الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : تحديات احتضان التظاهرات الرياضية..

admin
كتاب واراء
admin3 فبراير 2024آخر تحديث : منذ 4 أشهر
الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : تحديات احتضان التظاهرات الرياضية..

 عبد اللطيف مجدوب               

يقف المغرب، تبعا لنتائج انتقائية دولية، على عتبة تنظيم أو بالأحرى احتضان مناسبتين كرويتين من العيار الثقيل، أولاهما كأس الأمم الإفريقية بحر سنة 2025، وهي المرة الثانية في تاريخه بعد نسخة 1988 التي فازت بها دولة الكاميرون، وثانيهما كأس العالم/المونديال سنة 2030 بمعية كل من إسبانيا والبرتغال. ولأن المغرب، وما يتمتع به من مؤهلات سياحية طبيعية وموقع جغرافي هائل وانفتاح ثقافي أنجلو- فرانكفوني، وبيئة أمنية متفردة، نال شرف هذه الاستضافة، فقد انخرط في شبكة من البرامج وخلق وترميم وتأهيل العديد من الأوراش الكبرى في عدة مدن، بدءا من البنيات التحتية والمرافق والقرى والميادين الرياضية، ومرافقها؛ فضلاً عن تأهيل شبكة من الطرق السيارة وربطها بالمدن والقرى والإقامات الرياضية.

ويرى خبراء التظاهرات الرياضية من هذا المستوى الدولي والقاري أن ثمة تحديات بنيوية وسوسيولوجية لا يستهان بها على المغرب كسب رهانها، وفي ما يلي جرد لأبرز هذه التحديات واقتراح لمقاربات تجاوزها:

التحديات الإدارية (منظومة القوانين)

الإدارة المغربية تواجه تحديا عميقا في تكدس قوانينها وتعطيل جانب المرونة والسلاسة تجاه مرتفقيها، ويأتي على رأس أولوياتها قانون السير داخل وخارج المناطق الحضرية، الذي يحتم القطع مع الأساليب البالية عبر إحداث نقط المراقبة وعرقلة السير أحياناً. ولتجاوز هذا التحدي من الضروري تحديث أجهزة المراقبة عبر شبكة رادارات دقيقة متطورة ومجهزة بآليات ضبط ظروف المخالفات، ومتابعة العربات المخالفة بإشعارات مخالفتها لقانون السير، التي توجه إلى عناوين مالكيها.

قانون حماية المستهلك

هناك قوانين لحماية المستهلك من آفة مضاربة الأسعار واحتكار السلع والأسواق، ما ينجم عنه ارتفاع فاتورة العيش وإثقال كاهل المستهلك. وللحد من تغول هذه الظاهرة يجب تفعيل قوانين حماية المستهلك وفرض مراقبة صارمة على الأسواق والضرب على أيدي المضاربين، تعلق الأمر بالخضروات والفواكه أو الأسماك.

التحديات السوسيولوجية (الجانب التربوي)

يشكل هذا المؤشر أخطر التحديات مطلقا، بالنظر إلى تأثيره المباشر على كل القطاعات ومناحي الحياة، فإذا لم تكن هناك “تربية” فلن يكون هناك إصلاح؛ ويكفي في هذا السياق للتدليل على مركزيتها إيراد مثالين: الجمهور الرياضي -على سبيل المثال – وداخل المدرجات والملاعب، مازال بعيدا عن التأهيل والتخليق، ما دامت سلوكياته توصف بالفجة والنزوع إلى العنف والتخريب، وهذا يحتم تقديم جرعات تربوية قوية، بمساهمة جميع مكونات المجتمع المدني، ابتداء من الأسرة والمدرسة وانتهاء بالنوادي والمرافق الاجتماعية.

الخدمات الرقمية

في ظل انتشار أكشاك الخدمات الرقمية السريعة صار من الضروري والحيوي نشر مثل هذه الأكشاك الخدماتية على طول الضفاف والطرقات، لتمكين “المتنقل” راجلا أم راكبا من التزود بحاجياته، إما عبر الأكشاك البنكية أو الاتصالاتية، أو الخدمات المخزنة السريعة، من مشروبات ووجبات خفيفة snacks.

التظاهرات الرياضية والاقتصاد الداخلي

من المعلوم أن التهافت على احتضان التظاهرات الرياضية من هذا الحجم يكاد الهاجس الاقتصادي يكون رافعة له، لكن ليس بادخار الثروة، بل بالمساهمة وبنسب عالية في خلق فرص الشغل وامتصاص أرقام العطالة التي تعتبر، أحببنا أم كرهنا، من المنغصات والتحديات أمام جريان وقائع التظاهرة الرياضية في ظروف طبيعية، ثم أخيراً العمل على تجويد الخدمات.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.