أرسل استعراضُ وزارة الدفاع الجزائرية صاروخًا روسيّا بالستيّا يحمل اسم اسكندر مؤشرا واضحا على أن الجزائر تريد أن تحرف الأنظار عما يجري من تصعيد في منطقة الكركرات، حيث تورطت البوليساريو في تصعيد غير محسوب استفاد منه المغرب في إظهار قدرته على السيطرة السريعة على الوضع وتثبيت صورته كدولة ملتزمة بتنفيذ التفاهمات التي تتم برعاية الأمم المتحدة تقول صحيفة “العرب”.
ونقل شريط مصور تصريحا لرئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة أكد فيه ضرورة “الدفاع عن الوطن ضد الإرهاب والمهربين وحتى ضد عدو كلاسيكي”، مشددا على أن “الجزائر أقوى دولة في المنطقة”.
واعتبر مراقبون أن تزامن هذا الاستعراض مع تورّط البوليساريو في تصعيد خطابي أكثر منه ميدانيا يكشف عن رغبة الجزائر في تطويق الأزمة والنأي بالنفس عن التطورات المتسارعة التي يمكن أن تزجّ بها في أزمة أكبر على خلفية ارتجاجات سياسية واقتصادية واجتماعية داخلية كبرى، وخصوصا أن موضوع الصحراء وتندوف من الأوراق التي يحرص الجيش الجزائري على إبقائها خارج التداول المباشر سواء من الرئيس أو من الحكومة أو من الشعب.
وقال المراقبون إن الجزائر لا تريد أن توفر مناخا ملائما للمغرب ليتولى حسم المسألة بالتوازي مع ضعف البوليساريو وتغير المعادلة أفريقيًّا ودوليا باتجاه الانحياز إلى رؤية الرباط للحل، فيما تريد الجزائر أن تظل القضية معلقة بعيدة عن الحل لتوظفها وفق أجندتها الداخلية، خاصة في تبديد الضغوط الاجتماعية.
وفيما تقول تقارير ميدانية إن الوضع العسكري هادئ وأنه لا يتجاوز بعض المناوشات التي ترد عليها القوات المسلحة المغربية بسرعة وفاعلية، تحثّ تصريحات لقيادات في الجبهة الانفصالية على توسيع دائرة العمليات.
وهدد ممثل جبهة البوليساريو الانفصالية في الجزائر، عبدالقادر طالب عمر، الاثنين، بنقل ما وصفه بـ”الكفاح” من الكركرات إلى باقي المدن في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، كمحاولة للتغطية على انهزام عناصر التنظيم الانفصالي أمام تدخل القوات المسلحة المغربية في معبر الكركرات يوم الجمعة الماضي.
وأصدرت البوليساريو عدة بيانات منذ الجمعة تتحدث عن “هجمات مكثفة” على مواقع مختلفة للقوات المغربية على “الجدار الدفاعي”.
ولم يصدر أي بيان رسمي مغربي عن وقوع اشتباكات، باستثناء الإشارة إلى تعرض القوات المسلحة الملكية أثناء تدخلها في الكركرات لإطلاق نار ردت عليه “بدون تسجيل أي خسائر بشرية”، كما أفاد بيان لقيادتها العامة الجمعة.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية ليل الأحد عن منتدى غير رسمي للقوات المسلحة الملكية قوله إن الأخيرة أطلقت النار، ردا على “استفزازات” البوليساريو في منطقة المحبس شمال الجدار العسكري.
وقالت الوكالة نقلا عن صفحة هذا المنتدى على موقع فيسبوك “منذ الثالث عشر من نوفمبر 2020، قامت ميليشيات البوليساريو باستفزازات عبر إطلاق النيران على طول الجدار الأمني بدون إحداث أي أضرار بشرية أو مادية في صفوف القوات المسلحة الملكية”.
وأضافت “تنفيذا لأوامر بعدم التساهل مع أي استفزاز من هذا النوع، فقد ردت العناصر الباسلة للقوات المسلحة الملكية بشكل حازم على هذه الاستفزازات، ما خلف تدمير آلية لحمل الأسلحة شرق الجدار الأمني بمنطقة المحبس”.
وفي سياق الإيحاء بالقدرة على خلق مناخ من الفوضى وإدامة المعارك، أكد محمد سالم ولد السالك، القيادي في جبهة البوليساريو، أن “آلاف المتطوعين” يتم تجنيدهم للمشاركة في العملية العسكرية التي نفذها المغرب في معبر حدودي مع موريتانيا.
وقال ولد السالك “هناك المئات أيضا يوجدون في المدارس العسكرية”، زاعما “استمرار المعارك بشكل متصاعد” في أقصى جنوب الإقليم، دون أن يقدم تفاصيل.