Notice: Undefined index: HTTP_ACCEPT in /home1/respress/public_html/wp-content/plugins/any-mobile-theme-switcher/any-mobile-theme-switcher.php on line 117
هم يرددون بإسقاط حافلات الذل والدونية.. وإدارة الشركة تعزف على أوتار استفزازي "وا المعطي رقع البرّاكة ورَكَّب المسمار". - رسبريس - Respress

هم يرددون بإسقاط حافلات الذل والدونية.. وإدارة الشركة تعزف على أوتار استفزازي “وا المعطي رقع البرّاكة ورَكَّب المسمار”.

admin
2025-02-26T19:04:06+01:00
كتاب واراء
admin26 فبراير 2025آخر تحديث : منذ أسبوعين
هم يرددون بإسقاط حافلات الذل والدونية.. وإدارة الشركة تعزف على أوتار استفزازي “وا المعطي رقع البرّاكة ورَكَّب المسمار”.
  • حياة جبروني

رغم الانتماء إلى نفس الوطن، إلا أننا نعيش عالمين مختلفين متباينين. عالم آية في التحضر، فائق السرعة في التطور والتقدم الاجتماعي والاقتصادي: استثمارات، شركات كبرى عملاقة لصناعة وتجهيز أرضية اقتصادية جديدة في مختلف القطاعات، تعليم، صحة، سياحة، رياضة… ناهيك عن توفير العديد من الوظائف لتحقيق رفاهية الحياة.

وفي المقابل، عالم منسي في ذيل التحضر. يغيب فيه الفعل السياسي والحكومي بغياب مسؤوليها ونخبها المحلية والجهوية.

عالم مشلول غير نافع، فُرض عليه واقع الفاقة والعوز يتخبط في أزمات خانقة، يعيش تمييزا حضاريا ومجاليا واقتصاديا وفقرا مدقعا… وهن عظمه وعظُمت علّته. برامج ومشاريع ورؤى مستقبلية… تُغتال على عتبات القيادات المحلية والجهوية والمجالس المنتخبة.. كلها عوامل كانت كفيلة في إزاحة عالمنا للهامش وتحويله إلى فضاء لا مرئي، مسحوق شاخ واهترأ وبدا عليه ندوب الإهمال والبؤس والعطالة. يعيش على وقْعِ ماضيه الجميل الذي لا يعود، ويتوجس من مستقبله المجهول الذي لا يفيد.

ولعل حرمان الجهة من حقها في أسطول جديد محترم بدل “الطنز العكري” واستغباء الساكنة بحلول ترقيعية لحافلات ظهرت على حقيقتها منذ الوهلة الأولى منذ شروعها في العمل، بعد أن عجزت مستحضرات التجميل والتحايل والتضليل عن إخفاء العيوب والعلل والأعطاب والشيخوخة، وغيرها من التقنيات التي تعيد الشباب والنضارة. لكن يقول المثل: “لا يُصلح العطار ما أفسد الدهر”. أكبر دليل على الاستخفاف بالمدينة الألفية وبسكانها وتاريخها وعراقتها. فبدل البحث عن حلول حقيقية تليق بمدينة زيري بن عطية، يُصر أعداء الرقي والتحضر على تكريس ثقافة الدونية والترقيع. شعارها “وا المعطي رقع البرّاكة وركب المسمار”.

 فاستمرار معاناة المواطنين من ضعف خدمات الأسطول المهترئ والنقص الحاد في عدد الحافلات وتأخرها عن مواعيدها وما يلحقهم من تعسف وسادية بشكل مسترسل، ناهيك عن اختلالات فيما يتعلق بالحقوق القانونية للعمال… كان ولازال وسيظل إذا لم يتم إعفاء إدارة الشركة من خدماتها الناقصة المرفوضة جملة وتفصيلا. وفتح باب المنافسة الشريفة والنزيهة هذه المرة لشركات ذات عروض مغرية وحديثة تحفظ كرامة المواطن وتضمن حقوق العمال. أما مسألة الحلول الترقيعية،  فوجدة كلها رقع ولم يعد أي مجال لإضافة رقعة أخرى.

يحدث كل هذا في عالمنا الذي لم يجد من يدافع عنه وعن مكتسباته وتاريخه وجماليته وحقه في حياة كريمة. برلمانيون ومنتخبون يغطون في سبات عميق كأصحاب الكهف، وأجور سمينة وامتيازات لا تعد ولا تحصى وثراء فاحش… وساكنة تتجرع الحرمان والأسى وتُسقى من عين الضيق والحسرة والألم في صمت. ليس لهم لا ظهر ولا سند.

