الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب: التعيينات الديبلوماسية وبأية معايير؟

admin
كتاب واراء
admin21 مايو 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب: التعيينات الديبلوماسية وبأية معايير؟

عبد اللطيف مجدوب

“.. الديبلوماسية هي أن تقول وتفعل أكثر شيء حقارة بألطف أسلوب” Isaac Boldberg

جدير بنا التوقف عند بعض المفاهيم الديبلوماسية وتوظيفاتها في قاموس العلوم السياسية، والعلاقات الدولية تحديدا؛ فالديبلوماسية (Diplomacy) “حرفة وفن ونشاط أو مهارة إدارة العلاقات الدولية، يضطلع بها ممثلو الدولة في الخارج.. وتعني، من جانب آخر، الحنكة والمهارة السياسية (Statesmanship) أو فن التعامل مع الناس بأسلوب أنيق وجذاب”. ومن المنظور السياسي، تعني الأداة الرئيسة للسياسة الخارجية التي تتضمن أهدافا إستراتيجية توجه تفاعلات الدولة مع بقية العالم.

ومنذ أوائل القرن العشرين، اكتسبت الديبلوماسية طابعا مهنيا متزايدا يمارسها ديبلوماسيون حرفيون معتمدون بمساعدة ودعم موظفين وهياكل ديبلوماسية أساسية، من قبيل القنصليات والسفارات. وقد تم تطبيق مدلول ومصطلح “الديبلوماسيون”، في وقت لاحق، على موظفي السلك الديبلوماسي والخدمات القنصلية، وموظفي وزارة الخارجية بصفة أكثر شمولية؛ فالقنصل هو موظف تعينه الدولة ليقيم في مدينة أجنبية، ليرعى ويحمي مواطني الدولة ومصالحها هناك.

الأكاديمية المغربية للدراسات الديبلوماسية

قطع المغرب أشواطا مهمة على درب علاقاته الدولية، لما تكتسيه هذه الأخيرة من حيوية وأهمية إستراتيجية في التعريف بالمغرب في المحافل الدولية على أكثر من صعيد.

وفي هذا السياق وتعزيزا لمكتسباته، أقدمت المملكة على تشييد صرح ديبلوماسي، تمثل في إنشاء “الأكاديمية المغربية للدراسات الديبلوماسية” سنة 2011، وجعلها بوابة مفتوحة في وجه كل المغاربة وغيرهم للتعاطي مع الثقافة الديبلوماسية وإشعاعها في تعزيز العلاقات المغربية في محيطها الدولي.

ظاهرة شوفينية مرافقة لتصريحات ديبلوماسية

هي وقائع سياسية، كثيرا ما أضرت بصورة المغرب، جاءت على ألسنة عديد من المغاربة في شكل تصريحات ارتجالية رعناء وبنبرة شوفينية ملحوظة، أو تنكر لهويتهم الأصلية، سواء تعلق الأمر بأمناتو حيدر وهي تتجاهل متغطرسة وطنها الأم المغرب أو حميد شباط وهو يحن إلى التاريخ البائد في علاقة المغرب بالجارة موريطانيا، أو وزير يخطئ في تسمية بلد مغاربي، وأخيرا القنصل المغربي بوهران وهو يصف أمام جموع من المغاربة أنهم “في بلاد لعدو”.

أمام مثل هذه الوقائع، يتساءل المرء ما إن كانت هناك أخلاقيات وقيم ديبلوماسية تصدر عنها مثل هذه التصريحات الهوجاء، حتى وإن كانت في بعضها لا ترقى إلى مستوى “المسؤولية الديبلوماسية”؟ كما يمكن إثارة تساؤل ما إذا كانت هناك معايير تخضع لها التعيينات الديبلوماسية، أم أنها مجرد كوطا حزبية لم يسبق لأصحابها أن تمرسوا بنشاط ديبلوماسي يذكر؟ ولعل من أدبيات الخطاب الديبلوماسي التلطف والنظر بتفاؤلية إلى نصف الكأس، وتحاشي إطلاق العنان لمشاعر القومية والوطنية.

وغني عن البيان أن البلدين الجارين أو بالأحرى الشعبين المغربي والجزائري تربطهما وشائج وصلات ضاربة في جذور التاريخ، حتى إن معظم المسؤولين الجزائريين الذين تعاقبوا على كراسي السلطة ينحدرون من أصول مغربية؛ بيد أن أحداثا في الماضي ما زال المسؤول الجزائري يعتبرها ورما “خبيثا” في العلاقات بين البلدين.

وعلى الرغم من أن المغرب كان ولا يزال، وفي أكثر من مناسبة، يمد للجارة الجزائر يد التعاون وتجسير علاقاتهما على أسس تبادل المصالح المشتركة واحترام سيادة البلدين؛ فإن الإعلام الشعبوي وبعض التيارات السياسية المغرضة تتخذ من علاقة البلدين مادة دسمة لتوتيرها وشيطنتها، كما حصل مؤخرا غداة تعيين منصف السلاوي من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشرفا عاما للجنة المكلفة بتطوير لقاحات كورونو كوفيد 19، بدلا من جزائري الأصل إلياس الزرهوني.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.