الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : ظواهر بشرية..

admin
كتاب واراء
admin20 يونيو 2023آخر تحديث : منذ 11 شهر
الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : ظواهر بشرية..

عبد اللطيف مجدوب

تفيد العديد من الدراسات البيئية والمناخية منها خاصة؛ بأن تركيبة الإنسان البيولوجية خاضعة لعناصر مناخية دقيقة، يمكن أن تجملها فصولها الأربعة؛ من شتاء وربيع وصيف وخريف، وقد تكون لاختلالاتها ردود فعل فورية منعكسة على صحته العقلية ومزاجه العام، فإنسان المناطق الاستوائية والصحراوية؛ على سبيل المثال؛ أكثر عنفا واندفاعية من نظيره الجبلي أو الساحلي، لكن ماذا لو ضرب الجفاف هذه المناطق الخضراء وحولها إلى قفر يباب؟ ماذا سيحل بإنسانها، وهل ستحتفظ شخصيته بسماتها العادية؛ من أناة وجلد وحلم وتأن؟ طبعا وكما يقول المثل “الإنسان ابن بيئته”، فعناصرها وبشكل عام هي المتحكمة في مزاجه ما إن كان رائقا أو حادا، أو ذا نزعة عدوانية، بغض الطرف عن مستواه الطبقي السوسيولوجي، كان من ذوي اليسار أو الفاقة.

ظواهر بشرية جديرة بالحذر!

في واقعنا البيئي المغربي، يمكن رصد حالات شتى لاختلالات سلوكية، ترقى أحيانا إلى حد العدوانية والهمجية الفجة، تأخذ في الظهور والبروز كلما تعطلت التساقطات المطرية وشحّت مياه الأنهار والوديان، واستحكمت حرارة الطقس في معظم المدن، ولو في عز الشتاء أو الربيع، تخلف مضاعفات جد خطيرة على السلوكيات الاجتماعية، يمكن حصر بعض آفاتها في ما يلي:

– نزق وسلوك مجاني خال من كل سمات الانضباط؛

-رعونة في السياقة والميل العدواني إلى التدافع؛

-النصب والاحتيال في المعاملات؛

-البخل فوق العادة لصرف المليم الواحد!

-تعدد إصاباته؛ هوان وخمول الذاكرة، واللاتركيز في المواقف وإصدار الأحكام؛

-يجد في بث “الشكوى” ملاذا له للتنفيس والتخفيف من معاناته.

العيادة النفسية والعقلية

تشير الإحصائيات إلى أن ثقافة التعاطي مع العيادة النفسية؛ في أوساط المغاربة؛ مازالت جد متدنية بمقارنتها بتخصصات مرضية أخرى، وترجّح بعض الدراسات أن مرد ذلك ثقافة المريض بصفة عامة، ومدى اعترافه وبوحه بالاضطرابات التي يعاني منها؛ في مأكله ومشربه ومنامه. وأبرز مثال؛ في هذا السياق؛ شهر رمضان والصوم عن الطعام، حيث يرتفع منسوب التشنجات العصبية والعقلية والسلوكات العدوانية بين الأفراد لأتفه الأسباب، فكيف ستكون؛ من الحدة والعنف؛ لو جرت في بيئة جرداء مع طقس حار؟!

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.