سعيد سونا *
لا أدري لماذا ارتفع سعر الحجر هاته الأيام في المغرب ؟ ولازلت مندهشا من هذا الإقبال الكبير من طرف المغاربة على الحجر وكنزه لنهاية سنة 2026 ؟؟؟
الجواب لاشك عند صغيرتي ياسمين ، البرلمانية المحترمة…
صغيرتي المحترمة ، قبل أن تمعنين النظر فيما تضنينه منقصة عند الأحزاب السياسة المغربية ، والفاعلين السياسيين ، عليك أن تهمسي في أذن قيادتكم، وأولهم السيد محمد أوجار، الذي قال في مناسبة سابقة ” على الحزب الفلاني باش يشطب العتبة ديال باب دارو عاد يعلمنا اش نديرو ” … الجملة الصحيحة ، والأصح أن الأيام دول ، ويظهر أنها دالت، لأن هاته المرة أنت المطالبة بجعل ذاتك وكينونتك ، كورش يستحق الجلد والمراجعة القاسية ، بدل أن تدخلين لحفلة لاتجيدين الرقص فيها ، وبما أننا في باب نقذ الذات الحزبية ، أنصحك بقراءة الكتاب الباذخ والمرجعي ، الذي يدرس في أكبر جامعات العلوم السياسية ، في العلم العربي ، إنه كتاب ” النقذ الذاتي ” للعلامة والمرجعية السياسية الوطنية ، وأحد أركان قيادة الحركة الوطنية ، إنه ببساطة سيدي علال الفاسي ، واللبيب بالحجارة يفهم …
وعلى ذكر الحجارة التي بدأت بها هاته الرسالة الجادة من مواطن مغربي إلى مواطنة مغربية ، فأنت تدركين صغيرتي المحترمة كبرلمانية ، أنكم في حزب التجمع الوطني للاحرار المحترم ، ستعيشون عام الفيل سنة 2026 ، لأن القيادي المحترم في حزبكم ، السيد الطالبي العلمي وعد المغاربة أنه في حالة عدم توصلهم بمبلغ 2500 درهم سنة 2026 ، فإنه على استعداد أن يتلقى حزبه الضرب بالحجر من المغاربة ، والجانب الدرامي في هاته الغزوة المتهافتة، أن الأرقام لاتصدق فرايا الساسة، ولكنها صديقة الواقع الذي لايرتفع ، والواقع يقول أن استخفافك بحزب مغربي اسمه العدالة والتنمية ، بطريقة عدوانية ، أو أي حزب آخر، ليست إلا ضحالة سياسية ، تنم على أنك صغيرتي لم تمري بعد من قوارع الزمن ، وشدة الخطوب ، وماكنت أتمنى أن تنطبق عليك المقولة العربية ” للثعلب قصص بطوليه لكن كلها مع الدجاج .. ” فإدمان تعظيم الذات ، يصيبها بعلة عقاس الغنم … فأنتم في ورطة كبيرة في حالة عدم تنزيل النموذج التنموي في مفاصل الدولة ، حتى يفضي إلى دولة اجتماعية يدعي حزبكم انه على مقربة من اكمال فصولها في مخيلته ، وليس في جيوب وصحة المغاربة !!! فإذا قمنا بمقارنة معدل نموكم الكارثي والصادم ، مع الحكومات التي تتجاسرين في اهانتها، فاعلمي ياصغيرتي البرلمانية ، ان حكومة باباك وبابا عبد الرحمن اليوسفي رحمه الله حققت نسبة نمو يقدر ب% 6,5 …. وتبقى الإشارة أنني لا أنتمي لحزب العدالة والتنمية ، ولكنني انتمي لحزب الوطن ، الذي استوطن عقل المفكر والسياسي المغربي الكبير سيدي محمد عابد الجابري برد الله مضجعه، الذي دعى إلى مشروع ” الكتلة التاريخية ” حيث تجتمع جميع تعبيرات المجتمع السياسي والمدني على مشروع وطني يأجل الايديولوجيا وينتصر للوطن ، هذا هو سبيل الحكمة بدل هذا التطاحن المجتمعي الذي يضرب مصلحة الوطن والشعب المغربي في مقتل …
صغيرتي ياسمين أيتها البرلمانية المحترمة …
