أين تازة من الوعود في الورش السياحي الجهوي والوطني ؟! 

admin
جهويات
admin28 يونيو 2023آخر تحديث : منذ 11 شهر
أين تازة من الوعود في الورش السياحي الجهوي والوطني ؟! 

عبد السلام انويكًة

من ذاكرة ورش السياحة بتازة وانتظاراته بعد عشر سنوات عن لقاء استضافته عمالة الاقليم، وقد أثثه عرض دسم بطروحات واعدة حول سبل تنمية مجال حيوي منسجم مع جملة شروط كائنة هنا وهناك بالمنطقة. ولعل بقدر ما توزعت معطيات هذا الموعد حول أفق انماء وأثر رافع ممكن في الأفق على عدة مستويات، بقدر ما حضره من حديث عن مؤهلات وموارد سياحية واحصاءات ومشاريع في طور دراسة، وعن مراحل قطعها مشروع فضاء استقبال سياحي بالمنطقة، فضلا عن رؤية استراتيجية ذات صلة وما انبثق من مشاريع عن مشاورات وغيرها من رهان واستشراف انمائي محلي. وهو ما جعلنا آنذاك بتفاؤل واعتقاد بأن ما راود المنطقة صوب هذا المجال منذ استقلال البلاد بات قريبا جدا، وأن هناك تصورات وقراءات عملية وجهد واجتهاد فضلا عن وعي وقناعة ورغبة تنزيل ضمن أفق جهوي ووطني.

وكان من جملة ما تقاطع في لقاء تازة هذا من طرح وعرض، كون المغرب توجه بعنايته وأقر ورش السياحة كأولوية اقتصادية وطنية منذ 2001، من خلال توقيع اتفاق اطار 2001-2010 بين الحكومة والاتحاد العام لمقاولات المغرب أو ما عُرف برؤية 2010. وهذه السياسة التي تمت صياغتها وتبنيها لتنمية هذا النشاط وطنيا، نصت خطتها على وضع تصور جهوي لتنميته، من قبيل ما عرف ب”المخطط الأزرق” الذي توجه بالعناية لتهيئة محطات شاطئية بأهم المواقع الساحلية للبلاد، ثم “مخطط بلادي” الذي استهدف تنمية السياحة الداخلية. ثم “مخطط مدائن” من أجل تنمية سياحية جهوية عبر إبراز وتثمين مقومات التراث الثقافي والمعماري الذي تتوفر عليه المدن التاريخية. وكانت انطلاقته من مدينة فاس عبر مخطط جهوي للتنمية السياحية، تم التركيز فيه على المنتوج الثقافي كرافعة اساسية للتنمية السياحية بفاس، وكذا  المنتوج الطبيعي بالأقاليم  المجاورة: صفرو، بولمان، مولاي يعقوب، تاونات ثم تازة، باعتبارها أقطابا مكملة من شأنها المساهمة في تنويع وإغناء المنتوج السياحي لمجمل المنطقة. ثم “المخطط الوطني لتنمية السياحة القروية”، وقد تم تجسيده من خلال إقامة فضاءات استقبال سياحي بالأقاليم التي تتوفر على مجال طبيعي متنوع صالح لممارسة أنشطة السياحة القروية، وهو المخطط الذي تم العمل به في عدة اقاليم منها شفشاون وازيلال وافران وورزازات وغيرها.

هكذا استحضر لقاء تازة هذا، ما هو مألوف من قيل وقال حول ما يزخر به الاقليم من مؤهلات سياحية بطابع ثقافي تراثي وطبيعي متميز. وما هو ذخيرة وموارد ومادة أولية غير خافية عن كل مهتم متتبع، من قبيل ما هناك من مساحة مغارات واسعة هنا وهناك بعناوين وتفردات وتنوع على رأسه مغارة فريواطو، ذات الشهرة العالمية المؤهلة طبيعيا ومشهديا لممارسة الاستغوار، وما هناك من مكون بيئي طبيعي ثقافي حضاري وانساني، من قبيل دوار سيدي مجبر غير بعيد عن تازة جنوبا والمصنف كتراث وطني، ثروة منتزه تازكا النباتية والحيوانية، مساحات جبلية ممتدة ببويبلان وتازكا جنوبا وبمقدمة جبال الريف التابعة للاقليم شمالا،”جامع تازة الأعظم” الموحدي المريني التاريخي الشهير بثرياه التحفة، ما تحتويه المدينة القديمة تازة من أسوار وأبراج ومعمار تاريخي، ما تتوفر عليه المدينة من ارث ثقافي وأنشطة ذات طبيعة وطنية ودولية.. الخ.

