Notice: Undefined index: HTTP_ACCEPT in /home1/respress/public_html/wp-content/plugins/any-mobile-theme-switcher/any-mobile-theme-switcher.php on line 117
اليقظة الأمنية المغربية تطلق فعاليتها ضد "الذئاب المنفردة".. - رسبريس - Respress

اليقظة الأمنية المغربية تطلق فعاليتها ضد “الذئاب المنفردة”..

admin
كتاب واراء
admin24 فبراير 2025آخر تحديث : منذ أسبوعين
اليقظة الأمنية المغربية تطلق فعاليتها ضد “الذئاب المنفردة”..

الجهاز الأمني المغربي المختص في مكافحة الإرهاب تمكن من تجنيب المغرب خطر تهديد إرهابي كان قيد التشكّل ضد أمن المغرب وسلامة مواطنيه.

“المكتب المركزي للأبحاث القضائية” أعلن في بلاغ له صباح الأربعاء الماضي عن اعتقال اثني عشر فردا، في عدة مدن مغربية، من بينها طنجة في الشمال والعيون في الصحراء المغربية، مشتبهين بالتحضير لأعمال إرهابية ضد قوات الأمن وضد مؤسسات عمومية حساسة. وهي العملية الأمنية الأضخم والأخطر خلال هذه السنوات القليلة الماضية.

التحريات الاستخبارية التمهيدية للعملية الأمنية الواسعة، كشفت عن تأطير قيادي من “داعش” في منطقة الساحل الأفريقية، لأفراد المجموعة المعتقلة، بدءا باستقطابهم، وتوجيههم وتمويلهم، وصولا إلى إعدادهم للقيام بعمليات إجرامية إرهابية دموية ومدوية. وقد توصّلت عمليات تفتيش بيوت المعتقلين إلى إثباتات للتحضيرات الإرهابية، من بينها مبالغ مالية بالدولار الأميركي وإعداد مواد ناسفة وأسلحة نارية وسكاكين بأحجام مختلفة، فضلا عن خرائط ومواد رقمية تُرشد لإعداد المتفجرات.

ما كان يُحضّر له من عمليات إرهابية ضد المغرب خطير وضخم، وكان قد وصل إلى المراحل الأخيرة من الإعداد، وفي عدة مدن وضواحي مدن من شمال إلى جنوب المملكة مرورا بالدار البيضاء، كبرى مدن المغرب، وفاس المدينة العريقة والسياحية. كان يُعدّ للمغرب سلسلة تفجيرات وعمليات قتل تهدف، فضلا عن إحداث ضحايا وخسائر مادية جسيمة، إلى توليد حالة رعب وفزع في كل المغرب، تُسمّم نفسيات المغاربة وترجّ سكينتهم.

النّباهة الأمنية المغربية استبقت التآمر الإرهابي على المغرب، وفكّكته وأبطلت نواسفه. وهي النباهة، اليقظة بمفعول الخبرة العملية، المصقولة بالنّفس الوطني الحارّ الذي يسري فيها. نساء ورجال الأجهزة الأمنية وجدوا أنفسهم في الجبهة الأمامية للتصدّي لما يُوجّه للمغرب من تهديدات لأمنه واستقراره. وهم اليوم في أعلى درجات الجاهزية المهنية والمعنوية لإنجاز مثل ما حدث من اقتحام الأروقة السرّية للتآمر الإرهابي، على مدى زمن طويل وفي مدن متعددة ومتباعِدة. وعلى نمط ما حققوه سابقا ومرارا من اجتثاث للشر الإرهابي من أوكار تشكّله.

التلوّث الإرهابي في منطقة الساحل الصحراوي الأفريقي رصده المغرب منذ تسعينات القرن الماضي، ونبّه القريب والبعيد إلى أخطاره على كل دول المنطقة. للأسف قيادة الجزائر، رغم أن الجزائر خبرت شراسة العنف الإرهابي، رعَت في مخيمات تندوف التي تديرها جبهة بوليساريو عصابات إرهابية انفصالية لتوظيفها في تأمين نفوذها في ما تعتبره مجالها الإستراتيجي الحيوي، بخاصة تُجاه النيجر ومالي. وقد ثارت مالي في وجه الجزائر، مؤخرًا، لانحشارها في صراعاتها الداخلية. فضلا عن أن إدارة المخابرات الجزائرية، بسبب وجود عصابة بوليساريو الانفصالية على تماس مع المنطقة، أنتجت لها “حاجات” في الإمساك بخيوط التفاعلات الإرهابية هناك. للأسف، حسابات المخابرات الجزائرية، ليست فيها المصلحة الوطنية، فيها فقط رهاناتها الخاطئة للإضرار بالمغرب، حتى ورهاناتها تلك لن تضر إلا بالجزائر، ما دامت للجماعات الإرهابية تكتيكاتها الخاصة، والتي لا تضيّع هدفها مراعاة لمصالحها، قبل وبعد “انقيادها” في خدمة مناولة لغيرها.

