أحمد عصيد
أحد ذراري “الإخوان” استعمل حديث “الحرب خدعة” لكي يبرر البهلوانيات الثعلبية لحزبه في الحكومة، الحزب الذي يرأس الحكومة ولكنه يريد في نفس الوقت أن يُحسب على المعارضة، يريد أن يتحالف مع أحزاب أخرى لكي يشكل حكومة ولكنه لا يريد أن يحاسب معها على سياسات الحكومة، بل أن تحاسب وحدها، يريد أن يمرر جميع السياسات اللاشعبية حتى يكسب ودّ السلطة ويتقرب إلى مراكز القرار ولكنه لا يريد أن يسجل عليه ذلك، بل يبذل قصارى جهده ليبدو عطوفا على “الشعب”، يريد أن يتظاهر بالحداثة والتسامح والانفتاح والاجتهاد، فيلبس أصحابه ربطة العنق والياقات البيضاء ويستعملون أحدث التقنيات، وفي نفس الوقت يعمل على مناهضة الحريات والمساواة وحقوق الإنسان وكل الأسس القيمية للحداثة باسم الخصوصية الدينية، يريد أن يغتني أصحابه ويملكوا السيارات الفارهة والفيلات الفخمة مقابل خدماتهم، ولكنه في نفس الوقت يريد أن يظهر بمظهر من تغرغر أمعاؤه من الجوع فيقول لها “غرغري أو لا تغرغري”، ويقول للناس إنه لا يتوفر على الأثاث الكافي للمطبخ وأنه لم يستطع لفقره تجهيز صالون للجلوس، يريد أن يتظاهر بأنه لا يقترب من الحقل الديني الذي هو محتكر من قبل “أمير المؤمنين”، ولكنه في نفس الوقت يعمل على اختراق المؤسسات الدينية لعرقلة سياسة الدولة في الشأن الديني وتمرير المعتقدات “الإخوانية” المضادة لالتزامات الدولة، حزب بألف قناع وبألف هوية، لكنه ينادي بـ”الشفافية”، يبتسم لحلفائه ولكنه يعتبرهم علمانيين “كفارا” يستعمل ضدّهم “الخدعة الحلال”، ويمارس خلف ظهورهم كل أنواع الكولسة والخداع والتلصص، ثم يعتقد أنه يكفي أن يستعمل حديثا من البخاري أو آية قرآنية لغسل كل آثامه.
يمثل هذا الحزب عقلية “الإخوان” و”أخلاقهم”، وهي عقلية تقوم على المبدأ الانتهازي “الغاية تبرر الوسيلة”، ثم بعد ذلك كله يعتبر نفسه ـ ويا للوقاحة ! ـ حزبا جاء لـ”تخليق الحياة السياسية”.