في لقاء تازة السياحي هذا، تم الحديث عن فنادق مصنفة وملاجئ ومآوي سياحية بمجموع أحد عشرة مؤسسة بحوالي مائتي غرفة وأربعمائة سرير، فضلا عن فنادق غير مصنفة بحوالي ثلاثمائة سرير. وقيل أنه في اطار جهود تحسين مستوى العرض بالمنطقة وتفعيلا لدورية وزارتي الداخلية والسياحة المشتركة، قامت لجنة مختلطة بزيارة وحدات فندقية غير مصنفة سنة 2012 ، لتحسيس أربابها بأهمية القيام بعملية اصلاح لتحسين مستوى خدماتها، لإدراجها ضمن الطاقة الإيوائية المصنفة وتدعيم بنية الاستقبال السياحي. وأن  العملية اسفرت عن تسوية وضعية مؤسستين تشتمل على 63 سرير وهناك عملية تتبع مستمرة خلال سنة 2013.  وفيما يخص الاستثمارات الخاصة، تم تسجيل انتعاش ملحوظ ب(05) مشاريع سياحية في طور الانجاز، بطاقة إيوائية تصل إلى 234 سرير وتكلفة إجمالية قدرت آنذاك ب356 492 24 درهم.

وعن المشاريع المهيكلة السياحية، تم الحديث عن تهيئة المدار الخارجي لمغارة فريواطو بتازة، وعيا بقيمة هذا المورد وتفعيلا لِما يزخر به الاقليم من شبكة مغارات يمكن استغلالها في مجال سياحة الاستغوار، وأن اهمها مغارة افريواطو المعروفة على الصعيد الدولي، والتي يصل عمقها إلى 271 متار وطولها حوالي 2187 متر. وأن هذه المغارة تعد رصيدا غنيا لفائدة البحث  العلمي والبيئي والاجتماعي والاقتصادي، وأن إعادة الاعتبار السياحي لهذه المعلمة الطبيعة من شانه انعاش منتزه تازكا الوطني لتموقعها داخله، فضلا عما يمكن أن يسهم به على مستوى خلق فرص شغل تخص تنمية الصناعة التقليدية والمنتوجات المحلية وغيرها. وأن من اجل هذا الغرض جاء مشروع تهيئة الفضاء المحيط بهذه المغارة، لتثمين  تراث الاقليم الطبيعي والنهوض بمجال الاستثمار في القطاع السياحي، وتعزيز اندماج المغارة في المنتوج السياحي الوطني. وأنه لتوفير شروط استقبال السياح الراغبين في استكشاف المغارة، تم تخصيص مبلغ مالي إجمالي بقيمة ثلاثة ملايين درهم، لتمويل دراسة وأشغال بناء مركز استقبال سياحي بفضاء هذه المغارة الكائنة بتراب الجماعة القروية لباب بودير. وتم رصد 2,7 مليون درهم من المبلغ الإجمالي لبناء مركز الاستقبال، في حين خصص الباقي لانجاز دراسات متعلقة بالمشروع. وورد أن شطر هذا المشروع الأول تضمن: بناء مركز استقبال سياحي بمساحة 250 متر مربع، قاعة عروض، قاعة محاضرات، مقهى، دور مياه، مرافق تجارية، مرأب سيارات، باحة استراحة، ثم ممرات لراجلين.

وفي اطار المشروع الترابي للأطلس المتوسط الشرقي لإقليم تازة، دعما ونهوضا بالعالم القروي بحسب هذا اللقاء، تم الحديث عن توحيد وتنسيق جهود محلية ومبادرات من خلال تبني المشروع، الذي حمل في شقه السياحي تهيئة المدار السياحي الرابط بين مصطاف باب بودير ومدينة تازة، حيث تم اقتراح عدة مشاريع تكلفت مصالح وزارة السكنى بإعداد الدراسات اللازمة لانجازها، وتهم: تهيئة مسلك للراجلين بالأحجار المحلية على طول 950م، تهيئة حديقة على جوانب عين”راس الماء”وتغطية الممرات بالحجر المحلي، تهيئة باحة للاستراحة والألعاب للأطفال ومرافق صحية بباب بودير، تهيئة مدخل باب بودير، تبليط الأرصفة بالأحجار المحلية، تهيئة مفترق الطرق مع إعداد باحات بكراسي للاستراحة وتجهيز مواقف للسيارات، تهيئة مقهى ومطعم وباحة ألعاب للأطفال، تهيئة معارش Pergolas ، وضع كشكين، بناء ماسك السلامة للمطل  le Belvédère.

