الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : لا استغلال لشيمة الصبر لدى المغاربة!..

admin
كتاب واراء
admin3 مارس 2022آخر تحديث : منذ 3 سنوات
الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : لا استغلال لشيمة الصبر لدى المغاربة!..

عبد اللطيف مجدوب

يبدو أن المغربي الأصيل ؛ ومنذ القدم ؛ قد جبل على شيمة الصبر على المكاره فأورثه أجداده كيف يركب الصعاب والأهوال وينجو منها ، كما غرسوا فيه شيمة الإباء وعزة النفس والذود عن الحياض ، علاوة على القيم الدينية السمحة التي نشرها الإسلام في ربوع هذه البلاد ؛ والتي من بينها الصبر والأناة “وانتظار الفرج” ، ولعل الحمدلة (الحمد لله) وحملها بين شفتيه كل وقت وحين لهي دلالة قطعية على عمق خصلة التجلد والصبر لديه ، حتى ولو كان في حالة بؤس أو يعيش على شظف العيش واجترار الأماني .

كما أن محطات تاريخية فاصلة شهدت له بعلو كعبه في الروح الوطنية ؛ يلبي كل نداء تمليه المواقف الوطنية ؛ كالمسيرة الخضراء 1975 وانخراطه فيها بشموخ وإباء ، ونداءات التبرعات ، وقبل هذا وذاك نداء مؤازرة إخوانه في العديد من البلدان العربية والإفريقية ضمن تجريدات عسكرية ، دون أن نغفل عن استجابته لنداء ملكه في بناء صرح مسجد الحسن الثاني ، وقد سبق للمغفور له الحسن الثاني؛ في إحدى ندواته الصحفية ؛ أن قال مخاطبا صحفيا فرنسيا ” لن تجد مثيلا للمغربي في الكرم” .

كما أن أي حكومة تستأثر بالمشهد السياسي إلا وأصدرت في حقه سلسلة قرارات اعتبرت ضربات موجعة لقدرته الشرائية الهشة ، في زمن ضعفت فيه بالكاد أدوار المراقبة ، والبث في ملفات الفساد ، ناهيك عن القضايا شبه اليومية التي بات يعج بها الشارع المغربي ، والحالة هذه أن القضاء والإدارة بصفة خاصة ما زالا في واجهة القضايا التي يعاني منها المواطن المرتفق ، كما تشكل في آن واحد أبرز العوائق لكل برنامج تنموي .

أمام هذه العطايا والتضحيات الجسام التي يحفل بها تاريخ هذا الشعب ، ألا يحق لنا رفع السؤال أو بالأحرى البحث عن الحد الثاني للمعادلة : وما جزاء المغربي الذي يستحقه من وراء سلسلة هذه التضحيات ؟ وهل تم توفيره ؟!

نشاط نقابي متواطئ

العمل النقابي ؛ دوما يتزامن مع كل نشاط حكومي يروم تحريك سلالم الأسعار وإثقال كاهل المواطن بمزيد من أعباء المعيش اليومي، بيد أن تدخله ؛ وفي معظم الأحيان ؛ صوري يتجه إلى رفع عقيرته بالصراخ الفارغ ؛ شاجبا ومعارضا ، لكن إلى حين تمرير القرارات الحكومية وإنزالها إلى الواقع .

وتؤكد خطابات وسائل التواصل الاجتماعي أن الإحساس باللاثقة بدأ يتسرب إلى إرادة الجماهير الشعبية تجاه أي نشاط نقابي الذي لا يمثل سوى مصالح “شريحة صغيرة” ؛ تقتات على حساب صبر القوى المهنية العاملة ؛ من عمال وموظفين وأجراء .

إن للصبر حدودا !

على الحكومة ؛ وفي ظل هذه الظروف الدولية والوطنية القاهرة والمتمثلة في اشتعال فاتورة المحروقات وتداعيات جائحة كورونا وانحباس التساقطات المطرية ؛ ألا تتخذ من صبر المغاربة مرة أخرى صهوة لها لاختبار أناتهم وتجلدهم بإصعاقهم بمزيد من إجراءات التقشف والتشديد وخنق معيشهم اليومي ، وعليها ؛ في آن ؛ أن تتعظ بالأحداث والوقائع العابرة سواء في مدينة القنيطرة أو جهات أخرى ؛ من موجات الغضب والاستنكار العارمة جراء ارتفاع كلفة العيش وتسرب المجاعة إلى نسبة كبيرة من الأسر المغربية ، كما يجب أن تكون واعية بتسونامي شعبي (لا قدر الله) إذا ما انفجر فقد تكون له نتائج كارثية ؛ تأتي على الأخضر و اليابس ، خاصة إذا ما كان مفاجئا لا تتحكم فيه لا قوى نقابية ولا شعبية .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.