الشاعرالكبير عبد السلام بوحجر :نبكيك إذ لا بواكيَ لك

admin
2019-01-06T21:44:59+01:00
كتاب واراء
admin6 يناير 2019آخر تحديث : منذ 6 سنوات
الشاعرالكبير عبد السلام بوحجر :نبكيك إذ لا بواكيَ لك

الزوبيرالخياط     

يغادرنا إلى دار البقاء الشاعر المغربي الكبير حقا وصدقا ، شاعر الجمال عبد السلام بوحجر . تغادرنا روحه بسلام إلى بارئها ، وفيها غصة هذا المغرب الذي غَيَّبَ موهبة شعرية توضع في قمة الشعر المغربي الحديث . غيبها حين مَيَّعَ الفعل الثقافي ، وأعطى مؤسساته وريعه للطحالب والزعانف ، وحين غيب هوامشه الجغرافية . يغيب عبد السلام بوحجر في سنة وجدة عاصمة الثقافة العربية وهو يشهد كما شهدنا بغصة أن مشعل هذا الحدث تسلمه ثلاثة شعراء لا ينتمون لهذا الهامش البئيس ، وليسوا قلامة ظفر –شعريا طبعا- أمام موهبته . صاحب الروائع في ديوانيه الأخيرين “ستة عشر موعدا” و”الغناء على مقام الهاء” ، .. وصاحب جائزة القدس الدولية وجائزة مفدي زكرياء ، وأحذق شعراء القصيدة الغنائية والمنبرية الحديثة وأجملهم على الإطلاق يغادرنا ..وقبل أيام كنت  سمعت أنه بموت محمود درويش لم يبق لهذه القصيدة مكان !

لها مكان أيها الإقصائيون  وكانت تمشي بيننا تصدح بها حنجرة عبد السلام بوحجر دون أن يجد شعره طريقا إلى إعلامكم ومجلاتكم ودكاكينكم التي جعلتموها ريعا مشاعا بينكم .. حتى تجرأ عليكم شاعر مشرقي بعد أن أكل على موائدكم وقال بتفاهة الشعر المغربي ، والرجل محق لأنه لم يسمع ولم يقرأ إلا ما قدمتم له من ” بواقل” . عبد السلام بوحجر لو أنصفه وطنه لكان شعره ملء السمع والبصر.

 وكنت قد كتبت منذ عام تقريبا عن عبد السلام بوحجر مايُنَبِّهُ إلى تغييبه رغم روعة قصائده حتى لا يقال إنني أكتب الآن بحرقة المفجوع على وداع صديقه . نعم كتبت منذ عام ما يلي :” الشاعر عبد السلام بوحجر من الشعراء الذين حوصروا وطنيا . فشاعر من قيمته نادرا ما مثل المغرب في مهرجان ثقافي عربي أو دولي وأشعاره تغيب عن المقررات الدراسية التي فُتحت أمام من هم دونه قيمة أو دون قيمة الشعر السليم . وحصار وتهميش كفاءة شعرية مثل كفاءة عبد السلام بوحجر وجه واضح للفساد الثقافي ببلادنا .

أشير في شهادتي كذلك إلى أن عبد السلام بوحجر ترك لنا روائع شعرية نقرأها ونستعيدها ونطلب منه إلقاءها وأغلبها مضمن في ديوانيه الأخيرين ” ستة عشر موعدا” و “الغناء على مقام الهاء” لا نشبع من رقصة الوصل ومها و أصوات من الداخل ومقام الجنون و من مشاكسات امرأة وطقوس الملكة ….. وهي قصائد قلما تجتمع لشاعر إلا إذا كان راسخ العلم في الشعر . وللأسف فتجاهلها في المقررات والمؤلفات يُفَوِّتُ على أجيالنا فرصة قراءة الشعر الجميل ويجعل قدوتهم في الكتابة من ضعاف المواهب ، أو ينفرهم مما هو مغربي فلا يرون الابداع إلا عند غيرنا”.

أصدقاؤك الخُلَّص محظوظون لأنهم سمعوك وعاشروك ، وفي قلب كل واحد جمرة تستعر على فراقك أيها النبيل الشامخ ، وهم يبكونك لأنهم يعرفون أنه لا بواكيَ لك في هذا المشهد الثقافي البئيس .

رحمك الله يا عبد السلام .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.