وحول مشروع فضاء الاستقبال في اطار رهان الاقليم السياحي، باعتبار هذا الفضاء مجالا ترابيا محددا ووحدة ترابية وبشرية متجانسة، وبنيات تحتية تخص ما هو استقبال وإرشاد وإيواء وتنشيط، وكذا مدارات سياحية محددة ومدروسة، وباعتباره ايضا إدارة لفضاء الاستقبال السياحي(من خلال جمعية لتدبير هذا الفضاء). وقيل أن من شروط انجاح هذا الفضاء، وجود نشاط سياحي قروي حتى وإن كان غير منظم، إرادة واضحة لدى الفاعلين المحليين لبنائه، الإشراك الفعلي للساكنة المحلية مع القرب من قطب سياحي. ولعل من الايجابيات التي تم عرضها حول هذا الفضاء، كونه وعاء من شأنه هيكلة منتوج سياحي تندرج ضمنه المؤهلات الكائنة، ما ينبغي من أنشطة وبنيات تحتية، الحاجة لوضع إطار شراكة تنخرط فيه كل الفعاليات والكفاءات، القدرة على تمديد مدة الإقامة السياحية للزائر، العمل من اجل تقليص الطابع الموسمي للنشاط السياحي، الأثر على مستوى زيادة نفقات السائح، ما هناك من توزيع جغرافي متكافئ للانعكاسات الايجابية للنشاط السياحي، فضلا عن إنعاش  الشغل والحث على الابتكار والمبادرة المحلية، مع تركيز المجهودات على الوحدات المجالية الصغرى، وكذا تكريس علامة خاصة بجودة الخدمات.

في هذا اللقاء حول ورش السياحة المحلية بعمالة تازة قبل عقد من الزمن، تمت الاشارة ايضا الى أن هناك مراحل ضرورية لتجسيد مشروع فضاء استقبال سياحي، منها أولا مرحلة التشخيص التي تخص جرد الطاقة الإيوائية للمؤسسات السياحية، رصد المدارات السياحية، وضعية وسائل التنشيط، المنتوجات السياحية ذات القيمة المضافة العالية، ثم مرحلة رصد ما هو مطروح من اكراهات، من قبيل كون مركز المعلومات للمنتزه يفتقر للمعطيات السياحية، كون اكثر من نصف الطاقة الإيوائية غير مصنفة، التوزيع غير المتكافئ للوحدات السياحية، انعدام لوحات تشوير في اغلب المدارات وغياب تهيئتها، انعدام أنشطة حول موضوع وخصوصية وبنية المغارات، اعتماد انشطة موسمية وغير متناسقة، عدم إعطاء القيمة اللازمة لِما هناك من منتوجات فلاحية وأخرى تخص الصناعة التقليدية، ولِما هناك من ثقافة وذاكرة تاريخية ومأكولات وثقافة وتميز طبخ تازي، انعدام الضمانات اللازمة للاستثمار في منتوجات سياحية ذات قيمة مضافة عالية. أما المرحلة الثانية “الانجاز”، فقد تم الحديث فيها عن خلق أو تدعيم البنيات السياحية، من إيواء ومدارات سياحية وتشوير، فضلا عن بناء دار فضاء الاستقبال، وتكوين مرشدين وأرباب مؤسسات سياحية، وخلق جمعية فضاء الاستقبال السياحي. وحول تفعيل مشروع فضاء الاستقبال السياحي، ورد الحديث آنذاك أنه قطع اشواط عدة تمثلت في انجاز دراسة تشخيصية، همت تحديد المدارات السياحية مشيا على الاقدام وبواسطة الدواب أو على متن سيارات رباعية الدفع، وكذا جرد المنتوجات المحلية الواجب تثمينها لاغناء المنتوج  السياحي بالاقليم، وتحديد الخصاص في بنيات الايواء السياحي على امتداد المدارات السياحية، وبناء دار فضاء الاستقبال السياحي، حيث ساهمت الجماعة الحضرية لتازة بتخصيص وعاء عقاري وتكلفت وزارة السياحة بتمويل عملية البناء.

