الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : تأجيج الحرب الروسية الأوكرانية هل هو مقدمة لمجاعة عالمية؟!

admin
كتاب واراء
admin1 يناير 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة
الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : تأجيج الحرب الروسية الأوكرانية هل هو مقدمة لمجاعة عالمية؟!

 عبد اللطيف مجدوب                                                                                    

مضى على اندلاع شرارة الحرب الروسية الأوكرانية؛ حتى الآن؛ سنة بالكاد، أتت على متغيرات عديدة؛ في مقدمتها الأسلحة والطاقة والأمن الغذائي.. كانت لها تداعيات سوسيو اقتصادية، ألقت بظلالها على المعيش اليومي، ليس فحسب في أوروبا وحدها بل امتد تأثيرها بدرجات متفاوتة إلى كل أنحاء العالم، جراء تفاقم أسعار الطاقة والتغذية، وفي آن ألهبت قطاعات جماهيرية ومهنية واسعة في أنحاء المعمور بركوب موجات إضرابات واحتجاجات كرد فعل طبيعي على غلاء الأسعار وارتفاع مستوى التضخم.

وباستفتاء الواقع الميداني، نستشف وجود مؤشرات في اتجاه إطالة أمد الحرب، من خلال الدعم العسكري الواسع والمتواصل الذي تتلقاه أوكرانيا من أمريكا ودول حلف الناتو، في محاولة تكسير شوكة الروس والعمل على استنزاف قدراتها العسكرية؛ كان آخرها عزم أمريكا على تزويد أوكرانيا بصواريخ باتريوتPatriot ، ما دفع بروسيا إلى حشد آليات حربية ميدانية جد متطورة من قبيل منظومة صواريخ S.400 Triumph وهو ما أدى إلى تعطيل القنوات الدبلوماسية نحو إيجاد مرتكزات يتم التفاوض بشأنها بين الطرفين، لا سيما في أعقاب إقدام القوات الروسية على ضم أربع مقاطعات أوكرانية.

وقد بدا واضحا؛ في الآونة الأخيرة ومع إطلالة فصل الشتاء؛ أن جل العواصم الدولية والأوروبية منها خاصة شرعت تعاني من لسعات البرد، من جهة والأسعار ثانية؛ أخذ الإنسان يكتوي بوطأتها من خلال وقوفه في طوابير طويلة أملا في حصوله على الطاقة أو المواد الغذائية، والحال أن بترول روسيا أصبح مصادرا وإن كان يتم تمريره عبر الأسواق السوداء بأسعار خيالية، في حين أن مادة الحبوب شهدت هي الأخرى تقلصا إلى مستويات غير مسبوقة جراء ظروف الحصار والعقوبات المفروضة على روسيا، وتعذر شحن الحبوب الأوكرانية على الرغم من اتفاقية “الحبوب” التي احتضنتها تركيا بحضور الفرقاء، هذا فضلاً عن شح التساقطات المطرية ومعاناة كوكب الأرض من آفة الاحتباس الحراري الذي خلق تصدعا كبيرا في البيئة المناخية العامة وما نتج عنه من أعاصير وحرائق غابات، وتراجع المحاصيل الزراعية إلى مستويات مخيفة.

مآل موجة الإضرابات

ظهرت جليا؛ في الأسابيع الأخيرة وكتداعيات طبيعية لظروف الحرب والحصار؛ موجة إضرابات أخذت تجتاح كل القطاعات الإنتاجية والمهنية؛ إغلاق المعامل وتسريح العمال وشل حركة المواصلات في القطاعين السككي والطرقي، مع اصطفاف نقابات العمال والمهنيين صفا واحدا احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، وفي آن المطالبة بالزيادات في الأجور والمرتبات، وهو ما لم تستطعه أية حكومة حتى الآن إلا بالحوارات والوعود الزائفة، وكأن هذه الحكومات؛ انسياقا منها مع المواقف الأمريكية؛ باتت خاضعة للأمر الواقع؛ من نقص في المواد الطاقية والغذائية، ولسان حالها يقول مع حليفتها الأولى أمريكا: “أفضل لنا تذوق مرارة الجوع على أن نستسلم لشروط روسيا ونستعمل موادها”.

على أن قبضة أية حكومة على زمام الأمور؛ ومهما كانت فولاذية في حرصها على توفير دعائم الأمن والسلام؛ فلن تستطيع قمع شعب بالكامل إذا ما اشتدت ظروف العيش وندرت أو اختفت المواد الغذائية من الأسواق، وهو ما باتت تخشاه دول الاتحاد الأوروبي، في ظل نظرة متشائمة قاتمة بعدم وجود مرتكزات حقيقية للتفاوض الروسي الأوكراني أو بالأحرى الأمريكي، من جانب، واختلال في دورة التساقطات من جانب آخر، ما يعني تواجد إنسان الألفية الثالثة على عتبة طفرة زمنية مظلمة؛ قد تسودها الحروب والمجاعات والأوبئة، ولا غرو أن الصين “المارد العملاق” الذي باتت تخشاه أمريكا، شرع يؤسس لخطوات عملاقة على مسار اكتساح الأسواق العالمية، معززا بإرادته الصلبة في مواجهة التحدي الأوروأمريكي.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.