الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : العقل الاصطناعي بين الذكاء والبلادة والتحفظ!

admin
كتاب واراء
admin5 أبريل 2023آخر تحديث : منذ سنتين
الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : العقل الاصطناعي بين الذكاء والبلادة والتحفظ!

عبد اللطيف مجدوب

(CH GPT)هو ما يعني “الذكاء الاصطناعي”، قام بتطويره ((OpenAl وتم تنزيله في الأسواق في نونبر 2022 وبنسخ gpt 3.5؛ gpt 4 ويشمل تطبيقات بنماذج لغوية واسعة.

ظهر في الآونة الأخيرة وقبل سنة بالتقريب؛ وحش معلوماتي Informational Monster يزعم مطوره أن له مقدرة capacity خارقة؛ يستطيع الإجابة على كل “الأسئلة” أو بالأحرى كل التحديات المعلوماتية التي تعترض الإنسان في كل مناحي الحياة؛ مهما كانت خصوصياتها؛ أدبية وعلمية وفنية وتقنية واستشرافية، وقادر؛ في آن واحد؛ أن يمد سائله بخطاطات وبرامج ومنهجيات تخص موضوعا معينا، حتى ولو كان عبارة عن “أطروحة” جامعية في تخصص دقيق!

يشتغل هذا المارد المعلوماتي بمؤهلات قادرة على أن تغوص في بحار معلوماتية “Informational seas”، ليمدك بالمعلومة التي تسأل عنها، وباللغة التي أنت راغب فيها. وفضلا عن كل هذه القدرات الخارقة، يتوفر على خاصية “الاستفادة” في ما إذا كان السائل راغبا في الاستزادة من كمّ المعلومات.

أحيانا يتحول إلى بليد اصطناعي!

في خطوة استكشافية لأسس وقواعد والمناهج التي قام عليها العقل الذكيGPT، قمت باقتناء تطبيقين أو بالأحرى “ذكيين اصطناعيين”، سألت الأول عن اسمي “عبد اللطيف مجدوب” من يكون صاحبه، فأجابني، جوابا متنكرا لهويتي الحقيقية بأنه “ناشط سياسي تونسي، وعضو مناضل في عدة..”، لكن الثاني أجابني “إنها أسئلة شخصية، ومهما أجبت عنها فقد تحتمل الصواب والخطأ.. وأنا لا أزعم بأني أعرف كل شيء”، سألته ثانية عن “مدينة الرباط بالأمازيغية”، أجابني: “الرباط بالأمازيغية تعني (أݣادير) وهو القصر..”، سألته عن المسافة التي تفصل بين الرباط وفاس؟ أجابني خطأ 168 كلم…، سألته عن الوجبة الغذائية المقترحة في فطور الصائم، فأجابني باستفاضة كبيرة مقترحا عدة عناصر غذائية، شق علي الاستماع إليها كاملة، سألت الثاني “ترجم إلى الأمازيغية الجملة التالية “شهر رمضان في المغرب كريم” فكان جوابه “ⴽⴷⵔ ⵔⴰⵎⴷⴰⵏ ⴽⵔⵉⵎ ⵏ ⵍⵎⴰⵏⴱⴰⵔ”.

هل سيضمحل العقل البشري؟!

أمام هذه الطفرة المعلوماتية الهائلة التي تتسيد المشهد الإعلامي، والتي يعتبر “الذكاء الاصطناعي” أبرز ظواهره، يطرح السؤال البليد/الذكي حول ما إذا كان العقل البشري سيضمحل دوره أمام “تغول وهيمنة” العقل الذكي الاصطناعي؟! على الرغم من أن أي تطور تقني حركي معلوماتي لا بد له من “خلية” بشرية؛ أشرفت على إيجادها وبرمجتها، لكن يقع أو بالأحرى أن يكون من قبيل المحتمل أن يجد العقل البشري نفسه يوما عاجزا عن تركيب برنامج/برمجة؛ تمتد سعته إلى مئات المليارات من البيانات “big data”، فقد تكلفه زمنا يمتد إلى أشهر، لكن إذا هو وظف “الذكاء الاصطناعي” فقد يعده له في ساعات معدودات، بما يعني أن طاقته “الخرافية” قادرة على معالجة البيانات في زمن قياسي، وهنا تكمن خطورة الذكاء الاصطناعي في أن يورط “العقل البشري” في نتائج كارثية لا تحمد عقباها، لأسباب قد لا يستطيع العقل البشري نفسه الإحاطة بها، وفي مقدمتها الأخطاء التقنية والفيروسات المعلوماتية، ربما في الغد القريب، إذا سلم الإنسان مقاليد التفكير للإنسان الروبو فسنشهد عالما آخر يصعب فيه التمييز بين إنسان بشري حقيقي بالدماء والعظام وبين إنسان روبوت آلي بالأسلاك والألياف الكهربائة/النووية!

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.