وحول مشروع خطة العمل التي تهم فضاء الاستقبال السياحي بتازة، تم الحديث عن جملة مكونات، منها أولا مسألة الايواء من خلال تدابير إحداث اقامة عقارية للانعاش السياحي بمصطاف باب بودير (العمران)، خلق مخيم للاصطياف، تأهيل مخيم اصطياف، تأهيل مخيم اصطياف بباب بودير، إحداث مخيم اصطياف “الخربات”، إحداث مخيم اصطياف بباب الخميس. أما المكون الثاني من خطة العمل هذه، فقد تعلق بتهيئة المدارات ولوحات التشوير من خلال تحضير ميثاق تخطيطي ومضمون لوحات تشويرية، تهيئة مدارات مخصصة للمشي بالمنتزه الوطني لتازكا، تهيئة مدار مخصص للمشي بين مقطع باب أزهار وواد الرميلة، تهيئة مدار مخصص للمشي بالمنابع، تهيئة لوحات تشويرية بالمنتزه، اعادة فتح باحات استراحة موجودة، وضع لوحات تشويرية خاصة بفضاء الاستقبال السياحي، اعادة تهيئة الطريق المؤدية لمغارة الشعرا، تهيئة الطريق المؤدية لغابات الصنوبر بتازكا، إحداث مدار المدينة القديمة تازة العليا.

أما المكون الثالث، فقد تمحور حول التنشيط السياحي من خلال مهرجانات وظيفية رافعة ذات أهداف منعشة، وكذا ملتقيات علمية بحثية وأنشطة رياضية وتنافسيات وندوات وغيرها. أما المكون الرابع فقد توجه لِما هو تراث وبيئة من خلال اعادة تهيئة مغارة فريواطو وغيرها من صور المشهد الطبيعي الذي يميز المنطقة، اعادة تهيئة العين الحمراء، التعريف ببيئة وتراث واد الكحل وواد البارد وواد لحضر..، وضع نظام اعادة معالجة النفايات وسلات القمامة بالمواقع الأكثر زيارة. اما المكون الخامس فقد تم الحديث فيه عن منتوجات سياحية ذات قيمة مضافة عالية، من خلال دراستها وخلق انشطة ذات علاقة مع ما ينبغي من خطة عمل خاص بكل منتوج، أما المكون السادس فقد استحضر ما هناك من منتوجات فلاحية محلية وصناعة تقليدية، من خلال إحداث نقطة بيع للمنتوجات الفلاحية المحلية بمغراوة، مع مركز لعرض منتوجات فلاحية محلية وصناعة تقليدية بباب بودير، خلق اتحاد الأطلس المتوسط للتعاونيات من اجل اعادة الإعتبار للعسل، حفظ وترويج اللوز الريفي بالجماعة القروية اجبارنة، حفظ الزيوت الطبيعية بتازة، تجفيف وتعليب التين بجماعة كاف الغار وتايناست. أما المكون السابع فقد شمل ما هو تشخيص ومواكبة تقنية، لتفعيل فضاء الإستقبال السياحي ودراسة تجهيزه وما تحتاجه المنطقة من مؤسسات ايواء سياحي ونظام تسيير، فضلا عن دراسات وتهيئات لمنبع العين الحمراء الاستشفائية ومحيط مغارة فريواطو، واعادة ترميم مباني تازة الأثرية التاريخية، واعادة الاعتبار مثلا للزربية الوراينية محليا.

وكان ما هو استقبال وإعلام مكونا ثامنا لمشروع خطة العمل لفضاء الاستقبال السياحي بتازة، وقد استهدف بناء وتجهيز دار فضاء الاستقبال من خلال تخصيص بقعة أرضية من قِبل الجماعة الحضرية لتازة، وكذا تجهيز مركز الاعلام والعروض بباب بودير. وفيما يتعلق بالمكون التاسع لهذا المشروع، فقد استهدف تكوين 10 مرشدين سياحيين ومقدمي خدمات بفضاء الاستقبال، مع تعيين وكيل لتنمية هذا الفضاء. وكان ترويج وتسويق المنتوج هو محور المكون العاشر، عبر إحداث رمز ووسائل اشهار، وانشاء موقع على الانترنيت لفضاء الاستقبال على ان يشمل زيارة ثلاثية الأبعاد للمغارة، مطويات تخص التعريف بالمنتزه الوطني لتازكة، الترويج لِما هناك من أبحاث علمية ودراسات وتنقيب، تنظيم جولات تربوية وأسفار من أجل ترويج اعلامي ببعد جهوي، ثم إعداد مطويات لمدار المدينة العتيقة وأثاثها السياحي المادي واللامادي.

