الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب:مجازر إبادة تتحدى القوانين والمواثيق!

admin
كتاب واراء
admin24 نوفمبر 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة
الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب:مجازر إبادة تتحدى القوانين والمواثيق!

عبد اللطيف مجدوب

غزة مقبرة القوانين

على مدى قرابة ستة أسابيع من بدء الحرب على قطاع غزة عاين العالم أجمع، وبكثير من الألم والذهول، مدى وحشية الآلة العسكرية الإسرائيلية، وهي تمعن في حصد آلاف الأرواح من المدنيين، جلهم من الأطفال والنساء، على مرأى ومسمع كل مكونات المجتمع الدولي، غير مكترثة ولا عابئة بكل الصرخات والنداءات الإنسانية بإيقاف صواريخها وقنابلها على رؤوس سكان غزة، حتى ولو لبضع ساعات لفسح المجال أمام دخول المواد الإغاثية!.

وبدت للعالم النوايا الحقيقية لهذه الطاحونة العسكرية العمياء، ومن ورائها “مجلس الحرب” الإسرائيلي حينما عارض بشدة دخول الماء والغذاء والدواء؛ ولتتكشف صورته في بشاعة غير مسبوقة، عمد إلى تطويق كل المستشفيات وجعل نزلائها، من المرضى واللاجئين، هدفا له، سواء بالقتل المباشر أو نزع شرايين الحياة عنهم!.

تزييف الحقائق بأساليب بشعة

ولما تناقلت بعض القنوات الفضائية صور الأهوال والدمار والفتك بالمدنيين واقتحامات المستشفيات وردود الفعل الدولية والشعبية، عمدت الحكومة الإسرائيلية إلى شن حرب إعلامية مسعورة وغير مسبوقة، ذات اتجاهين؛ اتجاه طرد المراسلين واستهدافهم بالقرب من النقاط الساخنة، ثم اتجاه ثان بفبركة واختلاق روايات تتوافق مع حصارها للمستشفيات، بدعاوى كاذبة بأنها مراكز عملياتية؛ تتخذها حركة حماس أذرعا بشرية لها في مقاومتها، والعمل على تسويقها (الروايات) لغرف الأخبار في قنوات الإعلام الغربي، الذي يتنفس حالياً برئة مزدوجة مريضة، فلا هو أحياناً منصاع للأطروحة الإسرائيلية، ولا هو قادر على تبني لغة الواقع الميداني لما يجري في غزة من إبادة جماعية؛ وهذا يعكس في الواقع الميداني نوايا لمقدمة ارتكاب مجازر داخل المستشفيات الأبشع صورا، ولإخلائها أولاً ثم اتخاذها مقار عسكرية لها.

ملف الرهائن بات تحت القصف !

من خلال الربط بين صور القصف والتدمير والتقتيل التي تعرض لها القطاع منذ السابع من أكتوبر حتى الآن، لمدة تقارب ستة أسابيع، لا يبدو أن للآلة العسكرية الجهنمية الإسرائيلية هدف مركزي للتعامل مع ملف الرهائن، إذ أخذ في الأيام الأخيرة يتوارى تحت طائلة الخسائر التي توقعها القسام في الجانب الإسرائيلي، وكأن لسان حالها يقول: “كيف لي أن أفاوض عدوا اقتطع مني أرواحا تعد بالمئات على “رهائن/مخطوفين”؟ كيف لي أن أقابل بين جثث ما يفوق الألف مع مائتين إلى ثلاثمائة من الرهائن، فليكن مصيرهم مصير القتلى… وإسرائيل فوق كل الحسابات، مهما تعالت أصوات احتجاجات الشارع الإسرائيلي وأسر المحتجزين والضحايا…”، هذه هي عقيدتهم.

الشعوب ومفتاح وقف المجزرة

إن أكبر ما تخشاه آلة القتل الهمجية في إسرائيل تنامي وتعاظم أصوات الاستنكار والتنديد والضغط من قبل المجتمع الدولي، متجسدا في مؤسساته ومنظماته، وعلى رأسها الشعوب التي هي بمثابة رأس الحربة في اتجاه الوقف الفوري للحرب على غزة، أو على الأقل تحويلها إلى هدن إنسانية قابلة للتمديد، وإلا خرجت آلة القتل عن السيطرة، وذهبت إلى توسيع رقعتها، وعلى جبهات عديدة؛ ما يشي، في نهاية المطاف، بملامح أولية من “تدويل حرب غزة”، لاسيما إذا ما دخلت إيران على الخط الحربي الساخن.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.