أحمد عصيد
توصلتُ من مواطن جزائري صديق بالرسالة الساخرة التالية، والتي كتبت في الأصل باللغة الفرنسية، وفيما يلي ترجمتها العربية للجمهور المغربي: “أخيرا انتصرنا عليكم، هزمناكم معشر المغاربة، وليس عليكم إلا تقبلوا الهزيمة والاعتراف بتفوقنا عليكم. كنتم إلى وقت قريب تتباهون بصومعة مسجدكم الأطول في إفريقيا، وربما في العالم، وها نحن اليوم قد أثبتنا بأننا نعلو ولا يُعلى علينا، فصومعتنا أطول من صومعتكم، وصلواتنا ستسمع قبل صلواتكم، وأدعيتنا ستصل قبل دعواتكم، إن الشعب الذي ضحّى بأزيد من مليون شهيد ما زال قادرا على إبهار العالم، ففي يوم تدشين مسجدنا الأعظم، هاجر رئيسنا إلى ألمانيا بحثا عن العلاج، بعد ستين سنة من الاستقلال واقتصاد الريع، لنبرهن على أن لنا مفهومنا الوطني الخاص للتنمية ولنظام الأولويات، من قال إننا لا نحبّ الجزائر ؟ “.
وردت علي الرسالة يومين قبل توصلي بمراسلة من الكاتب الجزائري الصديق سعيد عاهد يخبرني فيها بصدور العدد الجديد من مجلة “الأسبوع المغاربي”، تتضمن مادة حول “مسجد الجزائر الأعظم”، ووجدتُ أنه بدوره كتب متحدثا عن مفارقة تدشين أكبر مسجد بأطول صومعة مع هجرة رئيس الدولة للعلاج في الخارج:
“لا أدري إن كان الراهن الجزائري يعاني من خلل في فهم القيم ؟
يبدو الأمر مُحيّرا، وفي غياب الحيرة أمام واقع كهذا، يصبح الأمر جللا أمام واقع له فهْمٌ غريب للعظمة، وما أدراك ما “العظمة”. نتمنى الشفاء العاجل للرئيس عبد المجيد تبون، وأن يعود سالما معافى كما نتمنى الشفاء لكل سياساتنا المغاربية من فقر الفكر الخلاق وضغط الشعور المفرط بالعظمة ومن قصر النظر الاستراتيجي وسوء تقرير المصير آمين”.