ضجة كبرى بعد إفشاء أحد الشعراء لسر صادم عن الشاعر الكبير محمود درويش

admin
2020-06-13T01:37:12+02:00
ثقافة وفن
admin13 يونيو 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
ضجة كبرى بعد إفشاء أحد الشعراء لسر صادم عن الشاعر الكبير محمود درويش

مؤخرًا خرج الشاعر السورى الكبير ذو الأصول الكردية سليم بركات، ليفشى ما اعتبره البعض سرا عن الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش، حيث زعم أن الأخير اعترف له أنه له ابنه غير شرعية، وذلك فى مقال نشره يقول إن محمود درويش اعترف له فى قبرص عام 1990 بقوله “لى طفلة، أنا أب، لكن لا شىء فى يشدنى إلى أبوة” ويقول سليم بركات “صارحته المرأة مرتين، ثلاثاً، فى الهاتف بابنته، ثم أثرت إبقاء ابنتها أمل زوجها، حيث الحياة أكثر احتمالاً بلا فجاءات” ويتابع “محمود لم يسأل المرأة، حين انحسر اعترافها، وانحسرت مبتعدة فى العلاقة العابرة، عن ابنته”.

ولم تكن تلك المرة الأولى التى يخرج فيها أحد الأدباء العرب للحديث عن سيرة الرجل الذى غاب عن عالمنا فى 9 غشت 2008، حيث خرج أيضا الأديب المصرى الحاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” الدكتور يوسف زيدان، أحد المقربين من “درويش” فى السنوات الأخيرة قبل وفاته، قائلا:” أنه فى أحد الأيام استضاف صديقه الشاعر محمود درويش فى منزله بالإسكندرية، وأثناء جلوسهما فى الشرفة ظل “درويش” سارحا بنظراته فى أطراف الأشجار العالية، ولما عاد من ذكرياته، سأله “زيدان”: “كيف ترى اليهود اليوم، وتشعر بهم؟”، فأجاب درويش: “شعور ملتبس، فقد سلبوا أرضى، وعلمونى.. قتلوا أهلى، وكان أول حب عظيم فى حياتى لفتاة منهم.. شعورى ملتبس”.

الشاعر الأردنى من أصول فلسطينية موسى حوامدة، ورغم اعترافه فى أكثر من مناسبة احترامه لقيمة درويش الشرعية كشاعر أكبر منه عمرا وأثرًا وتجربة، إلا أنه أيضا أكد أكثر من مرة وفى مقالاته المتعددة أن درويش شاعراً يجيد السطو على نتاج غيره من شعراء جيله ومن قبله، وكذلك أخذه من الأدب والشعر العالمى.

كما اتهم الشاعر الفلسطينى محمود درويش بالسرقة، إذ زعم كثير من النقاد أخذه من النصوص التوراتية إلى الحد الذى لا يمكن اعتباره تأثراً بل توظيفا إلى حدود الاستلاب، فقالوا عنه “إن فى خبزه الكثير من قمح الآخرين”، ومنهم الشاعر الفلسطينى موسى حوامدة، الذى قال قبل سنوات: “هل كان درويش يعتبر التوراة أحد مصادره الشعرية؟.. هل وقع تحت سطوة الأدب العبرى، والتوراة بالتحديد؟ إن درويش نقل مقاطع كاملة من التوراة باعتبارها من تأليفه، أى من دون إشارة إلى المصدر، لا من قريب ولا من بعيد”، وهى التهمة التى نفاها عنه بعض الباحثين والنقاد مؤكدين أن نقله إنما يأتى من باب التناص. 

أما إفشاء بركات سرّ أبوّة محمود درويش المجهولة والسرية والملغزة، فيمكن عدم وسمه بالخيانة، ولو أن بركات شاء قصداً أن يفجّر هذه القضية، وفي يقينه أنها ستنال من صورة درويش ورمزيته وحالته “الأيقونية” والشعبية. أفشى بركات السرّ في عزلته السويدية البعيدة، وأضحى اسمه بين ليلة وضحاها في متناول الإعلام ووسائل التواصل، وأصبحت شهادته مثار سجال ونقد شخصي واتّهام واستنكار وتشكيك. نادراً ما هوجم بركات في ما نُشر من ردود فعل، كشاعر أو روائي، فالجميع يعترفون بفرادته الإبداعية ومقدراته اللغوية وموهبته النادرة، حتى الذين لا يستطيعون إنجاز قراءة أعماله ، شعراً وسرداً. كتب مثلاً الشاعر عبدالله ثابت: “مقالة مخيبة، مخيبة، مخيبة، من سليم بركات عن محمود بعد صداقة عمر وهو حيّ، يفشي سرّه وهو ميت. أي صداقة هذه”. وعلّق الناقد فخري صالح، قائلاً:” ما كتبه سليم بركات عن علاقته بمحمود درويش صادمٌ ومريب، ويشير، في الوقت الذي يدّعي سليم حبَّ درويش وبنوّتَه له، إلى رغبة في إلحاق الأذى بالشاعر الراحل، وغيرة مستحكمة وضغينة مُضمرة، وادّعاء بأهمية شعرية توازي أهمية درويش، في مقالة فيها الكثير من البلاغة الممجوجة والتقعر والإغراب اللغوي، ما يثقل على النفس ويشعر القارئ بالملل والرغبة في عدم المتابعة. وما يدّعيه في شأن السرّ، الذي استودعه إياه درويش قبل اثنين وعشرين عاماً، بأنّ له ابنة غير شرعية من علاقة عابرة مع امرأة متزوجة، سقطة أخلاقية غير مغتَفَرة وإثارة تافهة لا تليق بشاعر يدّعي أنه كبير. والأفظع من ذلك أنه يعترف بأن درويش عامله كابنٍ، بل ندٍّ، له. فأن يذيع الصديق سرّ صديقه، الذي رحل عن عالمنا، وليس في مقدوره أن يردّ أو يصحّح أو ينكر، يدلّ على انحدار القائل إلى حضيض أخلاقي تأباه الصداقة الرفيعة والمناقبية الأخلاقية. لا ندري صحة ما رواه سليم بركات عن درويش، لأن الرجل لم يَعُد بيننا ليعترف أو ينكر صحة ما رواه لـ”صديقه سليم بركات!”. لكن ما ندريه أن هذه المقالة، التي يدّعي بركات أنه كتبها عام 2012، ثم نشرها عام 2020، متأخراً كل هذه السنوات، سقطةٌ كنّا نربأ بكاتب وشاعر نحبّه ونقدّره أن ينجرَّ إليها”.

وكتب الروائي الياس فركونح “ليس هذا سليم بركات الذي أكنّ له ولإبداعه التقدير. هذه صدمة”. وكتب الشاعر نوري الجراح: “لماذا يا سليم بركات، يا صديقي الذي أحبّ؟ ما حاجتك إلى حكاية كهذه؟ لطالما كنتُ أحبّ صداقتك لمحمود درويش، وكنتَ في نظري ندّاً بديعاً في جواره، ولم أعتبرك يوماً ابناً له، كما صرتَ تقدّم نفسك! استودعك وهو حيّ سرّاً، فلماذا تفشي سرّ الصديق، والصديق غائب وليس له لسان؟”. هذه بضعة من ردود فعل كثيرة ستزداد حتماً بعد قراءة الكتاب.

المصدر : رسبريس –  الأندبندنت عربية – اليوم السابع

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.