حياة جبروني
جرى أول أمس الجمعة 01 يوليوز 2022 تتويج الدكتور الأكاديمي مصطفى نشاط، أستاذ مادة التاريخ بكلية الاداب والعلوم الإنسانية بوجدة بقاعة نداء السلام. وفي هذا الإطار نظم مختبر: “تاريخ، لغات، تراث، وعمارة” شعبة التاريخ بتعاون مع كلية الاداب والعلوم الإنسانية ورئاسة جامعة محمد الأول بوجدة ندوة علمية: “قطوف من تاريخ المغرب الوسيط” تكريما للدكتور مصطفى نشاط بمناسبة إحالته على التقاعد تتويجا لمساره العلمي والأكاديمي وتجسيدا لرغبة شعبة التاريخ والكلية والجامعة في ترسيخ فضيلة الاعتراف وتثمينها باعتبارها سبيلا لشد وتقوية أو أصر الجامعة، ومتسعا لعرض خدماته طوال اشتغاله سواء على مستوى التدريس أو التأطير أو البحث العلمي أو الانفتاح على المحيط. ناهيك عن كونه متنفسا للتعبير بكل صدق عن حبهم الشديد واحترامهم اللا نهائي للمحتفى به الباحث الأكاديمي مصطفى نشاط المختص في التاريخ الذي حظي بحب كبير بالاجماع وهي نعمة من الله سبحانه وتعالى اذا احب عبدا احب فيه خلقه الأمر الذي اكده رئيس الجلسة الدكتور مصطفى سلاوي في كلمته الترحيبية منوها بالحضور المكثف من مختلف الشعب والتخصصات أساتذة وطلبة كل حسب تخصصه ومقامه.
استهلت مراسم الحفل كما جرت العادة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ثم جدد رئيس الجلسة ترحيبه بضيوف قدموا من مختلف المدن المغربية إلى جانب حضور نوعي ووازن لاساتذة التاريخ ومختلف التخصصات اشتغل معهم مدة أربع عقود من الزمن إلى جانب اللجنة المنظمة لهذا اللقاء المتميز التكريمي ومنسقة اللجنة الدكتورة ماريا دادي كذلك الجمعية المغربية للتاريخ إضافة إلى المهتمين بالحقل التاريخي والبحث العلمي قاسمهم المشترك حبهم الكبير لرجل كرس حياته للأبحاث والدراسات واللقاءات العلمية.
وفي كلمة شكر وترحيب ألقاها عميد كلية الاداب بالنيابة الأستاذ الحسين اشني بالمناسبة وعن الحضور النوعي من مختلف الشعب والمسالك والمختبرات للمشاركة في هذه التظاهرة التكريمية يقول: “وهو استحقاق للرجل الذي أفنى الشطر الأكبر من حياته لخدمة الدرس الجامعي وخدمة الطلبة الباحثين من داخل الكلية ومن خارجها….”
وكصيغة محمودة من صيغ الوفاء والاحتفاء بمسار المكرم الزاخر والحافل بالعطاء تم اعداد فيديو لمشاهدة مسيرة فخر واعتزاز لأحد رموز التدريس والبحث العلمي الذي ساهم في اثراء الخزانة المغربية والذي بصم مرحلة هامة من مراحل التحصيل وتطوير الأبحاث وكل ما يهم التكوين الجامعي وتكوين الطلبة داخل الكلية وخارجها لمدة أربع عقود دون كلل أوملل.
وفي هذا الصدد عبر رئيس شعية التاريخ عن اعتزازه وافتخاره بقامة علمية ابداعية رائدة وقدوة تربوية أدى مهامه بكل جد ونزاهة منذ التحاقه بكلية الاداب والعلوم الإنسانية بوجدة شعبة التاريخ سنة 1994. ناهيك عن مساهمته في ربط علاقاته مع مختلف مكونات جامعة محمد الأول بوجدة خصوصا في فترة رئاسته لشعبة التاريخ مما جعل منه رجل التوازنات والتوافقات بامتياز حسب رئيس شعبة التاريخ الأستاذ بغداد. بدورها أكدت الدكتورة ماريا دادي في معرض حديثها أن فكرة هذا الاحتفال هو تعبير صادق عن وشائج المودة والإحترام والتقدير واعترافا لكل اعماله القيمة وكتاباته الوازنة التي شجعت على اعداد كتاب جماعي بمشاركة نحو 32 استاذا باحثا من مختلف الكليات المغربية، (معاصرون له وشباب). حالة تكريمية استثناء حظي بها الدكتور مصطفى نشاط.
فالكتاب التكريمي الموسوم ب”قطوف من تاريخ المغرب الوسيط”، في لبه وجوهره، كما صرح الدكتور طارق مدني مدير مختبر “تاريخ ولغات وتراث وعمارة” هو تنويه وإشادة بسلوك وأخلاق الأستاذ نشاط الذي كان له الفضل في خلق وتوطيد العلاقات الإنسانية إضافة الى مقالات وكتابات توعوية وتنوير ية قيمة.
تم تقسيم الكتاب حسب ما صرحت به منسقة اللجنة المنظمة إلى أربعة محاور (4) قد تتقاطع في تغطيتها لقضية أو إشكالية من تاريخ المغرب الوسيط.
المحور الاول: أبحاث ودراسات في المغرب الوسيط” و المحور الثاني:” التواصل الحضاري بين المغرب ومحيطه” اما المحور الثالث:” ترجمات ” وأخيرا المحور الرابع :” دراسات باللغات الاجنبية”. أما ما يخص الكتاب التكريمي وتقديم مضامينه فسيتكلف بالحديث عنه كل من الاستاذ عبد الباسط مستعين والأستاذ طارق قدوري.
تخلل الحفل أو العرس التكريمي ان صح التعبير، مجموعة من الشهادات وكلمات معبرة وصادقة في حق مؤرخ متمرس أحيل على التقاعد. لكن بالرغم من هذه الاحالة المفروضة وفقا للقانون وحسب ما تقتضيه الوظيفة العمومية، فإن زملائه وطلابه مقتنعون و مؤمنون بأنه لا تقاعد في العلم والبحث العلمي.
تجدر الإشارة ان الدكتور المحتفي به مصطفى نشاط من مواليد مدينة وجدة سنة 1956. حصل على شهادة البكالوريا شعبة الآداب العصرية 1975/1976. ثم الاجازة في التاريخ من ظهر المهراز بفاس 1980/1981.
حصل على دبلوم الدراسات العليا بكلية الاداب والعلوم الإنسانية بعين الشق الدار البيضاء 1988/1989. ثم حصل على شهادة الدكتوراه من كلية الاداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة 1997/1998.
عمل استاذا لمادة الاجتماعيات بالسلك الأول اعدادية سيدي محمد بن عبد الله بمدينة جرادة بين سنتي 1978/1982، و أستاذا لمادة الاجتماعيات بالسلك الثاني بثانوية عمر بن عبدالعزيز بوجدة ما يين 1982/1984. ثم تلقى تدريبا في إطار تكوين مكونين بجامعة محمد بن عبد الله بفاس 1984/1986. ليعمل استاذا جامعيا بكلية الاداب والعلوم الإنسانية عين الشق الدار البيضاء 1986/1994. بعدها استاذا جامعيا بكلية الاداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الأول بوجدة 1994/2022.
اهم اعماله مؤلف “أضواء تاريخية عن فرقة أولاد الزعيم” : صفحات من التاريخ المحلي لجبال بني زناسن ومحيطها إلى حدود 1907م /1325هـ
“السجن والسجناء” نماذج من تاريخ المغرب الوسيط.
