ذ.عبد الله مشنون
في الذكرى العشرين لعيد العرش جاء خطاب جلالة الملك كخلاصة لما تم إنجازه في الفترة السابقة واستشراف لما يطمح جلالته الى تحقيقه خصوصا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ويكون فيه المواطن محور التنمية وقد اعتبر الملك أن “نجاح هذه المرحلة الجديدة يقتضي انخراط جميع المؤسسات والفعاليات الوطنية المعنية، في إعطاء نفس جديد، لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا. كما يتطلب التعبئة الجماعية، وجعل مصالح الوطن والمواطنين تسمو فوق أي اعتبار، حقيقة ملموسة، وليس مجرد شعارات”.
وأضاف جلالته: “وإلى جانب الدور الهام، الذي يجب أن تقوم به مختلف المؤسسات الوطنية، أريد هنا، أن أؤكد على ضرورة انخراط المواطن المغربي، باعتباره من أهم الفاعلين في إنجاح هذه المرحلة”.
وقد طرح الخطاب تصورا جديدا للمرحلة المقبلة والتي ستشكل نقلة نوعية من حيث المشاريع واعتماد الكفاءات الملائمة وعالية التأطير. يقول جلالة الملك “المرحلة الجديدة ستعرف إن شاء الله، جيلا جديدا من المشاريع. ولكنها ستتطلب أيضا نخبة جديدة من الكفاءات، في مختلف المناصب والمسؤوليات، وضخ دماء جديدة، على مستوى المؤسسات والهيآت السياسية والاقتصادية والإدارية، بما فيها الحكومة” .
كما ان المرحلة القادمة ستكون عنوانا لعدة رهانات تتعلق أساسا في استعادة الثقة بين المواطنين فيما بينهم وفي مؤسسات الدولة ورهان الفعالية والتسريع الاقتصادي ثم رهان العدالة الاجتماعية والمجالية لتذويب الفوارق الصارخة بين طبقات المجتمع فيما بينها وكذلك تحقيق تنمية شاملة في مختلف الجهات .
نتمنى من النخب السياسية ان تعي مضامين الخطاب الملكي خصوصا فيما يتعلق بتقريب الكفاآت وتقديمها الى مناصب المسؤولية داخل هياكلها الحزبية في افق تقلدها مناصب برلمانية او وزارية فقد مضى زمن مناضلي التثمين والتصفيق وتحويل منصب المسؤولية الى بقرة حليب او مصدر للريع و التكسب غير المشروع وحل زمن الكفاءة والحكامة وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وكما الرفع من الوعي السياسي مطلوب من النخب الحزبية فانه آكد بالنسبة للمواطن على اعتبار انه محور العملية الانتخابية وعليه تحمل مسؤوليته في من يختاره نائبا عنه سواء في تسيير شؤونه او التشريع باسمه فقد آن الأوان لإحداث قطيعة مع ممارسات من قبيل “الزرقة والمرقة” واكتفاء المواطن ورضاه ببعض الاغراس و حفنة من “الزفت” امام منزله.