“داعش منطقة الساحل الأفريقي” يبدو أن انشغالها بات مركّزا على المغرب، من خلال هذا المخطط الإرهابي، الواسع والخطير، الذي فكّكته الأجهزة الأمنية المغربية، ومن خلال ما سبقه من محاولات، تكوين عصابات، “ذئاب منفردة”، محدودة وأسرية، أوقفتها التدخلات الأمنية، قبل أسابيع وأشهر قليلة مضت. والمخطط الأخير كان على مستوى متقدم من الإعداد لإطلاق شره. ما يعني أن داعش يتحرك بما هو أكبر من طاقته وبما هو أبعد من أهدافه، يؤدي خدمة لغيره.

مـحجوزات المعتقلين ليس فيها ما يدُلّ على توجه سياسي أو ديني لهم. فيها فقط بيعتهم لداعش وولاؤهم له. باستقطابهم، تم شحنهم بالحقد على بلدهم وعلى شعبهم. هم مرتزقة في أجندة محاولة الإضرار بالمغرب، غير دارين بها وهي أعلى من إدراكهم. هم منخرطون في تصعيد استهداف المغرب، بتسارع وتيرته وبتوسيع عدد المشاركين فيه والرفع من نوعية أدواته.

المبادرة الملكية تجاه منطقة الساحل الأطلسي الأفريقي، لوحدها، بأبعادها وبتداعياتها على منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، من شأنها أن تُزعج كل من ليست له مصلحة في فتح جسر لتلك المنطقة مع التقدم ومع مستقبل مزهر، مناقض لحاضرها الملتهب. تلك المبادرة، لأنها مدخل تنموي نوعي في المنطقة، تحفزها على التعاون بين دولها وتضامنها من أجل الاستثمار المشترك في ممكناتها الطبيعية والبشرية، تشكل المضاد الحيوي لكل الحركات والعصابات الشاذة، سواء الانفصالية منها أو الإرهابية أو مجرد الإجرامية. مضاد حيوي يبدّدها لتجرفها الكاسحة التنموية إلى خارج الجغرافيا بعد شذوذها عن التاريخ.

في المستوى الإستراتيجي يقدم المغرب مدخلا لوحدة المجهود الأفريقي في النهوض بتطلّعات التنمية الأفريقية، بينما لا يفعل التآمر الانفصالي والإرهابي إلا في تعفّن الأوضاع السياسية والاجتماعية في المنطقة، مجتمعة وفي عدة أقطار منها منفردة. موضوعيا، اليوم، المغرب هو العدو الرئيس لذلك التآمر الانفصالي والإرهابي، ويزيد من سعار ذلك التآمر هذه الاندفاعات الدبلوماسية للمغرب في الانتصار لحقه الوحدوي وفي مكانته الدولية، وطبعا، كيف لا يغضب معاديه لما يُراكمه من تطوير لممكناته الاقتصادية ولجرأته في التعاطي مع التحديات الاجتماعية.

أمام المغرب مسالك التقدم مفتوحة وعليه أنياب العداوة مكشّرة.

ما فككته اليقظة الأمنية والاستخباراتية المغربية من مخطط إرهابي، كان في الخطوات الأخيرة قبل إطلاق عدوانه على المغرب، هو مؤشر على خطورة التحديات التي على المغرب بكل قواه وكل فعالياته مواجهتها. أمنيا، التصدّي في حالة استنفار، ويقظة فعّالة ومستمرة. سياسيا وثقافيا، المطلوب أن تنغرس تلك التحديات ومتطلبات مواجهتها في الوعي والممارسة لأدوات الفعل السياسي والثقافي، بنوعية أفعل مما هي عليه اليوم، رغم أن ما هي عليه اليوم، في مستوى عال من المسؤولية الوطنية.

طالع السعود الأطلسي

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.