الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : نظرة الإسلام إلى الجار حتى ولو كان غير مسلم

admin
2022-10-05T23:35:49+02:00
كتاب واراء
admin5 أكتوبر 2022آخر تحديث : منذ سنتين
الأستاذ عبد اللطيف مجدوب يكتب : نظرة الإسلام إلى الجار حتى ولو كان غير مسلم

عبد اللطيف مجدوب

تحبل السيرة النبوية العطرة بباقة من الأحاديث عن الجيرة وحقوق الجيران فيما بينهم، وهي، في مجموعها، تشكل عقدا اجتماعيا متينا في قيم التواد والإخاء والإحسان، التي يجب أن تربط بينهم “كإخوان في الله”، وليس أعداء، كما أضحت عليه اليوم علاقات بعض الجيران بالآخرين، في غياب شبه تام لكل أواصر الاحترام والتعاون.

وقد حرصت الحنفية السمحة على حلقة الجوار البشري، بوصفها اللحمة التي تساهم في تقوية الأواصر بين الأفراد والجماعات داخل منظومة مجتمعية صلبة، مصداقا للقول النبوي الشريف ﷺ {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى}.

والحال أن تموقع الجيرة الإسلامية الأولى كانت عبارة عن “منازل منفصلة ومتباعدة”، وليست ذات جدران مشتركة كما هو الحال عليه اليوم، فكان الجب أو المسجد أو المقبرة هي المرافق التي يشترك فيها جميع الجيران، لا فرق بينهم، مسلمين كانوا أو على نِحل أخرى.

شواهد سنية على تآلف الجيرة

تزدان كتب الحديث النبوي بشواهد عطرة عن الجار والإحسان إليه، وسنكتفي، في هذا السياق، بإيراد بعض منها محذوفة الأسانيد، بالنظر إلى ضيق المجال:

ذبحت شاة لصحابي جليل فنادى غلامه: أهديتم لجارنا اليهودي؟ فقد سمعت رسول الله ﷺ يقول {ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه}؛

{خير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره}؛

{من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره}؛

يارسول الله إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال ﷺ {هي في النار}؛

{والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره – أو لأخيه – ما يحب لنفسه}.

قبول الجيران غير المسلمين داخل المدينة

شهد سكان المدينة (يثرب)، بوصفها الخلية الأولى لقيام المجتمع الإسلامي، أخلاطا من نحل متعددة؛ مسلمين ويهود ونصارى وغيرهم، فأقر لهم الإسلام حقوقا تحميهم، وتكفل بتنفيذها، مثل حقهم في الحياة والعيش الكريم، وحرم القتل بداع عرقي أو ديني، فكان التعايش بين النحل والديانات على مستوى رفيع من الاحترام وإحقاق الحقوق لذويها، حتى ولو كانت بإلزام المسلم دفع “الدية” في حال قتله عمدا أخا له غير مسلم. كما تدل عليه العديد من الآثار التي احتفظت لنا بها كتب السيرة على رأفة الإسلام ورسوله الأعظم سيدنا محمد ﷺ باليهود والنصارى، مثل الاطمئنان على الجار غير المسلم، والاستفسار عن أحواله، هذا عدا صور المعاملات التجارية والمالية التي كانت سائرة بين المسلمين واليهود.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.