الأستاذعبد اللطيف مجدوب يكتب : وراء تقزيم الثقافة في البلاد العربية!..

admin
كتاب واراء
admin2 يناير 2022آخر تحديث : منذ 3 سنوات
الأستاذعبد اللطيف مجدوب يكتب : وراء تقزيم الثقافة في البلاد العربية!..

عبد اللطيف مجدوبا

تساؤلات مُدمية..

قل لي موقع الثقافة من الميزانية العامة في بلد ما، أقل لك أين يوجد، وعموما يمكن اعتبار “الثقافة”؛ بدلالتها المعرفية Congnitive commutation ؛ واستثمارها في الموارد البشرية استراتيجية عامة في الدول الديمقراطية التي جعلت من “فعل الثقافة” قاطرة لتنميتها في كل القطاعات.

هناك أبحاث وتقارير دولية تؤشر بالواضح على “الفُتات” الذي يصرف على تنمية البحث العلمي وتطوير أساليب الثقافة العامة في البلاد العربية، مقارنة لها بالدول الديمقراطية التي راهنت؛ ومنذ عقود خلت؛ على العنصر البشري كوحدة حيوية في كل عمل تنموي، مهما تعددت أبعاده وتشعبت أساليبه، علما أن الموارد الاقتصادية في البلدان العربية تفوق بكثير مستوى ما للدول الغربية. وأمام هذا البون الشاسع أو بالأحرى هوة التخلف السحيقة التي تفصلنا عن اللحاق بالركب الحضاري يرفع السؤال المدمي: أين تذهب هذه الثروات إذا كانت تستثني المواطن العربي؛ في النهوض بمستوى مؤهلاته العلمية والثقافية؟ هل هناك إملاءات أو توصيات وراء الكواليس بلزومية تكريس الجهل لدى هذا المواطن، وتقزيم العمل الثقافي لديه في مجرد “مهرجانات” وتنظيم “معارض” كتاب تظل مهجورة؟ أم أن هناك يدا طولى لمنصات التواصل الاجتماعي لتدجين الشعوب..؟

المليارات تذهب إلى اقتناء الأسلحة

في الوطن “العربي”؛ من المحيط إلى الخليج؛ ما زال برأي تجار الأسلحة الوجهة المفضلة لاقتناء الأسلحة وتجريبها؛ كما جاء في تقرير منظمة البحث عن الأسلحة “Smallarms survey”، وهي سياسة دأب عليها الحكام العرب منذ وقت مبكر؛ فقد تكون بإيعاز من جهات غربية، وقد تكون نتيجة “الخوف” على الكراسي من أن تطالها يد غاصب أو “إرهابي”، وفي آن يمكن اعتبارها نتيجة لهشاشة العلاقات العربية العربية والتي تترجمها التوترات المستحكمة في حدودها المشتركة. أسلحة فتاكة وأخرى جد متطورة؛ يستدعي استعمالها التحكم فيها من الأطراف المنتجة، إذا دار عليها الحول صدرت تعليمات بضرورة تحديثها، مع ما تتطلبه العملية من شيكات بمليارات إضافية، والحال أن نسبة الأمية تضرب بأطنابها في كل الأرجاء، لا تتجاوز نسبة القراءة %0.005 كتاب في السنة! ويختزل الفعل القرائي -عند العامة- في زيارة الأضرحة وتنظيم مهرجانات فلكلورية للرقص الشعبي.

توجس الغرب من العنصرين العربي والفارسي

أكدت السياسة المنتهجة حاليا من قبل الدول الغربية تجاه الأنظمة العربية وجود تخوف واضح؛ تترجمه حاليا عدم الثقة في “الحاكم العربي” الذي ما زالت تسكنه؛ برأيها؛ حتى الآن نزعة التوسع والميل إلى إثارة النزاعات الجانبية، مما يعد في نظرها تهديدا واضحا لمصالحها وزعزعة استباب الأمن بين دول الجوار. واعتمادا على هذه النظرة التوجسية عملت على اختراق هذه الأنظمة وتطويع مساراتها إلى ما يخدم مصالحها في الدرجة الأولى، وأولى عناصر هذه الاستراتيجية الاختراقية breakout strategy ترسيخ الجهل والأمية، وفي آن تقزيم العمل الثقافي لديها وحصره في أيام فرجوية وتظاهرات موسمية، بيد أن هذا الاختراق، وجدته الأنظمة الغربية عصيّا على إيران لاختراق مؤسساتها حتى الآن، ومن ثمة صارت تتوجس من برنامجها النووي، بل ومن منظومتها الثقافية ككل، والتي تعتبر -دائما في أعين الغرب- خطرا ووبالا على أسواقها ومصالحها الاقتصادية، وبالتالي عملت وما زالت تعمل على لجْم كل صحوة في اتجاه يقظة الفكر وتخليصه من الشوائب والأوهام والخرافات.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.