اتحاد المحامين العرب: رأس حكومي على جسد محامي..

admin
كتاب واراء
admin30 مايو 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
اتحاد المحامين العرب: رأس حكومي على جسد محامي..

حسوني  قدور بن موسى              

المحامي بهيأة وجدة                  

كل الاتحادات و المنظمات العربية بما فيها جامعة الدول العربية و اتحاد البرلمانات العربية و اتحاد المحامين العرب ليس لها أي دور في الدفاع عن مصالح المواطنين العرب ، فمنذ نحو قرن من الزمان ومشاريع الوحدة العربية تتعرض للإجهاض والانكفاء بل والمزيد من التفتيت والحروب الداخلية والتجزئة وتكريس القطرية، وتنتقل المشاريع الوحدوية بين الدول العربية من فشل إلى فشل حتى أصبح الفشل و الهزيمة هو القاسم المشترك لجميع الأفكار الوحدوية، وصار هذا المصير معروفا مسبقا عند الحديث عن أي مشروع وحدوي عربي جديد.

أحيطت دورة 2015 لاجتماع اتحاد المحامين العرب التي انعقدت في آكادير  بكامل أسباب الفشل، لتجعل منها دورة سياحية ودورة لقاء و أكل و شرب في الفنادق الفخمة  أكثر منها دورة نقاش وإصدار توصيات مفيدة  للأمة العربية  و على رأسها القضية الفلسطينية  و كان اجتماع وجدة  بدوره يعبر عن مدى فشل هذا الاتحاد حيث اختار مناقشة موضوع الاقتصاد و هو موضوع بعيد عن  هموم المحامين إذ تجاهلوا مناقشة مشاكل المهنة التي تزداد تأزما و خطورة و تجاهلوا مناقشة القضية الفلسطينية و ا حتلال القدس ، فلقد اعترف عبد اللطيف بوعشرين أمين عام الاتحاد سابقا أنه حينما تسلم مهمته داخل اتحاد المحامين العرب كأمين العام وجد الوضع  كارثيا يقترب من السكتة القلبية، فالاتحاد  دائما حسب إفادة عبد اللطيف بوعشرين  كان عبارة عن إدارة مشلولة  فاقد للهوية، لجانه غير مفعلة، وبلا إطار مرجعي. لقد كنا أمام فراغ تام  يقول بوعشرين.

هذا الوضع يبدو أنه “رافق” دورة آكادير.. وضع الأزمة والإدارة المشلولة  ولقد تبدى للعيان حينما أسقط  من جدول الدورة أحد أهم ندواتها   ندوة الدساتير العربية بعد الثورات: مصر وتونس والمغرب بعد التعديلات ، في النهاية هناك إحساس يستشفه كل من حضر لدورة اتحاد المحامين العرب أنها شكل من اجتماع جامعة الدول العربية تم توكيل نقباء المحامين لمجموعة أعضاء الجامعة للحضور نيابة عن “الحكام العرب” هذا هو حال العرب و منظماتهم الفاشلة يجتمعون كل مرة في الفنادق الفخمة من أجل الأكل و الشراب و ملء  البطون و البذخ و الترف و تبادل الاتهامات في الوقت الذي توجد فيه الشعوب العربية في حالة حروب دموية و تمزق ومجاعة و أمراض خطيرة زادها وباء كورونا  تأزما و تعقيدا . إن المتتبع لمسيرة العنف الطويلة في البلاد العربية و ما نقله لنا التاريخ عن مسلسلات القتل و الذبح و الاغتيالات و المؤامرات و الدسائس سوف يلاحظ أن ظاهرة الاقتتال مبعثها شهوة بشرية جامحة للجلوس على كرسي السلطة و السيطرة و التحكم في مصير البلاد و العباد و ما ينطبق على الحكام العرب ينطبق كذلك على رؤساء المنظمات العربية مثل اتحاد المحامين العرب الذين يسعون إلى البقاء على رأس هذه المنظمات طوال حياتهم و يستعملون نفوذهم المالي و المهني للوصول إلى الرئاسة و ما نشاهده اليوم في الدول العربية من مضايقات لدور المحامين في القيام بمهامهم و اعتقالات تعسفية للصحفيين و اغتيالات لشخصيات معارضة و انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان و خاصة الحق في إبداء الرأي و التعبير ما هو إلا دليل على غياب الديمقراطية في الوطن العربي ، إذ كان يجب على اتحاد المحامين العرب اذا كانت لدى أعضاءه الشجاعة المهنية التي عرفت في النقباء العظام أمثال  نقيب المحامين في مصر الزعيم سعد زغلول  مناقشة هذه الأوضاع الحقوقية المزرية بكل شجاعة  بحضور محامين مناضلين و نشطاء حقوقيين، لكن الاتحاد كعادته يستضيف من لا علاقة لهم بهموم الشعوب العربية و بمشاكل مهنة المحاماة في الوقت الذي تعرف فيه مهنة المحاماة أشكالا عديدة من  المضايقات و قمع لحرية الرأي . و من الجدير بالذكر أن اتحاد المحامين العرب ما هو إلا نسخة من جامعة الدول العربية الفاشلة لا ننتظر منه حل مشاكل مهنة المحاماة أعتقد أن اتحاد المحامين العرب هو رأس حكومي على جسد  محامي …

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.