الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب :أين هي إرادة “لمّ الشمل العربي”؟!

admin
كتاب واراء
admin9 نوفمبر 2022آخر تحديث : منذ سنتين
الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب :أين هي إرادة “لمّ الشمل العربي”؟!

عبد اللطيف مجدوب 

من خلال إلقاء نظرة كرونولوجية حول القمم العربية والشعارات التي واكبتها، ألفينا أنفسنا أمام كمّ هائل من التقارير والتوصيات التي انبثقت عنها، والتي تضيق بها رفوف “جامعة الدول العربية”، وقد ظلت جامدة ولا تلتها محاولات لتتبع تنفيذها، سواء على مستوى اللجان العربية المشتركة أو على مستوى الأجهزة التابعة لجامعة الدول العربية، فقط يكفي اندلاع خلاف بسيط بين هذه الدولة أو تلك، حتى “ينسخ” الاتفاق العربي ويجعله لاغيا، وينزع عنه صفة “الشراكة العربية” أو “العمل العربي المشترك”؛ كما يحلو للعديدين توصيفه والتغني به.

من قمة الأمل إلى قمة “لم الشمل” مرورا بدول “الاتحاد المغاربي”، كانت شعارات طنانة لكنها لا تلبث أن تصاب بالخرس، وكأن جامعة الدول العربية؛ منذ أن أنشئت 1945؛ كانت مهامها ومازالت تغذية أرشيفها بخطب رنانة وتقارير دسمة وتوصيات حالمة، ويبقى التساؤل مطروحا على أشده: كيف لدول تعادل مواردها الاقتصادية اقتصاديات دول وازنة بالمليارات الدولارات؛ لا تجرؤ على بناء إرادة سياسية مستقلة في النهوض بأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية الهشة؟ أين تذهب مقدراتها الاقتصادية؛ من نفط وغاز ومعادن وأسماك…؟

والتساؤل المعضلة هذا يحيلنا على طرح سؤال بسيط وبليد:

هل تمتلك الأنظمة العربية إرادة سياسية فعلية بقصد التعاون وعقد شراكات عربية مشتركة في ما بينها؟

قد لا تذهب بنا التحليلات بعيدا حتى نصطدم بأن “العداء السياسي” هو المستحكم في علاقاتها بالجيران، لكنها على استعداد تام بأن تضرب شعارات “الأخوة العربية”؛ “والتاريخ المشترك” بعرض الحائط وتكيل مقابلها العداء للجار لقاء برميل زيت أو قناة غاز أو حفنة دنانير.. علاوة على أن سيادتها مخترقة من جهات دولية عديدة؛ تأتمر بأمرها وتنتهي بنهيها، لذا مازالت آثار الفرنكوفونية والأنغلوساكسونية تلقي بظلالها على مسارات العلاقات الدولية التي تسلكها كل دولة على حدة، وغير وارد إطلاقا توافق سياسي أو اقتصادي بين الجزائر والمملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، ما دامتا متنافرتين على مستوى القطبية الإيديولوجية أو بين روسيا وأمريكا.

تخوفات استراتيجية مستحكمة

الأنظمة الغربية تعي جيدا التاريخ السياسي العربي ودمويته التي بصمته على مدى أربعة عشر قرنا، كما أن أمامها تجارب استوعبت دروسها ومدلولاتها السياسية، تعلق الأمر بسلسلة الانقلابات العسكرية التي شهدتها الجغرافية السياسية العربية، أو أحداث الربيع العربي، أو ضربة 11 شتنبر والتي تلتها موجة من العمليات الإرهابية في أنحاء العالم، أفضت أخيرا إلى ظهور مصطلح “الإسلاموفيا” والذي بقي لصيقا بالجنس العربي أنى أقام أو ارتحل، هذا ودون أن نغفل عن عنصر أساسي يستحضره الغرب في تعامله مع العرب، ألا وهو عنصر الأمية الأبجدية والتي تؤول بصاحبها أحيانا إلى عنصر همجي لا يطاق، لا سيما إن كان ذا مال، فسيبذره لا محالة في أعمال المجون.

وفي المحصلة، الغرب ينظر إلى النظام العربي كمشروع غير قابل للنضج وهو مرادف لسوء التدبير ومن ثمة كان مثقلا بمديونية مئات المليارات من الدولارات، لذا وجب “الحجر” على خيراته ومدخراته!

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.