يعرف الوضع الصحي بمدينة وجدة خاصة وجهة الشرق عامة شبه انهيار كلي، من جراء جائحة كورونا و التدبير المرتجل لها، على المستوى المحلي. فمنذ أكثر من شهرين تسجل المدينة معدلا يناهز 300 اصابة يوميا، ناهيك عن عدد الوفيات التي تعرف تصاعدا صادما كما يضم مستشفى الفارابي العديد من الحالات الحرجة. ينضاف لذلك استنزاف الطاقات البشرية العاملة في القطاع الصحي مند شهر مارس الأخير في ظل شروط عمل خطيرة وغير ملائمة.
في هذا الظرف الصحي الخطير الذي تعيشه المدينة والذي أودى، حتى الان، بحياة العشرات من المواطنات والمواطنين ، وما يميّز هذه المحطّة الحرجة، أنّ التوجّه الرسمي الموجه للوجديين ، انفرد في بداية الأمر بالتطمين وتمرير خطاب التحكّم في مفاصل الوباء، لكن الواقع كان غير ما كان يشتهي تمريره من بيدهم القرار المحلّي، حيث انفجر الوضع بمئات الإصابات وعشرات الوفيات، من جراء عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية الضرورية وتوالت معه الأخطاء التدبيرية الفادحة، والتغييب الممنهج للمقاربات التشاركية مع نخب وأطر وكفاءات المدينة، لنصل اليوم لازمة سمتها البارزة: مواطنون لا يتم توفير لهم اختبارات الفحص والأدوية كالفيتامين سي والزنك وأجهزة التنفس، وتكفّل بالمرضى دون المستوى الإنساني المطلوب، مما جعل هؤلاء يواجهون مصيرهم وحيدون ويصلون للمستشفيات في حالة حرجة من المرض أو بعد فوات الأوان.
أمام هذا الوضع المأساوي، فإن الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة، وإيمانا بما يمليه عليه حسّه الوطني، ونبله الإنساني وضميره المهني، وحتى لا يبوء بإثم الساكت عن الحقّ، أمام ما يقع من مجزرة وبائية وانفلات خطير ، يدعو الى ما يلي:
– إطلاق برنامج استعجالي حكومي من أجل وقف شبح الموت الذي أصبح يترصّد كلّ مواطني هذا الربوع، من جراء نقص الموارد المادية والبشرية واللوجيستية.
– تعبئة جميع الفئات الطبية بالقطاع العام والخاص والطب العسكري بما في ذلك احداث مستشفى ميداني بشكل عاجل، لإستقطاب مئات المرضى الذين أصبحوا يشكّلون قنابل وبائية قابلة للإنفجار في كل وقت وحين.
– تجهيز مستوصفات القرب بما يكفي من الموارد المادية والبشرية، ووضع عدد كافي من المصحات الاستشفائية الخاصة تحت رهن إشارة القطاع العام بالمجان من أجل تحسين شروط استقبال والتكفل بالمرضى ومخالطين.
– تقديم الدعم المادي والمعنوي الفوري والتحفيز الوافر للأطر الصحية المحاربة لوباء كوفيد 19 بالمدينة والجهة.
– اعمال آلية المقاربة التشاركية، من خلال الانفتاح على نخب وأطر وفعاليات المدينة، لبلورة رؤى محكمة تراعي ابداع الحلول وانتاج المبادرات، خاصّة بعدما تأكد استفراد من بيدهم القرار المحلي باستصدار قرارات عشوائية وغير حكيمة ستكون لها انعكاسات وتداعيات واضرار وخيمة وأكثر سلبية، إن لم تتظافر الجهود الإجابية لتصحيحها وتقويمها.
– دعوتنا للساكنة الوجدية لتكثيف التعبئة من خلال احترام جميع الاحترازات الصحية الضرورية لتطويق نزيف الوباء.
ومن الناحية المهنية، تُسجّل النقابة، تقاعسا للمصالح الولائية و للمدير الجهوي لوزارة الصحة، في التواصل مع الفاعلين الإعلاميين، مما فرض توجّها احاديا وفوقيا في تمرير ما تستسيغه هذه الأطراف من أخبار وأرقام خاصّة بالجائحة، بعيدا عن إعمال آلية التواصل المباشر مع نساء ورجال الصحافة من خلال ندوات صحافية – ولو عن بُعد – لتفعيل آلية ا لمساءلة والمطارحة وتبادل المعطيات وفق ما تقتضيه الشروط المهنية الصرفة..
كما يؤكد الفرع في الأخير حرصه على التزام الصحافيات والصحافيين بقواعد المهنة وتقيّدهم بشروط السلامة الصحية وتوفير المناخ المناسب لممارسة مهامهم، مع استعداده للتصدي بشراسة لكل ما من شأنه المس بكرامة الزملاء وتجاهل حقّهم في الحصول على المعلومة..
وجدة في 07 نونبر 2020
مصطفي قشنني الكاتب العام للفرع الجهوي
للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة