الأستاذ حسوني قدور بن موسى
من حق الدول الأوروبية الدفاع عن مصالحها الاقتصادية والاجتماعية وحماية حدودها و رفض استقبال العرب المهجرين من بلدانهم الأصلية والهاربين من نيران الحروب الدامية والنزاعات المسلحة و من بطش و ظلم و طغيان الأنظمة العربية الحاكمة و انعدام الديمقراطية و ما يترتبعن هذه الأوضاع البئيسة من فقر مدقع و حرمان و جوع و تشرد وأمراض خطيرة ، لا أحد ينكر أن الدول الأوروبية و خاصة فرنسا استغلت خيرات الدول العربية أثناء فترة الاستعمار و لا زالت تستغل ثروات هذه الدول الى يومنا هذا بسبب التبعية ، لكن هذا لا يعني أن تظل الدول العربية خاضعة ، الى الأبد ، في جميع المجالات للدول الأوروبية بسبب انتشار الفساد بجميع أشكاله و سوء تدبير الشؤون السياسية و الاقتصادية من طرف الحكام العرب الجاثمين على صدر الأمة العربية طوال عقود من الزمن و هم يشكلون عقبة حقيقية تمنع التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ، و لم تنجح الدول العربية في اقامة وحدة حقيقية ، فكل التنطيمات العربية فشلت فشلا ذريعا ابتداء من منظمة الجامعة العربية التي تأسست سنة 1948 التي يقال عنها أنها رأس أنجليزي على جسد عربي و التي لم تستطع حل النزاعات العربية- العربية و خاصة مشكلة الحدود واقامة تنمية عربية شاملة على غرار ما حققه الاتحاد الأوروبي الذي تأسس بعد الجامعة العربية سنة 1951 و الذي يضم دول تختلف في العرقيات و اللغة و الهوية و العادات و التقاليد حيث نجح في ازالة الحدود حتى أصبحت الدول الأوروبية تشكل دولة واحدة لا تعترف بالحدود الجغرافية ، تتوفرعلى سوق اقتصادية مشتركة و عملة نقدية واحدة و محكمة أوروبية لحقوق الانسان تنظر في الخروقات والانتهاكات التي قد تصدرعن سلطات هذه الدول ضد المواطنين و برلمان أوروبي واحد و منظمات أخرى عديدة ساهمت في تقدم و ازدهار هذه الدول ، هذه الانجازات الوحدوية الهائلة تحققت في دول نقول عنها نحن المسلمين أنها ” دول كافرة” في حين نشاهد في الدول العربية الاسلامية كل مظاهر الانقسام والتفرقة والأحقاد و القتل و الاقتتال و الذبح و التآمر و التشرد و الجوع و الفقر واغلاق الحدود بالأسلاك الشائكة التي كان يستعملها الاستعمار و كل مظاهر التخلف في الوقت الذي تتوفر فيه الدول العربية على الموارد البشرية و الطبيعية و الاقتصادية الهائلة التي تجعلها تستغني نهائيا عن العالم ، بل اذا توحدت فستنقلب موازين القوى فيصبح الأوروبيون في حاجة الى الدول العربية يهاجرون اليها لطلب الرزق و ستسميها الأجيال المقبلة: ” الولايات المتحدة العربية ” هذا حلم لا زال بعيد المنال ، ان المبدأ القائل: “الأمة العربية أمة واحدة ” هو مجرد خرافة و شعار فارغ استعمله الحكام العرب قديما و حديثا لخداع الشعوب العربية المضطهدة لجعلها تعيش على الأحلام ، أنظروا ماذا يحدث الآن : دول أوروبية لا علاقة لها بالاسلام و المسلمين بعيدة عن البلاد العربية تستقبل آلاف المهاجرين من سوريا و اليمن و ليبيا و كل المضطهدين من البلاد العربية في حين أن بعض الدول العربية الغنية بمواردها البترولية رفضت استقبال هؤلاء المهاجرين العرب لكنها تهدي للرئيس الأمريكي ترامب الملايير و الزمرد و الياقوت و طائرة من ذهب ، في هذا الصدد يقول أحد اللا جئين العرب: ” الحمد لله الذي لم يفتح أجدادنا كل بلاد الكفر جميعها و الا لما وجدنا بلدا نلجأ اليه ” فمن يطبق يا ترى المبادئ الاسلامية ؟ الدول الاسلامية أم الدول الكافرة ؟ و لقد جاء في القرآن الكريم : ” كنتم خير أمة أخرجت للناس ” فمنذ 14 قرنا مضت لم ير المسلمون خيرا سوى الحروب و الاقتتال و التفرقة و الأحقاد و الفقر و الجوع و التشرد ، كان العرب يطلقون على اليهود فيما مضى : ” اليهود التائهين ” فانقلبت الآية فأصبح اليوم العرب هم التائهين المشردين المتفرقين المتنازعين فيما بينهم واليهود هم المستقرين المتضامنين الموحدين.
قدور سويديمنذ 5 سنوات
ايها الأستاذ المحترم . تحياتي لكم. في سنة 1971. كنت مسافرا من باريس الي مدينة لياج البلجيكية علي متن القطار. مارين عاي مدينة جيمون الحدودية.في هذه النقطة بدأت استخرج من جيبي جواز السفر. لكن لا احد طلبه مني حتي كنت في لياج البلجيكية. وحبث انا عربي تعشش في ذاكرتي خوف تجاوز الحدود خلسة. رغم اني كنت علي علم بالاتحاد اوروبي. ما جعلني اتقدم الي مركز الشرطة بمدينة لياج البلجيكية واصرح بجنسيتي. وبسفري..فاجابني احد الشرطيين قائلا:. اوربة متحدة ياسيدي. انت حر عندها. مرحبا بك…..