وضع مأساوي حزين أثار استنكار بعض النواب البرلمانيين خارج المدينة، لم يشربوا من ماء سيدي يحي ولم يلعبوا في أزقة وشوارع المدينة وحديقة للا عائشة ومتحف لالا مريم ولم يلجوا باب سيدي عبد الوهاب وسوق الفلاح وغيرها من الماثر والمتاجر والأسواق التاريخية التي شهدت العزة والعظمة والتألق والتي تشهد الآن التنكر والعقوق….. لكن “كْلاهُمْ قلبهم” ولم يستطيعوا تحمل المنكر الذي تتعرض له الساكنة بسبب تعنت إدارة موبيليس، فنددوا داخل قبة البرلمان بإيقاف الحيف الممنهج على وجدة وساءلوا وزير الداخلية عن تجاوزات الشركة وربط المسؤولية بالمحاسبة. حفاظا على نظارة ومكتسبات الألفية العريقة. أما نواب الجهة، في نوم عميق على شاكلة أهل الكهف. حتى إذا طلعت على أحدهم الشمس، نهض من سباته وجمع رفاته وخطب في أمته، ليس دعما لحقوقهم المشروعة، بل لمحاولة إسكاتهم وصرفهم عن المطالبة بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية… قائلا: “باراكا ما طيحو بجهتنا ومدينتنا… كفى من السلبيات… 30 سنة واحنا ماكان والوا  كيهربو المستثمرين … ويضيف كالي شارب وتقول ماكان والو… !!!”. النائب الذي “سكت ألفا ونطق خلفا” يجر خلفه ملف يتعلق بالفساد المالي وتبديد أموال عمومية ما زال في طور التقاضي، ينصح وهو ليس أهلا لذلك، المواطن المغلوب على أمره أن يكون إيجابيا ومتفائلا ويبتعد عن السلبية. حيث حسب قوله المستثمرين يهربون من أرض تكثر فيها السلبية و التعبيرعن المشاكل الحياتية. كالفقر، انعدام فرص الشغل، و الضياع حتى أصبحنا نسمع كثيرا بالمنطقة المنكوبة تحتل المراتب المتقدمة في انسداد الأفق والهجرة زرافات ووحدانا إلى المجهول.

 إذن المواطن حسب رأيه هو من يتحمل مسؤولية أزمة المدينة وهو المسؤول عن قلة أو انعدام الاستثمارات. لأنه يفتقر للطاقة الإيجابية. فسبب التأخر من منظوره الفلسفي هو انعدام الطاقة الإيجابية وأنه غير حامد ولا شاكر لنعمة الأكل والشرب. فشباب عالمنا، عليه أن يعيش في معزل عن الطموح أو حتى التفكير في  تحسين ظروفه أو الحق في أن يحلم بغد أفضل… بل عليه أن يقتدي بالخرفان يشرب الما وياكل التبن.

نقول للسيد النائب ومن على شاكلته، نحن لا نريد نصائح ولا حلول ترقيعية ولا “درك الشمس بالغربال”… نحن نرفض كل التعابير السلبية وكل الخطوات الورائية وكل الحلول الترقيعية. بل نريد حلولا حقيقية فاعلة مع تفعيل مبادئ الرقابة والشفافية والمحاسبة.

وفي هذا المقام، أستحضرسياق بعض ما جاء في خطاب جلالة الملكالتيتجسد عنايته المولوية السامية بهذه المنطقة المنكوبة بإعطاء الأولوية لمشاريع واستثمارات تنموية لتأهيل منطقة تتواجد على التماس حدودي مع الجزائر .حيث أكد جلالته على جهوية متقدمة تمزج بين ما هو اقتصادي واجتماعي وفلاحي وبيئي وثقافي ورياضي والعمل على تقوية البنيات التحتية وخدمات القرب…

كما أكد ملك البلاد، أنه على كافة الفاعلين لا سيما المنتخبين، التحلي بروح المسؤولية العالية، وترجيح العمل الجماعي الهادف إلى جعل خدمة المواطن أولوية الأولويات”. لكن للأسف هناك من يريدها أولوية المنسيات.

 ولا يفوتني أن أذكر السادة المسؤولين من مختلف موقعهم وفي إطار الجهوية الموسعة المتقدمة قول جلالة  الملك: “…ذلك أن المغاربة لا يريدون مؤسسات جهوية حبرا على ورق.” وسطروا لي مزيان على حبر على ورق وركزوا عليها. ثم يواصل “..وإنما يتطلعون لجهات فاعلة تتجاوب مع انشغالاتهم الملحة وتساهم في تحسين معيشهم اليومي”.  “وعلامن تقرا زابورك يا داوود ” . ولا حرف تم تفعيله وتطبيقه مع كل أسف. فهناك من يسير ضد التيار وضد التوجه المولوي ويريدها جهة متأخرة عديمة، عش للمخالفين والمتجاوزين والمغضوب عليهم.   

انتهى الكلام

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.