جديد الإصدارات .. حراك الريف: ديناميات الهوية الاحتجاجية

admin
2020-02-16T12:33:43+01:00
ثقافة وفن
admin16 فبراير 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
جديد الإصدارات .. حراك الريف: ديناميات الهوية الاحتجاجية

هو أول بحث ميداني منذ اندلاع حراك الريف في 2016 يرصد عن كثب ظاهرة الحراك و المخزون النفسي و التاريخي الذي تغذى منه الحراك، بذلك يمكن تقديم مؤلف الباحث الأكاديمي الأستاذ محمد سعدي الذي صدر في طبعته الثانية قبل أيام و هو ما يعد زمن عقم القراءة و رداءة النشر بالمغرب رقما قياسيا.

و تكمن أهمية الكتاب في أنه عبارة عن بحث ميداني، حيث نزل الباحث إلى أرض الحراك، و حاور النشطاء و شارع الحراك، حوارا سوسيولوجيا عميقا، ثم لأن البحث هو عبارة عن تقاطعات لحقول معرفية متعددة، فتجد في الكتاب المادة التاريخية كما تجد فيها أيضا الذخيرة السوسيولوجية لمجتمع يتوق إلى انتزاع الاعتراف بالهوية الثقافية و الذات التاريخية و الحفاظ على الذاكرة الجماعية و التراثية، كما تجد السياسة حاضرة، فلا يمكن الحديث عن الحراك من دون السياسة. بيد أن الأستاذ سعدي لا يقف عند مجريات الأحداث أو كما أشار إليها بيوميات الحراك، بل ركز على ما يمكن تسميته بالثقافة السياسية التي من شأنها أن تحدد لنا السلوكيات السياسية لمجتمع بتعبير Axel Honneth يتوق الحق في الاعتراف.

    و اللافت أن كتاب الأستاذ سعدي الذي هو عبارة عن بحث ميداني، و الأهم من ذلك أنه أنجز على نار هادئة فلم يتأثر بمجريات الأحداث، كما أنه لم يبتعد كثيرا عن قلب الوقائع المتسارعة. و هو ما أنتج لنا هذه النظرة المتوازنة، فكتابه لا ينبع من نفس نضالي كما قد يعتقد البعض نتيجة قربه من الأحداث و تفاعله كسوسيولوجي، و قبله كإنسان، كما أنه لا ينطلق من مسلمات أكاديمية جامدة و إسقاطات قبلية جرت العادة أن يتم استنساخها في الأبحاث الميدانية الأخيرة التي فقدت قيمتها العلمية و البحثية نتيجة غياب المتن السوسيولوجي الحقيقي، بل أخذت مسارا مغايرا نتج عنه الإمساك بالتوازنات و الأهم من ذلك الإمساك بتلابيب الموضوعية.

و إذا جاز لنا أن نعرف الكتاب أو نلخصه، فهم كتاب يشرح للآخر حراك الريف2016 معتمدا على فكرة رئيسية مفادها أن الحراك لم يبدأ من هذا التاريخ، بل هو قديم قدم تاريخ أحداث المنطقة التي بدأت منذ نهاية القرن 19. فهو كتاب و بحث هدفه الأول تفكيك الحراك لغير أهل الحراك و المنطقة عموما. و هو ما يجعل منه قيمة مضافة على مستوى الفهم العميق لمتن الحراك. فالحراك له متن و حاشية ، و ما حدث في 2016 هو مجرد حاشية لمتن قديم اسمه “الريف”. و في المقابل لا يقف الباحث موقف المجاملة إذ ينتقد ما أسماه ب”الأسطرة” التي تحاول أن تتعالى عن الحقائق و تصنع الهالة المبالغ فيها من أجل ممارسة عملية فرار إلى التاريخ و إلى الماضي لمقاومة قساوة الحاضر و قتامته.

سؤالان استوقفاني

السؤال الأول الذي قد يردده البعض و هو: هل يقدم الكتاب حلولا للأزمة التي يعرفها الريف؟

و الجواب في تقديري بناء على قراءتي للكتاب و لما سبقه مما كتبه الأستاذ سعدي عن الريف، أن الكتاب ليس بالتقرير الرسمي حتى يقدم حلولا و اقتراحات. و لكن يقدم ما هو أكبر ألا و هو فهم عميق للبنية و للعقل الريفي الاحتجاجي على وجه التحديد، من أجل مصالحة حقيقية مع التاريخ و الجغرافيا و الإنسان الريفي الحامل لجينات المظلومية الريفية عبر الأجيال، لا مجرد مقاربات سياسية متحركة تتغير بفعل تغير موازين القوى.

السؤال الثاني: هل الكتاب و الموضوع عامة خاص بأهل الريف أم عام لكل المغاربة ؟

و في تقديري حتى لا أحمل الكاتب ما لم يقله، أن الموضوع عام  لكل المغاربة، لأنه يفكك لنا جزء مهم من الشخصية المغربية، ألا و هي الشخصية الريفية التي لم يكتب عنها الكثير، بقدر ما يحكم تصورنا لها أفكار قبلية و كليشيهات غير صحيحة، و من جهة ثانية يمثل حراك الحراك قفزة نوعية فيما أسميه بالحراك المجالي، بعد الحراك الوطني ل 2011. لذا أرى حصر الدراسة في ناس المنطقة هو تضييع لفرصة تاريخية لاكتشاف الذات الجمعية، و الأهم من ذلك تحولات الدينامية الاحتجاجية و العقل الاحتجاجي المجالي و الريفي نموذجا

ر- ش

يوزع الكتاب في النقاط التالية: 

الألفية الثالثة بالرباط ابتداء من اليوم الخميس وتتوفر المكتبة على خدمة إرسال الكتب إلى أي شخص بأية مدينة بالمغرب .

– مكتبة سيف الدين بوجدة في قيسارية القادسية قرب الجامعة قبالة مطعم ومقهى ميستر سميث.

– كشك كريم بوكارابيلا بوجدة في شارع محمد الخامس بجانب مقهى فرنسا (ابتداء من يوم الجمعة صباحا) ..

_ مكتبة الأخوين قرب صيدلية وجدة.

– مكتبة القدس بمدينة بركان.

– مكتبة الطالب بمدينة الناظور (قرب محطة الستيام) – مكتبة الجرموني بمدينة الحسيمة 

– مكتبة بيت الحكمة بتطوان 

– مكتبة الفكر بطنجة 

كما تجدونه في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء : دار النشر سليكي أخوين، ودار بيت الحكمة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.