اجتهدي لازلت فتاة مشاغبة وجميلة لاشك في ذلك ، وحاولي أن تقاومي كل النزعات الفردانية، حتى يكون المحصول في مستوى جودة الحرث ، وإياك أن تغتري بملايير رجال أعمال حزبكم ، كوني عزيزتي ثرية بأخلاقك كبيرة بتواضعك ، واعلمي أنه لو كان الناس بفكر واحد لقتل الإبداع، فإما أن تنتصري للحكمة والاختلاف ، أو تتجملين بالصمت ، فالرأي السديد قبل شجاعة الشجعان كما تقول العرب …
نعم أنا على يقين ان كل العقلاء يدينون خرجتك الاخيرة الغير موفقة والتي تستعظم حزب الاحرار وتضرب بطريقة غير أخلاقية في حزب نحر نفسه بنفسه من اجل الوطن ومن اجل ان تجلسين من باب الريع السياسي للشباب في كرسي قار ولكن من يجلسه مار ، نعم نتفق أن جدوة الشباب ، فعلت فعلتها في عقلك ، ونسيت أن العامة تقول ” باش تعرف الله قال له بتبدال السوايع ” … فلا تتحولي إلى حكواتية مزهوة بحاضرها ، عودي إلى التاريخ فهو رجل لاينسى ، حتى تصبحين راسخة القدم مستريحة الضمير ، ففي التاريخ عبر تروى ولا تطوى، تجعل من الأصيل يمتح من نبعها الصافي، ليغرف للناس قبل أن يغرف لنفسه ، بدون طفاسة ، ونهم اللحظة ، وومضة النفس الخائنة… فالعقل الأفخم لايهتز لأزيز النحل …
صغيرتي ياسمين ، أيتها البرلمانية المحترمة …
يقول كارل ماركس ” الذي لايعرف التاريخ محكوم عليه بتكراره ” عفاك وعفانا الله من علل كهاته …. حتى لانكون ممن نفضوا أيديهم من ثقافة الإنصات والاعتراف بغلبة النفس على العقل …
أما الفكر البورجوازي لحزبكم المحترم ، لن ينال منا لأننا ممنعين ضد جميع الفيروسات… لا تحاولو إبهارنا بما تملكون فنحن نعشق صحبة الفقراء لرجولتهم فأما الغني هو الله ، فدعوة المظلوم هى رصاصة تطير فى سماء الايام لتستقر فى أغلى مايملك الظالم … سلم يارب سلم … يقول نيتشه ” أحيانا لا يريد الناس سماع الحقيقة، لأنهم لا يريدون رؤية أوهامهم تتحطم ” … أما انت ياصغيرتي الجميلة ، فلازلت مشروع سيدة دولة راجحة العقل ، مخمومة القلب ، صدوقة اللسان ، لأن انتسابك لمعسكر الانخراط في السياسة ، رغم كل ماتفضلت به من نصائح لأخت في الدين والعروبة والوطن ، كل هذا وذاك يشفع لك لكي تكونين مستودعا للإجابية، ورمزا للجيل الذي يليك ، باستثناء كفرك بالفرصوية والمناسباتية، وعدم الارتماء في خطيئة الخائضين وهم يخوضون في تقديم الانا قبل الاخر ، فحاشا لله أن تكوني نائحة مستأجرة، فملامح محياك الباسم تشي بمستقبل غير الذي تفعلينه الآن ، وسحنة محياك تصرخ على انك ” سكة يمين وليس سكة شمال ” كما يقول إخواننا المصريين …
صغيرتي ياسمين ، أيتها البرلمانية المحترمة …
فوالذي فلق الحبة ، ورئبا النسمة، أن طويتي حسنة ، واعلمي أصلحنا وأصلحك الله ،، أن أهل العلم قديما اتفقوا على وجوب إعلان الاعتراض على آراء بعضهم بعضا فيما يسوغ فيه الخلاف وذلك لئلا ينعقد الإجماع سكوتيا على رأي ظني … هاته هي الحكمة عينها ، فالاختلاف والتناصح خصال المؤمنين … حفظك الله بما حفظ به السبع المثاني ، وحفظ مولانا الإمام دام له العز والتمكين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، ورفع قدر وطننا أمام الأمم ، والسلام عليك حين تصبحين وتمسين…. ودعيني اقول لك بالعامية ” الله يحجبك ” شريطة أن تغيري من فلسفة تعاملك مع الآخر.
– سعيد سونا – باحث في الفكر المعاصر، إعلامي وفنان