مونديال المغرب..

admin
2023-10-07T17:25:52+02:00
كتاب واراء
admin7 أكتوبر 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة
مونديال المغرب..

بقلم: ياسين لمقدم

      كل الدول تسعى جاهدة للحصول على شرف تنظيم التظاهرات الرياضية العالمية التي تعود عليها بمنافع كثيرة. والمغرب تحصل على أربع مناسبات رياضية مهمة خلال أقل من سبع سنوات قادمة وأهمها احتفالية تنظيم المونديال رفقة إسبانيا والبرتغال في 2030، وقبلها بسنة، سينظم تظاهرتين رياضيتين هامتين سنة 2029 وهما كأس العرب للأندية وبطولة العالم الموسعة للأندية. وقبل ذلك أي في سنة 2025 سيحظى المغرب بشرف تنظيم بطولة أفريقيا للأمم.

      إذن لإنجاح هذه الفرصة على الدولة أن تسعى جاهدة للتخلص من كل مظاهر الفقر والفساد التي تستحوذ على المشهد العام، سواء في الحضائر الكبرى أو المداشر المهمشة. فعيون الإعلام العالمي خلال هذه المدة ستزن كل شيء في المغرب بميزان الذهب وتضعه تحت أدق عدسات المجهر لتظهر به الفوارق المجتمعية البائسة مقارنة مع المصاريف الهائلة التي سيصرفها المغرب لضمان إنجاح التظاهرة ولتسويق صورة المغرب الواعد سياحيا واقتصاديا واجتماعيا. فمن أجل إنجاح أي مشروع كبير لابد من توفير مناخ مجتمعي سليم ومتوازن وليتحقق ذلك في المغرب فالمسؤولون مجبرون على العمل الجاد، من أجل تحقيق عدالة اجتماعية شاملة، هذا أولا. ثم لا بد من إسناد تدبير المشاريع الكبرى إلى المؤسسات الرائدة المهتمة بذلك عبر طرق قانونية سليمة، تراعى فيها شروط الخبرة والإتقان بدل المحاباة والمحسوبية والولاءات المالية والسياسية التي تنتهي بالمشاريع إلى الفشل.

       ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية لابد من إعادة النظر في السياسات المالية الحالية التي تمنح الامتياز للأغنياء بالقدر نفسه الذي تهبط فيه بالطبقة الوسطى وباقي شرائح المجتمع إلى القاع الذي تتفرخ فيه كل مظاهر البؤس الاجتماعي والجرائم والصراعات الطبقية المحتدمة. ثم إنه من الواجب تصحيح المسار السياسي الذي ينخره الفساد بسبب استحواذ فئة غير مؤهلة على ردهاته الموبوءة بكل أنواع الريع والبيع والشراء في الذمم والولاءات والمناصب. وستكون الفرصة مواتية للتخلص من هذا العدد المهول من الأحزاب التي لا تفتح دكاكينها إلا في فترات الانتخابات رغم الدعم الحكومي السخي  الذي تتلقاه من أموال دافعي الضرائب.

     على كل حال، المغرب بلد غني جدا بتنوعه الثقافي والصناعي ومعادنه وبحاره، وإذا سلكت الدولة طرقا سليمة للبناء بمعاول نزيهة فأكيد ستكون كل الطرقات سالكة إلى التتويج بنجاح كل المحافل العالمية، وقبلها، تحصيل وقاية لمجتمع سليم ومتساوي ومتكامل.

——————

*كاتب من المغرب.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.