ياسين لمقدم
الحقائق على الأرض تثبت أن الخراب والظلم والضياع والتشتت استفحل في دول ومقاطعات المسلمين…
أفغانستان والصومال وأفريقيا الوسطى ومقاطعات الروهينغا في نيانمار والإيغور الصينيين والعراق وليبيا وسوريا… وقبلهم في الشيشان. السودان انقسم ودول أخرى في الطريق، إيران كمثال…
في حرب 67 وما قبلها، الإتحاد السوفييتي كان يشجع العرب على خوض الحروب ضد الصهاينة وكان يشدد على أنه سيشارك فيها في حال تدخلت أمريكا. ولكن تبين أنه كان يدفعهم إلى حروب خاسرة جنوا منها نتائج كارثية تمثلت في تهجير معظم سكان مدن قناة السويس، وكذلك تهجير معظم مدنيي محافظة القنيطرة في سوريا، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية”. بينما كان السوفييت يعملون فقط على ترويج بضاعتهم العسكرية والفكرية بين العرب.
بعد نصف قرن روسيا تكرر نفس الشيء، بوتن قال إنه سيدمر أي مصدر تنطلق منه صواريخ التحالف الغربي لضرب سوريا. فهلل القوميون والعاطفيون العرب لنخوة بوتن وكادوا يضعونه موضع السلطان آردغان الذي اعتقدوا فيه المُخلِّص المنتظر… ولكن سرعان ما تبين أن بوتن كنافخ الكير ليس إلا…
الخليج ابتلي بحكام أغبياء، ويعتقدون أن الجزية ستحمي عروشهم، ولم يدفعوا منها إلى الآن إلا حوالي 800 مليار دولار من أصل 25 ألف مليار دولار قرر الهولاكو الأمريكي تجميعها من خزائن الأعراب المنافقين وملوك الطوائف…
جنرالات الجزائر وخوفا من أن يأتي هذا الدمار على مصالحهم، أنابوا عنهم من يطلب من ترامب أن يُؤمن لهم آبار النفط والغاز…
لا يمكن لنا أن نوقف عجلة التاريخ المستعجلة بالخراب العربي لأننا ببساطة لن نستطيع هزم العدو بسلاحه. وتحضرني هنا واقعة طريفة… فعندما كانت طائرات الهيلكوبتر التي استخدمها الإنقلابيون الأتراك في 15 يوليو 2016 لقصف قصر آردغان، قامت الأجهزة العسكرية الأمريكية بتعطيل هذه الطائرات وتهاوت على الأرض. وتم تعطيل سلاح طائرتي F16 اللتين كانتا تحومان حول طائرة آردغان…
الغرب يبيعون لنا سلاحا ببرمجة مستترة يتحكمون فيها عن بعد، وأقمارهم الصناعية ترقب كل حركات وسكنات الجيوش العربية.
الجنود الأمريكيون يعاونون السعودية وتحالفها الفاشل من خلال تقديم خدمات رصد بطاريات الصواريخ اليمنية، وتفعيل منظومة الدفاع الجوي باتريوت ومع ذلك لم يتغلبوا على المسلحين اليمنيين الحفاة العراة.
طبعا أمريكا لن تمنح الإنتصار لجهة واحدة في كل هذه الصراعات العربية العربية، وذلك لإطالة أمد الصراع وتوسيع رقعة الخراب وترويج السلاح وتحصيل الجزية…
ومن يرقب النهار الذي ستشي فيه الشجرة بمخبإ اليهودي فعليه أن ينتظر طويلا، لأنه ليس فينا ولا بيننا ولا في الأجيال التي تلينا من سيقود الأمة إلى جادة الصواب.
ربما سيحدث ذلك بعد زمن طويل جدا تكون للعرب تيكنلوجتهم المتقدمة على كوريا واليابان وأمريكا…
ربما بعد قرن أو أكثر…
وفي انتظار ذلك سنكتفي بالدعاء الذي تجاوز نصف قرن لعل الله يزلزل أركان العدو… ولكن!!! نحن أعداء بعض منا…