عبد اللطيف مجدوب
مارد جبار مجهول الهوية!
يشهد العالم، في راهن ظروفه الدقيقة والحالكة، موجة من الذعر تحيل الإنسان إلى ويلات الحروب العالمية، واستعادة الصور القاتمة لوباء الطاعون الأسود الذي خلف مئات الملايين من الضحايا، ودفع بالأحياء إلى تخزين أكبر قدر من الأقوات والاحتماء داخل الكهوف والمغاور والأقبية، مع ربط أسماعهم بالإذاعات لتتبع أهوال الحرب أو الوباء، وهو ما يجري حاليا في معظم أطراف الكرة الأرضية، من ترصد شبكات الميديا لزحف المارد الجبار فيروس كورونا والإيقاع بمزيد من ضحاياه بآسيا وأوروبا وإفريقيا ثم أمريكا، بل فرض هذا المارد نمطا معيشيا جديدا يقضي بحظر كل أشكال الوصال والاتصال أو حتى مجرد لقاء عابر، علاوة على إخلاء كل أماكن ومقرات العمل والتعليم والترفيه والعبادة والتسوق، إلى جانب شل حركة السير!
هل هي مؤامرة جرثومية؟
من حق الإنسان أن يتساءل، حتى ولو كان داخل حلبة النيران، هل ظهور فيروس كورونا بالبلدة الصينية ووهان وتعاظم عدد ضحاياه عبر زحفه وتفشيه داخل البلدان والقارات كان مجرد صدفة بتحلل بعض المواد العضوية أو الكيميائية ليتشكل في صورته المرعبة النهائية، أم هو عمل إرادي من لدن عقل إرهابي فوق العادة أوجده كسلاح جرثومي يرمي من ورائه إلى أهداف بعيدة المدى؟
الصين تتهم وأمريكا ترد
هناك مؤشرات رسمية يجدر التوقف عندها، لعل أبرزها التهديد الأمريكي الذي صدر في حق مؤسسات إعلامية صينية، ردا على إشاراتها إلى احتمال كبير بضلوع أمريكا في المؤامرة الخبيثة أو بالأحرى جريمة في حق الإنسانية عبر إقدام جنودها بمدينة ووهان الصينية على تصنيع فيروس كورونا من خلال خليط مركز لفيروسات حيوانية وبشرية قابلة للعيش والتكاثر في البيئة المحيطة، مهما كانت خصوصياتها، حارة أو رطبة أو باردة أو معتدلة.
كما أن أمريكا، وفي سياق حملتها ضد هذا الوباء، خفضت مساعدتها لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، وفي ظرفية إنسانية جد دقيقة بات يمر منها سكان الكوكب. كما لاح في إيطاليا مؤخرا ــ بوصفها البلد الأوروبي الأكثر تضررا ــ وجود جنود أمريكيين تابعين لقاعدة عسكرية أمريكية هناك، يمرحون مشاة في شوارع العاصمة روما بدون ارتداء أقنعة واقية مثل العامة، وهو مؤشر يحمل على الاعتقاد بوجود لعبة قذرة.
بيد أن أهم مؤشر مستجد، حتى الآن، وربما أصبح يشكل حجر الزاوية في المؤامرة الدولية التي باتت تحاك ضد الاقتصاديات المهددة لأمريكا، واقتصاد الصين تحديدا، حينما كشفت الإدارة الأمريكية عن إرادتها في احتكار سوق الأمصال واللقاحات المضادة لفيروس “كوفيد 19” (KOVID-19)، وهو ما يعني لهثها وراء جني أرباح بمليارات المليارات من الدولارات، من وراء تحكمها في تسويقها وترويجها.
العقل المدمر يتخذ من صناعة الموت وسيلة لتحقيق مآربه
هل أصبحنا أمام إرهاب بشخصية جديدة تفوق في بشاعتها وقذارتها الإرهاب المكشوف أو إرهاب التصفية الجسدية في رقعة جغرافية جد محدودة، على شاكلة تنظيمي القاعدة وداعش؟
نعم هناك إرهاب (اقتصادي) يأويه عبدة المال وطواغيته، لا يأبه بتصفية ملايين البشر إذا كان ذلك سيحقق مخططاته في إحكام سيطرته على موارد العالم وخيراته، والإبقاء على تحكمه في الأسواق والسلع والسياسات العمومية. فقد جرب آنفا أسلحة جرثومية عديدة، فتكت بالآلاف مثل فيروسات أنفلونزا الطيور والجمرة الخبيثة وفيروس جنون البقر… وآخرا وليس أخيرا فيروس كوفيد ــ 19، مما يحمل على الاعتقاد بأن العقل البشري دخل طفرة جديدة مرعبة، السيادة فيها لقيم المال والغريزية الحيوانية!