احتفت مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، الأربعاء بالرباط، بالدفعة العشرين من الفائزين بمنحة التفوق الدراسي “استحقاق”، التي استفاد منها هذه السنة أزيد من 2000 تلميذ شاب.
وتخصص هذه المنحة، التي تبلغ قيمتها 30 ألف درهم وموزعة على ثلاث سنوات دراسية، لحاملي البكالوريا من أبناء منخرطي المؤسسة بعد اجتيازهم البكالوريا بنجاح بميزة “حسن جدا” بشرط أن يكملوا دراستهم الجامعية في المغرب.
وتمثل دفعة 2022 ، التي تضم 62 في المائة من الإناث و 38 في المائة من الذكور ، 51 في المائة من تلاميذ المدارس العمومية و 49 في المائة بمدارس التعليم الخصوصي .
كما أن 70 في المائة من الخريجين حصلوا على البكالوريا في العلوم التجريبية بينما حصل 18 في المائة على البكالوريا في العلوم الرياضية أ و ب.
وفي ما يتعلق بتوجيه الخريجين بعد البكالوريا ، فإن 26 في المائة من التلاميذ تسجلوا بكليات الطب والصيدلة ، و 24 في المائة في الاقسام التحضيرية، و 23 في المائة في مدارس الهندسة ، و 16 في المائة في كليات متعددة التخصصات.
وأشاد وزير التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة، شكيب بنموسى، في كلمة تليت نيابة عنه، بالنتائج التي حصل عليها الفائزون في هذه الدفعة ، والتي تعزز مرتبة المغرب في المباريات العربية والإفريقية والدولية في مجالات العلوم والثقافة والإبداع.
وأضاف الوزير أن الاحتفاء بالتفوق والنبوغ، وتبني ثقافة التميز وتحويلها إلى ثقافة مؤسسية، يأتي تفعيلا للمرجعيات المؤطرة للإصلاح التربوي الشمولي، الذي يطمح إليه الجميع، وفي مقدمتها القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين، الرامي إلى بناء صرح مدرسة مغربية مواطنة ومتجددة ومنصفة ودامجة مفعمة بالحيوية والدينامية، وكذا وفق تناغم تام مع تدابير خارطة طريق إصلاح منظومة التربية والتكوين للفترة 2022-2026، التي تعد ورشا استراتيجيا يروم تحقيق نهضة تربوية، وتندرج في إطار استمرارية مسلسل إصلاح المنظومة التعليمية بالمغرب.
وبحسب بنموسى ، فالمدرسة المغربية قادرة على رفع التحديات بفضل الجهود المشتركة لجميع الشركاء والاطراف الفاعلة ،معتبرا ان النتائج التي تم الحصول عليها تعد ثمرة للعمل الجماعي للمدرسين والإداريين ، بالإضافة إلى جهود الطلبة وتضحيات أسرهم.
وسجل أن خارطة الطريق هذه تهدف إلى تمكن المتعلمين من التعلمات الأساس وتعزيز التفتح والمواطنة وتحقيق إلزامية التعليم، حيث تتمثل في مضاعفة نسبة التلميذات والتلاميذ بالسلك الابتدائي المتحكمين في التعلمات الأساس؛ ومضاعفة نسبة التلاميذ المستفيدين من الأنشطة المدرسية الموازية؛ فضلا عن تقليص الهدر المدرسي بنسبة الثلث من أجل إعطاء دفعة قوية للتعليم الإلزامي.
من جهته، أبرز رئيس مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، يوسف البقالي، الجهود التي يبذلها أولياء أمور التلاميذ والأساتذة الذين أثبتوا مرة أخرى تمكنهم من ترسيخ قيم الجدارة ونشر ثقافة التفوق.
وسجل أنه على غرار منحة استحقاق، انخرطت المؤسسة منذ سنوات في تعزيز جهود تعميم التعليم الأولي في المملكة، إيمانا منها بالدور المحوري لهذا الورش في إعداد أطفالنا على عدة أصعدة.
وانطلاقا من هذه المبادرات، يضيف البقالي، تسعى المؤسسة الى الإسهام في بلورة جملة من المشاريع الريادية للوزارة، تأتي على رأسها “خارطة الطريق 2022-2026″، التي تراهن على تحقيق مدرسة عمومية ذات جودة للجميع.
وشدد رئيس المؤسسة، في كلمته أمام الفائزين الشباب، على أهمية الإصرار والمثابرة والروح الإيجابية كوصفة أكيدة للنجاح، وكلها فضائل وقيم سامية تم لمسها بوضوح، خلال المشاركة المشرفة للمنتخب الوطني الشاب لكرة القدم في نهائيات كأس العالم قطر 2022.
ومنذ 2003 إلى 2022 تم تقديم منحة ” استحقاق” لأزيد من 18.700 طالب وطالبة، يتابعون حاليا دراساتهم الجامعية والمهنية الواعدة في قطاعات حيوية (الصحة ، الهندسة ، الصناعة ، إلخ) بتكلفة مالية تصل إلى حوالي 488 مليون درهم.
وأقيم هذا الحفل في مركز الاستقبال والندوات التابع للمؤسسة ، بحضور شخصيات وفاعلين بقطاعي التعليم والتكوين.