها ومقدساتها؛ تارة بالرسوم المسيئة إلى الرسول الكريم سيدنا محمد (ﷺ)، وأخرى بالمس بقداسة المصحف الشريف، هذا عدا الأحداث الدامية التي تورط فيها طغاة عتاة بإقدامهم على تفجير المساجد أوقات الصلاة!

معظم هذه الوقائع وغيرها يمكن تصنيفها في خانة مخطط إرهابي صهيوني، وراءه تصفية العقيدة الإسلامية، أو بالأحرى الحيلولة دون مدها وامتدادها إلى قلوب ومشاعر المليارات من البشر من أتباعها ومناصريها، ولإن كانت بعض الكتابات والأبحاث الغربية يجمعها قاسم مشترك في أنها مقدمة لصدام الحضارات “Sivilizations clash”، فإن أبعادها تؤشر على أن مثل هذه “الأفعال” محاولة يائسة لاستفزاز مشاعر المسلمين وتأليبها ضدا على ما دونهم من أتباع ديانات سماوية أخرى، أو بالأحرى هي سلسلة أحداث تسعى في المقام الأول وعلى المدى البعيد؛ إلى إيقاد حرب عقائدية وتأجيج الصراع بين المسيحية والإسلام، على الرغم من وجود مواقف أخرى تنزع إلى اعتبارها أسلوبا “سياسيا وديبلوماسيا” تنتهجه بعض الأطراف في الخفاء للرد على موقف سياسي معين لدولة ما، مثلما تشهده حاليا العلاقة المتوترة بين السويد وتركيا، هذه الأخيرة اشترطت تسليمها بعض الإرهابيين المحتجزين لديها للقبول بها في حظيرة الاتحاد الأوروبي فكان ردها فعل إحراق المصحف الشريف.

ويبدو واضحا مدى صبر وأناة العالم الإسلامي؛ بكل منظماته وهيئاته؛ حينما يكتفي فقط بالشجب والتنديد بفعْلات الإساءة إلى المقدسات الدينية، فحتى الآن لم يسجل العالم حادث إحراق نسخ من التوراة والإنجيل، ولا الإساءة إلى النبي موسى أو عيسى عليهما السلام، مصداقا للآية القرآنية الكريمة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (س.البقرة285).

الدساتير الغربية والمقدسات

مازال الجدال دائرا على أشده حول “المقدس” ومفهومه من منظور الثقافة الغربية، وهامشها في حرية التعبير تحديدا؛ فالكتب السماوية باستثناء القرآن لا تشير بصريح النص إلى احترام العقيدة وتقديسها مثلما هو وارد في النصوص القرآنية، بيد أن حقوق الإنسان والضجة التي واكبتها اتخذها بعض الملاحدة والزنادقة والإرهابيين مطية للإساءة إلى الديانات والدين الإسلامي خاصة وتدنيس كتبها، أو الإقدام على إحراق نسخ منها، ويجهرون أمام الملأ بأن أفعالهم صادرة من الحريات العامة التي تكفلها الدساتير، وإن كانت هذه الأخيرة لا تشير لا من قريب ولا من بعيد إلى “الآخرين” واحترام مشاعرهم الدينية، مثلما هو منصوص عليه في الكتاب والسنة.

لكن؛ وتحت وطأة الإغارة على الإسلام وتسفيه معتقداته بذريعة “الإرهاب” وقفت بعض الحكومات الغربية موقف المتفرج وأحيانا المتواطئ تجاه كل أفعال الإساءات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.