وقد ارتبط لقاء تازة هذا قبل عقد من الزمن، ببرنامج وطني للتنمية السياحية ضمن ما عرف برؤية 2020، تلك التي استهدفت تطوير  قطاع السياحة من خلال تعزيز وضع المغرب كوجهة دولية وجعل السياحة الداخلية والعائلية أولوية وطنية، ولعل من خصوصيات رؤية 2020 هذه حضور البعد الجهوي فيها، والتركيز على المنتوجات السياحية الثقافية والطبيعية لتقوية العرض الثقافي، من خلال تطوير الوجهات الجديدة التي تعتبر أقطابا حقيقية للتنمية. ولتفعيل هذه الرؤية انعقدت لقاءات تشاورية عدة مع ممثلين جهويين وإقليميين، تم  خلالها اقتراح جملة مشاريع مندمجة من طرف مختلف الشركاء، وقد تمت الموافقة على حصيلتها من خلال لجنة الريادة التي ترأسها والي الجهة آنذاك.

وحول ورش تازة السياحي من خلال هذا اللقاء، تم الحديث عن 14 مشروع سياحي بميزانية قدرها حوالي 510 مليون درهم، وعن استثمار في المجال توزع بين قطاع عام (حوالي 155 مليون درهم) آخر خاص(حوالي 353 مليون درهم). كما ورد حديث عن مشاريع مقترحة في إطار برنامج تعاقدي جهوي، منها برنامج “التنمية المستدامة” بميزانية اجمالية قدرها 36 مليون درهم، وبرنامج “الترفيه والأنشطة الرياضية” بميزانية اجمالية قدرها 25 مليون درهم، وبرنامج “بلادي”بميزانية اجمالية قدرها 330 مليون درهم، وبرنامج “التراث والموروث الثقافي” بميزانية اجمالية قدرها 117 مليون درهم. ومن المشاريع التي تم اقتراحها ضمن هذه البرامج، هناك تثمين تربية الأسماك، فضاء للاستجمام السياحي، ملا جيء باندا بتازة مركز موضوعاتي/متحف بيئي، مدار موضوعاتي لمنتزه تازكا، خلق عروض ايواء متمحورة حول التنمية القروية بالاقليم، اعادة ترميم مغارة فريواطو، تهيئة مغارات شيكر والشعرا وتخوباي، تابهيرت وكوان وكاف الغار، مدار لتلقين مبادئ علم التنقيب، نادي بلادي بباب بودير، مدار ثقافي للمدينة العتيقة تازة. ولعل من الشركاء الذين تم ادراجهم ضمن ورش اقليم تازة السياحي قبل عشر سنوات، نجد وزارة الشبيبة والرياضة آنذاك، وزارة السياحة، وزارة التجهيز، وزارة الثقافة، وزارة الفلاحة، وزارة الصناعة التقليدية، المندوبية السامية للمياه والغابات، مكتب التكوين المهني، المكتب الوطني المغربي للسياحة، وكالة تنمية اقليم الشمال، المجلس الجهوي، المجلس الاقليمي لتازة، الجماعة الحضرية لتازة، الجماعة القروية لباب بودير ومغراوة وتايناست وكهف الغار، ثم الوكالة الحضرية لتازة.

يبقى السؤال ختاما بعد عشر سنوات عن لقاء عمالة تازة، وقد تمحور حول ورش السياحة بالاقليم عبر ما تم عرضه من صورة تنمية واستشراف ومعطيات وأرقام ومشاريع وميزانيات وأحلام وغيرها. أين هو القطاع الآن؟ وماذا تحقق من ورقة ما تم تناوله وتقاسمه؟، وهل تبخر ما تم الحديث عنه من ميزانية ضخمة، للنهوض بمجال يعد من نقاط قوة اقتصاد المنطقة بعد الفلاحة؟، وأية تقارير وتتبعات لبلوغ ما كان منشودا من أهداف واستراتيجية تنمية سياحية محلية؟. وأية عوائق وشروط حالت دون إنزال ما تم عرضه في لقاء عمالة تازة، حول ورش سياحة لا يزال قابعا في ايقاعه مراوحا لمكانه، متمسكا بأحلامه الى حين؟.

مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث     

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.