باحثون ومؤسسات مجتمع مدني جزائري يناشدون لوضع ترسانة وقائية للمنظومة الأسرية في ظل الفضاء الافتراضي..

admin
2019-02-10T18:28:26+01:00
مغاربية
admin10 فبراير 2019آخر تحديث : منذ 6 سنوات
باحثون ومؤسسات مجتمع مدني جزائري يناشدون لوضع ترسانة وقائية للمنظومة الأسرية في ظل الفضاء الافتراضي..

فريدة بن سليم/”رسبريس” الجزائر

احتضنت جامعة عبد الحميد بن باديس بمدينة مستغانم الجزائرية، وبالتعاون مع قسم علم النفس ومخبر الدراسات الإعلامية و الاتصالية وجمعية ” الأم المثالية”، فعالية وطنية لرصد تأثيرات الفضاء الافتراضي على العلاقات الأسرية .

انطلاقا من كون الأسرة هي العمود الفقري  لبناء مجتمع سليم ومتوازن ، و المعيار الموضوعي لقياس تقدم أي مجتمع وكماله. فقد أضحت دراسة المنظومة الأسرية ، و العلاقات الاجتماعية الأسرية يستدعي اهتماما، ليس فقط من قبل مختصي الأوساط التربوية بل اصبح الامر يستدعي تدخلا من قبل مختلف الفاعلين بمن فيم  الإعلاميين و السياسيين خاصة في خضم  المتغيرات الراهنة  التي أفرزها الفضاء الافتراضي، و أحدث على اثرها اختلالات على مستوى  العلاقات  الأسرية، وهذا ما أكده مدير مخبر الدراسات الإعلامية و الاتصالية الدكتور ” العربي بوعمامة ” من خلال كلمته الافتتاحية للندوة المذكورة .

فمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها  بالرغم   من ما لها من إيجابيات  إلا أنها بطريقة غير مباشرة  أثرت  على النسق الاجتماعي و بالأخص الأسري ،  حيث تم تفكيك و هز تلك المنظومة  الأسرية ، وخلق نوع                                   من الصراع في النسق القيمي  ،و أزمة في الهوية ،و بدل تقليص تلك المسافات في حدود الزمان و المكان في إطار القرية الكونية خلق نوعا من التباعد الأسري ،و فتورا و اهتزازا في العلاقات الأسرية والاجتماعية  .

وهذا ما أكدته الباحثة” عدة بن سليم فريدة ” من خلال مداخلتها المعنونة ” النسق الأسري في ظل الفضاء الافتراضي مابين التغيرات الاجتماعية و التحديات الراهنة”، حيث أشارت إلى أن بعض الدراسات قد أثبت                                                                                                         أن استخدام الانترنت ، قد تسبب في العديد من المشكلات الأسرية بالأخص الزوجية  من خلال غرف الدردشة ،و التي   هددت استقرار المؤسسة الزوجية ، متسببة في اهمال الطرف الآخر و الشريك بشكل تام، وكذا اهمال الأولاد نتيجة الانغماس في الواقع الافتراضي ، إلى الحد الذي ظهر فيه في الغرب ما يعرف” أرامل الانترنت”، فهو تعبير مجازي للزوجات اللواتي خسرن أزواجهن نتيجة الانترنت. بل حتى أن  هناك حالات من الطلاق في الجزائر ، التي كان سببها الخيانة الزوجية ، من خلال  الاستعمال السيء لوسائل التواصل الاجتماعي.  ومن افرازات ذلك  تهديد الاستقرار الأسري و تدهور العلاقات الاجتماعية، و انتهاك خصوصية العائلات و الأفراد…

ولعل هذا ما أثارته أستاذة القانون ” حفيظة فارس” من خلال مداخلتها بخصوص الإفشاء العام لوقائع الحياة العاطفية أو العائلية للمستخدمين ، حيث أشارت للعقوبة القانونية  للمشرع الجزائري على جريمة التعدي على الخصوصية و نشر المحادثات الشخصية و غيره ، إذ تنص المادة 303 مكرر  على الحبس  مابين ستة أشهر إلى ثلاث سنوات و غرامة مالية من  50000 دج إلى  300000 دج، مع أن تفعيل هذه المادة في الواقع تبقى نوعا ما حبرا على ورق.

وفي الاخير فقد لخصت النقاشات  في جملة من التوصيات، تثمينا لجهود المشاركين ،مؤكدة على ضرورة  تظافر وتكثيف الجهود  العلمية و التحسيسية للتوعية بالتأثيرات و الاستخدام السلبي للفضاء الافتراضي داخل السياق الأسري ، كما تمت مناشدة وسائل الإعلام لتفعيل دورها التوعوي .

وعلى هامش هذه الندوة القيمة  تم تكريم جمعية ” الأم المثالية “، تثمينا لدورها و جهودها في خدمة  المجتمع .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.