عبد اللطيف مجدوب
أسئلة حارقة
يبدو؛ من خلال سلسلة البلاغات والتصريحات المتهافتة؛ التي دأبت وزارة الصحة على إصدارها إلى المواطنين، بين الحين والآخر؛ “بإلزامية” حملهم لجواز المرور؛ في تنقلاتهم وارتفاقاتهم الإدارية.. أن هناك بلبلة وسوء تدبير لملف “جرعات اللقاحات”، وشحن بال المواطنين بأسئلة حارقة؛ مثل مدى فعالية جرعات لقاح كورونا في المساهمة في الوصول إلى تحقيق “مناعة جماعية”، وجرعاتها الكافية بين الأولى والثانية والثالثة، وربما أكثر؟!
وآخر ما جادت به قريحة السلطات الصحية عندنا؛ وفي بلاغات وتصريحات فضفاضة؛ عدم السماح للمواطنين بالتنقل وقضاء مآربهم الإدارية، إلا إذا كانوا حاملين لبطاقة “الجواز”، ثم أعقبته ببلاغ مدهش وحصري؛ دعت فيه فئة “الجرعتين” إلى الإسراع بتلقي الجرعة الثالثة، وحصرت جوازهم الحالي في خانة “المؤقت” إذا لم يتم تعزيز أصحابها بالجرعة الثالثة، حتى يكون ساري المفعول؛ وبمعنى ضمني؛ فإن المواطن المقدم على الجرعة الأولى عليه انتظار قرابة الثلاثة أشهر إلى حين استكمال الجرعات الثلاث، حتى يحرز على “الجواز الرسمي”، الذي يخول له “قانونيا وبصفة نهائية” حرية التنقل والارتفاق الإداري، وبمعنى آخر أكثر غرابة؛ أصبح المواطنون حاليا؛ بمن فيهم أصحاب الجرعتين؛ “مجبرين” على تلقي الجرعة الثالثة حتى يكونوا في وضعية صحية قانونية، تخول لهم حمل “الجواز الرسمي” الذي سيعوض المؤقت، أشبه برخصة السياقة البيضاء “المؤقتة” التي يتم تعويضها “برخصة السياقة الرسمية!
المناخ العالمي لجواز اللقاح
نلاحظ؛ وبشكل عام؛ أن الإحصائيات العامة للتلقيح في العديد من الدول الأوروبية… قاربت نسبة %65، وعلى الرغم من ذلك، نشاهد -على سبيل المثال- الملاعب الرياضية بأوساطها غاصة بالجماهير، حيث أن الإجراءات الاحترازية؛ كالتباعد وارتداء الكمامات.. بالكاد منعدمة، فهل يعني أن هذه الجماهير كلها حاملة لجواز التلقيح، أم أنهم وصلوا إلى تحقيق “المناعة الجماعية”؟، ويلاحظ أيضا؛ وفي السياق ذاته؛ أن الصبغة الإجبارية للإدلاء بجواز التلقيح لديهم هناك تكاد تكون محصورة في ولوج أماكن معينة، ومع كل هذا الانفتاح في معانقة الحياة بشكل طبيعي؛ فما زالت المنظمات الحقوقية تواصل نضالاتها وتحركاتها على أكثر من صعيد لسحب كل إجراء “إلزامي” وإجباري؛ يحمل المواطنين على الرضوخ لسياسة السلطات الصحية والدعوة الفجة إلى التعامل معهم بانتقائية شبيهة بالنظام العرقي: مواطن حامل للجواز بمثابة مواطن كامل المواطنة، ومواطن مستفيد بجرعة واحدة بمثابة مواطن ناقص المواطنة، أو مواطن له أعذاره الصحية، ولم يتناول أية جرعة، فهو بمثابة (مواطن دخيل)!
تقديم توضيحات على المباشر
على السلطات الصحية، ودفعا لكل الملابسات والتأويلات المغرضة أمام التلقيح وجوازه؛ انتداب ممثلين عنها لتقديم توضيحات شافية بشأن مواضيع جرعات اللقاحات، وتعزيز المناعة الجماعية، والرفع التدريجي من الإجراءات الحمائية، مع الحرص على عدم المس بالحقوق والحريات العامة في السفر والتنقل وقضاء الأغراض الإداري.