ثلاثة أسئلة إلى أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية..

admin
أمازيغية
admin22 أكتوبر 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
ثلاثة أسئلة إلى أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية..

 ( أجرى الحوار المصطفى عياش – وكالات – رسبريس )

في هذا الحوار الذي أجرته البوابة الأمازيغية ل”و م ع “، على هامش احتفال المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالذكرى 19 للخطاب الملكي السامي الذي ألقاه الملك محمد السادس بأجدير، يجيب السيد أحمد بوكوس، عميد المعهد، عن أسئلة الوكالة حول أهم انجازات المعهد والتحديات التي طرحتها عليه جائحة “كوفيد 19″، و يستشرف المشاريع التي يعتزم المعهد إنجازها.

1- ما هي أهم الإنجازات التي تحققت بعد الخطاب التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بأجدير؟

بداية، أتوجه بالشكر لوكالة المغرب العربي للأنباء لتغطيتها هذه الذكرى التاسعة عشر للاحتفال بخطاب صاحب الجلالة بأجدير لسنة 2001، و الذي شكل بحق حدثا تاريخيا، ذلك أنه بموجب هذا الخطاب تم إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كمؤسسة وطنية مرصودة للنهوض بالأمازيغية في المجالات المختلفة. فقبل هذا الخطاب، كانت الأمازيغية تحتضر و لم يكن لها وجود في المؤسسات، سواء في التعليم أو في الإعلام أو في الحقل الثقافي الرسمي. من جانب آخر، هناك مجموعة من الجمعيات الثقافية التي تناضل في سبيل هذا الاعتراف بامكانيات و وسائل قليلة، و حققت رغم ذلك مجموعة من المكاسب التي تحسب لها.

ولكن، و بكل موضوعية، يمكن لنا أن نقول أن الأمازيغية عرفت طفرة جديدة في المجالات المختلفة، حيث كرس صاحب الجلالة مجموعة من خطبه لهذا الموضوع، و لاسيما بعد خطاب أجدير، كخطاب 09 مارس 2011، الذي قدم فيه صاحب الجلالة خارطة طريق تحدد معالم إصلاح الدستور. كما جاء في ذات الخطاب أمور مهمة جدا يمكن أن نعتبرها ثورية في مجال السياسة الثقافية للدولة، حيث أعلن صاحب الجلالة في هذا الخطاب أن الأمازيغية ستصبح لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية. كما قال صاحب الجلالة في جملة من تدخلاته أمام البرلمان إنه على البرلمان القيام بواجبه في أفق إعداد القوانين التنظيمية و التعامل مع هذه القوانين التنظيمية و خاصة القانون الخاص لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية.

وفي هذا السياق، يمكن القول أن حصيلة المعهد مشرفة قياسا بما كانت عليه أوضاع الأمازيغية قبل خطاب أجدير و قبل إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

فالأمازيغية دخلت عدة مجالات. مما يوضح المجهودات المبذولة من لدن الدولة و الباحثين داخل الجامعات و في إطار بنيات المجتمع المدني. إذن، عرفت وضعية الأمازيغية بعد خطاب أجدير تزايدا ملحوظا على المستوى الكمي و النوعي.

2- كيف أثرت جائحة “كوفيد 19” على نشاط المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية خلال هذه السنة؟

تأثير “كوفيد 19” كان خطيرا وخبيثا في نفس الان وقد قام المعهد بتجميد جميع الأنشطة الخارجية و علاقات المؤسسة بالجمعيات و الفاعلين.

وبخصوص هذا الموضوع، اجتمعت اللجنتان الإدارية و العلمية للمعهد و خرجتا باستراتيجية مفادها أن مسؤولي المؤسسة من عمادة و أمانة عامة و أعضاء للجنتين الإدارية و العلمية، سيقومون بالاشتغال حضوريا و ذلك في إطار الاحتياطات الوقائية الواجبة و بتنسيق عبر تقنية “الواتساب” و تطبيقات مماثلة.

لم تكن المردودية كالسابق، لكن المعهد أبقى في ظل هذه الجائحة على الدعم المالي للجمعيات الثقافية الأمازيغية وكذلك تشجيع الفنانين والباحثين بواسطة الاتصال عن بعد، 400 مشروع للدعم وبالإضافة الى دعم الكتاب والكتاب الأمازيغي . و في ما يخص موضوع الجمعيات الثقافية الأمازيغية، ظل المعهد وفيا لخطته في دعم هذه الجمعيات ماديا ، و كذلك دعم و تشجيع المبدعين و الفنانين و الباحثين المهتمين بالشأن الأمازيغي. توصلنا في هذا الصدد بأكثر من 400 مشروع للدعم، ونظرت فيها اللجنة و اختارت المشاريع التي ستتوصل بالدعم، و صرفت بموجبه ما مجموعه 800 ألف درهم. إضافة إلى ذلك، هناك سياسة دعم الكتاب المشتغلين باللغة الأمازيغية الذين يتقدمون بمشاريعهم للمعهد بغية الحصول على الدعم، فتعمد اللجنة إلى النظر فيها .

و في ما يخص تنظيم الاحتفاء بذكرى خطاب أجدير، قررنا أنه سيتم تنظيمه مع الأخذ بعين الاعتبار الأحوال المستحدثة جراء الجائحة و في احترام تام للسياسة الوقائية المتبعة ببلدنا. و هكذا فالمعهد عمل من أجل الحد من الآثار السلبية لجائحة “كوفيد 19”.

3- ماهي أهم الأوراش التي سيفتتحها المعهد خلال السنة المقبلة؟

يمتلك المعهد مخطط عمل لسنة 2021 يضم مجموعة من المحاور، على غرار ضرورة الانكباب على التكنولوجيا الحديثة. فجائحة كورونا أظهرت أن الأساليب التقليدية في التواصل و البحث و الإنتاج أصبحت متجاوزة، و أغلب الظن أن كل ما هو ورقي في طريقه إلى التلاشي. فالأمازيغية لا بد لها من ولوج هذا المجال.

وقد استطاع المعهد أن يحقق تجارب و ممارسات لا بأس بها، و مع ذلك يتعين تجويد هذه الممارسات. كنا نشتغل في إطار ما يسمى المعالجة التلقائية للغة، كما أن الأمازيغية حاضرة في نظام ويندوز 2008 و 2010، و لكنها ما تزال تفتقد لأنظمة التصحيح الإملائي و المعجمي و التركيبي. ما استطعنا انجازه لحد الآن هو مجموعة تطبيقات تنبني حول المفردات، و لكنها تظل مفردات معزولة عن سياقاتها داخل الجمل أو الخطاب.

الآن توجد وسائط رقمية، و هناك مجموعة من الشباب الذين تجاوزوا انجازات المعهد في مجال برمجيات تعليمية Didactiels) ) و هؤلاء يشكلون نماذج يصبو المعهد للدخول معها في شراكة حتى تنتفع الأمازيغية من أعمالهم.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.