الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب: بين أنقاض تركيا وسوريا ..تأملات حارقة!

admin
كتاب واراء
admin13 فبراير 2023آخر تحديث : منذ سنتين
الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب: بين أنقاض تركيا وسوريا ..تأملات حارقة!

عبد اللطيف مجدوب

عديدة هي المجاهيل التي أرقت تفكير الإنسان منذ بدء الخليقة وحتى اليوم، رغم الفتوحات العلمية الكبرى التي مكنته؛ وعلى بعد آلاف الكيلومترات؛ من رصد حركة ذبابة أو جسم بحجم نملة يتراقص في الفضاء، وتأتي على رأس هذه التحديات حيرته أمام ظواهر طبيعية، يخلف نشوبها مآت الآلاف من الأرواح وفي زمن قياسي، مثلما هو عليه الحال في الزلازل والبراكين والأعاصير الطوفانية Tsunami والزوابع التي حاول أمامها الإنسان الاستعانة بخصائص بعض الحيوانات والطيور للتكهن أو بالأحرى رصد إشارات بوقوعها، بيد أن زمن عشر إلى خمسة عشر دقيقة ليس بكاف لدرء ويلاتها وكوارثها. وحتى اليوم ما زالت أخبار (الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء NASA) تتلاحق بشأن رصد أجسام فضائية ومذنبات comets عابرة بمحاذاة كوكب الأرض، لكن هل بوسعها تغيير مجراها أو تدميرها؟! إنها قدرة الخالق الجبار الذي {لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}.

للمنكوبين خيام في سوريا وفنادق في تركيا!

على طول الحدود الجغرافية في البلدان الناطقة بالعربية والأمازيغية؛ كلما حلت كارثة طبيعية مخلفة وراءها القتلى والجرحى، كلما أسرع حكامها في بلسمة الجراح إلى ضرب الخيام ومدها ببعض المعدات؛ من أفرشة ومواد غذائية، وفي أفضل الحالات يهب الأهالي؛ في عمليات إسعاف وإيواء وإشراك الطعام؛ بيد أن تركيا أردوغان ضربت مثلا نبيلا في إسعاف منكوبيها، فبدلا من إسكانهم في المخيمات وتحت لسعات البرد القارس، اهتدت إلى توزيعهم على الفنادق ودور الضيافة بمختلف المدن، وبميزانية ضخمة تقدر بالمليارات، فضلا عن تنافس أفراد الشعب التركي بكل فئاته لتقديم التبرعات بمختلف أشكالها بما فيها تخلي كل العاملين بتركيا عن أجرة يوم لفائدة منكوبي ضحايا الزلزال، وهي مفارقة بين حقوق الانسان وكرامته بين بلد وبلد آخر، تركيا دولة علمانية يشكل فيها الإسلام نسبة محترمة %97.08، وهي عضو دائم في حلف شمال الأطلسي NATO بينما سوريا تتوزعها الأطماع التوسعية، وغدا فيها المواطن عملة غير قابلة للتداول في بورصة السياسة الدولية، لذا لاحظنا أن إمداد إغاثة منكوبيها جد ضعيفة وأحيانا بوسائل بدائية، تحت ذريعة “العقوبات الاقتصادية”، والتي في نظر “المنطق الغربي المنافق والازدواجي” لا تستثني الشعب، مهما حلت به من كوارث.

الإنسانية بمفهومها الازدواجي!

عبارة “الإنسانية” أصبحت في أيامنا؛ ومع اشتداد التوترات السياسية التي تعرفها كثير من الدول، وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية؛ قنطرة لعبور الإمدادات الغذائية وإسعافات المصابين والأخذ بأيدي قوافل المشردين، إلا أنها تغلق في أوجه بشر؛ ينظر إليه الغرب نظرة عدائية وكأنه من طينة أخرى، ولا يمت بصلة إلى الإنسان سوى في خلقته، وإلا فما حال طوابير المنكوبين والجرحى الفلسطينيين، وسيارات الإسعاف تمرق بهم الشوارع تحت قصف الطائرات والمدرعات الإسرائيلية؟ ما ذنب الأطفال والنساء الثكالى والشيوخ، في سوريا وفلسطين واليمن..؟ أم أن قدرهم شاء لهم أن يتواجدوا بخانة اللاإنسانية Inhuman Case؟

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.